الرئيس المشاط يوجه كلمة إلى أبناء الشعب اليمني بمناسبة حلول عيد الأضحى [20/أغسطس/2018] صنعاء – سبأ :
وجه الأخ مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى كلمة مساء اليوم إلى أبناء الشعب اليمني بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.
فيما يلي نص الكلمة :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد خاتم النبيين وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عباد الله الصالحين.
بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك يطيب لي أن أتوجه إليكم يا أبناء شعبنا اليمني العظيم بخالص التهاني والتبريكات ولكافة أمتنا الإسلامية، وللحجاج في المشاعر المقدسة سائلين الله عز وجل أن يعيد هذه المناسبة الجليلة على شعبنا وأمتنا بالنماء والاستقلال والعزة والاستقرار، وأن يوفقنا جميعاً في مواجهة كافة الصعاب والتحديات التي تستهدف أمتنا حتى تصحح مسارها وتستعيد مكانتها الطبيعية بين الأمم.
وأنتهز هذه المناسبة المباركة للتأكيد على أهمية العودة الصادقة إلى الله عز وجل والتوكل عليه وحده والاعتصام بحبله في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف أمتنا على كافة المستويات، والتصدي بفاعلية ومسؤولية للتحركات الفتنوية والهدامة لأذناب وعملاء أمريكا في المنطقة الذين يعيثون اليوم في بلاد المسلمين فساداً خدمة لأجندة ولاتهم في البيت الأبيض وعلى رأس الأذناب النظام السعودي والنظام الإماراتي.
الأخوة المواطنون الأخوات المواطنات :
تأتي هذه المناسبة الإسلامية العزيزة والمقدسة وشعبنا المسلم المظلوم يتعرض لعدوان عالمي أمريكي سعودي للعام الرابع على التوالي وكلما أوغل المجرمون في سفك دماء أطفال ونساء هذا الشعب، نزداد بعون الله صموداً ويقيناَ وقدرة في ميادين المواجهة، وتترسخ لدينا صوابية موقفنا منذ بداية تحركنا كشعب مظلوم ومعتدى عليه يدافع عن نفسه، وهو موقفُ مسئول ومشروع لا مناص منه .
ولقد خط شعبنا منذ اليوم الأول من هذا العدوان مسار الصمود والثبات في مواجهة آلة القتل الإجرامية في السماء والأرض والبحر وعلى كافة الأصعدة بمستوى يليق بعظمة وشجاعة هذا الشعب، واستفاد شعبنا من عوامل قوته متوكلاً على الله ومعتمداً على سواعد وعقول أبنائه ومن منطلق مظلوميته المحقة استطاع شعبنا الحضاري العريق أن يطور قدراته العسكرية ويراكم تجاربه وخاض غمار التصنيع الحربي حتى وصل اليوم إلى قدرات مميزة ونوعية مثلت عامل ردع استراتيجي ألحق شديد الأذى بقوى العدوان داخل الحدود اليمنية وفي عمق عواصمهم.
وتؤكد كل الشواهد والوقائع من حولنا بأن الصمود المشرف والانطلاق الكبير إلى جبهات العزة والشرف للدفاع عن الأرض والعرض هو الموقف الصائب والذي دفع عنا مخاطر كبيرة وتبعات باهظة الثمن وأفشل رهانات العدو وإلا لكانت رقاب الناس اليوم تحت رحمة أقبح مجرميّ التاريخ.
يا أبناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج :
إن هذا العدوان الظالم والانتهاك السافر والتمادي في سفك الدم قد فرض علينا دون حق أو مبرر وبلا أي مسوغ قانوني ومهما حاول الغزاة استخدام عناوين مخادعة لتبرير عدوانهم السافر إلا أن الحقائق الجلية تكشف زيف ما يدعون، وإننا ملزمون اليوم كأي شعب مُعتدى عليه بالدفاع عن أنفسنا بكافة السبل والوسائل الممكنة وهو حق تكفله تعاليم الله وشرائع الأرض.
فلم نختر هذه الحرب ولم نرغب فيها ولكننا أجبرنا عليها، ولم نعتدٍ على أحد ولم نشكل خطراً على أي دولة في العالم ولكن قوى الطغيان والإجرام اعتدت علينا وجاءت إلى أرضنا وقصفت منازلنا ومدارسنا ومستشفياتنا وقتلت أطفالنا ونساءنا، ورغم كل ذلك فقد عملنا على تقديم التنازلات وكان لنا السبق دائماً في الانخراط الجاد وبحسن نية في كل جهود ومساعي إيقاف هذا العدوان وحقن الدماء ولكن تعنت واستكبار قوى العدوان حال دون ذلك.
إننا نتابع اليوم بألم شديد ما يتعرض له إخواننا من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الخاضعة لسيطرة جحافل الغزو ومرتزقتهم، ويجسد الوضع في المناطق المحتلة طبيعة أهداف المحتل ونواياه من انفلات أمني وتدمير للنسيج الاجتماعي وإشعال الفتن وتغذية الصراعات الداخلية وتجريف القيم وتمكين الجماعات التكفيرية وأمراء الحروب، حتى أصبح القتل في تلك المناطق روتين يومي وبات اختطاف النساء وانتهاك الأعراض مسلسل مستمر، وأضحى انتهاك المحرمات واغتيال رجال الدين وتفجير دور العبادة برنامج عمل تشرف عليه قوى الغزو والاحتلال دون ذرة خجل.