*سجناء على أرض مفتوحة*
كتبت / *دينا الرميمة*
كم هي سيئة الوعود التي تبعث فينا الأمل لتفاجئنا بطعنات قاتلة في حين عدم تنفيذها !!
وعود مزيفة مكللة بعار كذب الأُمم المتحدة تقتل اليمنيين مئات المرات وتوجه لهم الطعنات القاتلة في خاصرتهم لا تقل جرماً عن صواريخ دول العدوان كوعد إتفاقية الجسر الجوي ولحقها وعد غريفث بفتح مطار صنعاء .
إتفاقية الجسر الجوي الذي وعدت به الأمم المتحدة المرضى اليمنيين لتمكين الذين أنهكتهم آلامهم وأوجاعهم من السفر للخارج ،وعد زائف جعل الحياة تدب من جديد في قلوب هؤلاء المغلوبون على أمرهم ليُسارعوا في تجهيز أوراقهم وتكاليف السفر والعلاج،، و ربما بعضهم باع بيته وممتلكاته في سبيل الحصول على لحظة خالية من الوجع !! لتفاجئهم الأمم المتحدة بالرفض المتعمد من قبل دول العدوان والذي كان بمثابة قطع شريان الحياة الوحيد لهؤلاء المغدور بهم. هكذا تعمدت دول العدوان البغيض وبتصريح مختوم بالصمت الدولي المتشدق بالإنسانية وحقوقها قتلنا نحن اليمنيين قصفاً وحصاراً وتجويعاً وبالأمراض التي زادت تكاثراً بسبب ماتُلقيه هذه الدول من الأسلحة المحرمة على أرضنا .وبحسب إحصائية لوزارة الصحة أن أكثر من مائة وثلاثين الف حالة مرضية (كالفشل الكلوي والسرطان والكبد ومرضى القلب )، لاتتوفر علاجاتها في اليمن بسبب الحصار ويومياً يغادر الكثير منهم الحياة .وبحسب إحصائية أُخرى فقد تضاعفت الحالات المصابة بالسرطان لتبلغ خلال العامين الماضيين ستون الف حالة في ظل الإفتقار للمراكز المختصة بعلاجها إلا مركز الأورام الوحيد في صنعاء والذي يشهد ازدحاماً خانقاً ويشكو من إنعدام العلاجات الكيماوية والإشعاعية (كاليود المشع )وفي ظل توقف أجهزة العلاج الاشعاعي عن العمل إلا من جهاز واحد يستقبل يومياً مائة حالة الأمر الذي ربما يجعل هذا الجهد الكبير يخرجه عن نطاق الخدمة كسابقيه ليجعل بقية المرضى يموتون تحت وطأة الإنتظار !! هذه الكوارث كلها نتيجة تعمد دول العدوان إغلاق مطار صنعاء ،أضف إلى ذلك معاناة الآف اليمنيين العالقين في الخارج الذين يتجرعون مر الشتات والغربة عن أرضهم وربما مات منهم قبل أن يودع أهله في اليمن ويدفن غريباً كما مات غريباً عن أرضه فهل بات محكوم علينا نحن اليمنيين بالموت عمداً وعدواناً؟؟
ومتى سيطُلق سراح أوجاعنا الرهينة داخل وإن المرهقة؟ومتى نتحرر من سجن فرضته علينا دول العدوان وختمت عليه الأمم المتحدة بصمات صمتها!