الى المرتزقه بمختلف اسعارهم الذين باعوا انفسهم للشيطان
بقلم الكاتب / مروان حليصي
قد يكون من الجيد لكم مبكرآ ان تأخذوا العبره من مشهد تحلل جثه إحدى الجنود السعودين في جبل الدود الذي تركها نظامه الذي ارسل صاحبها للقتال دافعآ عن حماقاته، تنهش منها الكلاب وتآكل منها الطبيعه، والتي لم يحظى صاحبها حتى بنسبه ضئيله من الكرامه حتى وقد مات على دين الشيطان، ولم يكلف نفسه النظام السعودي عناء البحث وانتشال جثث قتلاه على الأقل واكرامهم بالدفن، اذا كان يؤمنون اركانه بقدسيه الواجب الذي اودى صرعآ بذلك الجندي ومن امثاله الذين لم يحالف الحظ عدسه الاعلام الحربي كشفهم للعالم وهم حتمآ كثر .
قد يكون من الطبيعي ان يترك الجيش السعودي قتلاه حتى لا يلقى افراده مصير من يبحثون عنهم من القتلى ، ولكن هنالك ثمه امر يفصح عنه ذلك المشهد وهو أن الجنود السعوديون لدى نظامهم ليسو اكثر من كرت حرق وانتهي مفعوله ، ولم يعد مناسبآ ان ينشغلوا بأمره ويبحثون عن مكانه ، او حتى معرفه ما اذا كان مات في حينها ، او مات متأثرآ بجراحه التي اصيب بها ، فليس مهمآ اين سيكون ولا كيف وضعه ، لطالما ولم يعد ينتج او يقاتل ، وهكذا هو حال الأنظمه التي تأسست منذ بدايتها على لغه القتل وسفك الدماء لتحقيق غاياتها، علاوه على انه لطالما وانها ادخلت جنودها في حرب لم يكن الدفاع عن الوطن من اعتداء خارجي هو ما اشعل فتيلها ، ولكنه الحقد والغطرسه والغرور هي الدوافع التي اشعلتها ، وبالتالي الحفاظ على حياه جنودها ليس مهمآ بالنسبه لها بقدر حفاظها على غرورها ، وكرامتها المهدوره تحت اقدام الحفاه من صقور ابناءنا .
ورسالتي لكل المرتزقه بمختلف درجاتهم وبمختلف اسعارهم و مواقعهم التي يستقرون فيها مسبحين بحمد الزهايمر سلمان ،وبمختلف مراتبهم في العماله والإرتزاق، فرسالتي لهم هي انهم لن يكونوا اغلى قيمه من صاحب تلك الجثه ولن ينالوا ما ناله في حياته، ولن تنال أسرهم ما ستناله آسره ذلك الجندي وامثاله ، أسركم واطفالكم لن يكون لهم غير الأسى والعار ، ولن تكونوا شهداء و لن نطلق عليكم كذلك، حتى اولادكم الذين لا ذنب لهم لن يكونوا لدينا ابناء فلان الفلاني دون ان يسبقهما صفه الارتزاق، فلن يكونوا سوى ابناء المرتزق فلان الفلاني وهكذا.
فإذا كان ذلك الجندي المخدوع به قتل في ارضه ولم يعيروه اي اهتمام تكريمآ لواجبه المصور في مخيلته ، فماذا عسى سيكون مصيركم حتى ولو فعلتم المستحيل غير مصير ذلك الجندي وأسوأ منه اضعافآ مضاعفه ، وغير التبعيه والهوان وستعيشون مهدوري الكرامه.
.
هاماتكم شامخه تعانق السماء كانت بيمنيتكم وتاريخكم الذي تمتد جذوره لاكثر من سته الالاف قبل الميلاد ، وكان يضرب لكم الحساب ويشار إليكم بالبنان في الرجولة والعزه والكرامه والشهامه ، ولم تكن تكفي اموال الخليج لشراءكم او نيل شرف الانتماء لموطنكم-الموطن الأول للبشريه جمعاء، واليوم ألصتقكم العار بتاريخ يمنكم، و اصبحتم لا تساوون شيء ولا قيمه لكم ، فحتى أولئك القتله ودنس البشريه وأرذلها من الجنجويد مغتصبي الاطفال والنساء وسفاكي الدماء من بلاك ووتر اليهود وغيرهم لم تكونوا على الأقل مثلهم ،فهم اغلى منكم وافضل ومنكم وحتى سعرهم اغلى منكم، ولا قيمه لكم عند اسيادكم سوى انكم لا اكثر من حثاله دفعت اسعارهم مقدمآ بأتفه الأثمان.
فماذا عساكم ستجنون لاحقآ من مكاسب بعد كل هذا الحقاره الذي ارتضيتموها لأنفسكم وبعد تلطيخكم لتاريخنا الذي لم يكن ضمن لغته الارتزاق ؟ و ماهيه الاهداف التي ستحققوها جراء مشاركتكم العدو في قتل اخوتكم وابناءكم وتدمير بلدكم وتخريب مستقبل اولادك قبل الأخرين ؟ هل تعتقدون انكم ستصبحون ممن يشار إليهم بالبنان،او ستتقلدون المناصب لاحقآ وتمسون حكامنا بعد كل هذا، طبعآ لا وللمره الألف فأنتم واهمون وتعيشون احلام اليقضه لاغير.
عودوا إلى رشدكم قبل فوات الأوان ، وقبل ان تلتقطكم عدسه اعلامنا الحربي وانتم في وضع ذلك الجندي ، وعلى شاكله خاتمته.