أرادت الحياة وأرادوا لها الموت
كتبت /أشجان الجرموزي
اكتشفت أن بها مرض عضال لايمكن معالجته في وطنها لضعف الامكانيات والخبرات، فقرر والدها بيع منزله للسفر بها إلى الخارج ، باع منزله وأخذ ابنته ليخلصها من الآلام الفتاكة التي تقطع جسدها ألماً إنه السرطان الخبيث ..
مكثت في تلك البلاد مايقارب العام وهي تجري عمليات وتخضع لعلاج كيماوي أنهك جسدها وزاد من حنينها وشوقها لوطنها وأهلها وأصدقائها ، ومع قرب انتهاء ذلك العام صرح لها الأطباء بالعودة إلى موطنها مع ضرورة العودة بعد ستة أشهر لعمل تحاليل وفترة علاج أخرى للتخلص من المرض نهائياً وعليها خلال عودتها الانتظام بأخذ الدواء واتباع النصائح الموجهة لها…
عادت موطنها وفرحة غامرة قد ملئت قلبها ستلتقي بطفلها الصغير التي غابت عنه مدة طويلة ، استنشقت هواء وطنها العليل عندما حطت الطائرة رحالها، وقالت كم أحبك ياوطني فلا شبيهك أي بلد ولا تقارن بأي موطن فأنت لا منافس لك…
كان والدها قد ادخر بعضاً من مال المنزل المبيوع، فاشترى منزلاً صغيراً ليقطن فيه مع عائلته ، استمرت الفتاة على أخذ دواءها بانتظام وحان موعد العودة إلى تلك البلاد…
لكن!!!!
كان الوضع مختلفاً جداً فالحرب كانت قد أعلنت ، والمطار تم قصفه وحصار جوه وحظره ، والمعاناة تفاقمت وحالتها ازدادت سوءاً في الآونة الآخيرة من مراحل العلاج، حيث وأن العلاج لم يعد جسمها الهزيل يستطع تقبله….
انتظرت طويلاً عسى أن يتم فتح المطار، أو أن تتوفر لها امكانيات مادية أكبر تسمح لها بالذهاب براً ، بالرغم من أن جسمها لم يعد يقوى على تحمل مشاق السفر ولكن لامجيب فلاعدوان نظر لها بعين الرحمة والإنسانية ، ولارحمها ذلك المرض اللعين وغادر جسمها لتعيش مع طفلها الوحيد الذي حرمها هذا المرض الخبيث عدم الانجاب مرة أخرى….
انتظرت وانتظرت وطال الانتظار ، فنظرت لصغيرها نظرة الوداع ، وقالت له اذهب بعيداً فقد حان موعد الاحتضار، فهرع يحتضنها وكأن طفل الخمسة أعوام قد شعر بوداع أمه له ، وقال لها أحبك ياامي
تساقطت دمعها تباعاً وقالت الله ينتقم ممن سيبعدني عنك ، وبعد آلام مريرة وصراع عسير مع المرض ودعتني وودعت صغيرها وودعت والدها وكل من أحبت
وسلمت الروح لبارئها ، وغادرت الحياة لترتاح وتلحفت بتراب الثرى، ذهبت ولازال العدوان يكرر كل يوم مأساة صديقتي الراحلة …..
#اتحاد_كاتبات_اليمن
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_المطار