بسم الله الرحمن الرحيم بلاغ صحفي أقام مركز البيان للدراسات والبحوث الاستراتيجية صباح اليوم الثلاثاء ندوة بعنوان &الأبعاد الإستراتيجية لجريمة اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد

الندوة أقيمت في كلية الشريعة والقانون ـ بجامعة صنعاء ـ حضرها العديد من النخب والشخصيات الأكاديمية والقانونية والسياسية ، بدأت الندوة بآيات من الذكر الحكيم ، ومن ثم السلام الجمهوري ، تلاها قيام الباحثين باستعراض أوراقهم القيمة ابتداءً برئيس مركز البيان الذي رحب بالحاضرين وتحدث في ورقته عن تاريخ الولايات المتحدة الإجرامي خصوصاً في جانب سعيها لتمدير الدول و اغتيال الرؤساء ، مستعرضاً ما قامت من جرائم في عشرات الدول في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وأسيا والشرق الأوسط ، مستعرضاً جرائم الاستخبارات الأمريكية بحق العديد من زعماء الدول ومنهم الرئيس الأمريكي نفسه جون كينيدي ، ومحاولاتهم المستمرة لاغتيال الرئيس الكوبي كوبا فيديل كاسترو ، ومساهمتهم في التخطيط لاغتيال تشي جيافارا عام 1967م ، و لوثر مارتن كنج .عام 1968م ، ورئيس تشيلي ( سالفادور اللندي ) عام 1973م والملك السعودي فيصل بن عبدالعزيز عام 1975م ، ورئيس دولة الأكوادور عام 1981 ، وورئيس دولة بنما (عمر توريخوس) عام 1981م وكذلك غزو بنما عام 1989م واختطاف رئيسها ومحاكمته وسجنه في الولايات المتحدة الأمريكية حتى اليوم .

حيث خرجت بالتأكيد على أن أمريكا هي طليعة الانحطاط في العالم ،ـ كما ذكر ورجيه جارودي في متابه الذي يحمل نفس العنوان ـ وهذا وجهها الإجرامي الحقيقي، فلم تكن جريمتها البشعة في اغتيال الرئيس الصماد إلا فصل آخر من سياستها الإجرامية العدائية للبشرية جمعا .

ثم قام الناشط الحقوقي والسياسي بلال الحكيم بتقديم ورقته بعنوان & الجانب المدنية في شخصية الشهيد الرئيس صالح الصماد & ، حيث تطرق إلى محورين & تمكنه من الانفتاح على المجتمع اليمني بكل مكوناته & ، & وتوجهه إلى بناء مؤسسات الدولة & ورؤيته في بناء الدولة اليمنية الحديثة ، حيث أكد أنهما المحورين اللذين بسبب نجاحه فيهما قامت أمريكا بالتحرك في تنفيذ جريمة اغتياله .

العميد الركن عابد الثور تطرق في ورقته &جريمة اغتيال الشهيد الرئيس الصماد وابعادها الاستراتيجية العسكرية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي & حيث تطرق في بداية حديث عن قدرة الصماد أن يعطي مثالاً للقائد النموذجي، وتطمين الشعب وسعيه الحثيث لدعوة الفرقاء وبناء المؤسسات ، وانتهاجه اسلوباً خاصاً في خطاباته لعرض الحقيقية الجلية لواقع ،وترسيخ المبادئ السامية لتولي مسئولية الحكم ، وهذا ما جعل قوى العدوان تقرر ارتكاب الجريمة.
واستعرض بعض آثار الجريمة على الواقع المحلي وأهمها التقدم الكبير في الجبهات ، ونجاح أكبر لحملة التعبئة العامة ، التفاعل الشعبي الكبير ، وتبني الحكومة والشعب شعار الشهيد ( يد تبني ويد تحمي )و تعزيز الوحدة الداخلية ، مع الرضى والاقتناع بالحالة الاقتصادية مع البحث عن البدائل ومحاربة الفساد .

أما على المستوى الإقليمي : فاعتراف دول الإقليم بخطأ الضربة والتخوف من تبعات كارثية للجريمة ، وكذلك اتساع فجوة أي اتفاق سياسي في أي مشروع عربي أو اقليمي ، تباين الاختلافات الدولية بسبب تباين ردات الفعل من الجريمة ، مع إمكانية اندلاع ثروات وتباينات اكبر .

وعلى المستوى الدولي وضح العميد الركن عابد الثور أن آثار الجريمة تمثلت في فضح قوى العدوان بالاستهتار بالقانون الدولي واختراقه من قِبل أمريكا وأدواتها ، وتجاوز الخطوط الحمراء في الافراط في استخدام أسلحة محرم استخدامها ضد الأهداف البشرية، منوهاً بخروج مظاهرات كثيرة في ادانة استهداف الصماد، وظهور ردود أفعال دولية منددة بالجريمة وأسلوب تنفيذها ، بجانب انخفاض مستوى التأييد الدولي لمشروع العدوان على اليمن بقيادة السعودية ، وظهور تخوف المجتمع الدولي من آثار الجريمة على علاقاته مع اليمن ، وبرز رفض بعض الدول من الاستمرار في بيع الأسلحة للسعودية . الورقة الرابعة كانت بعنوان :

& الأبعاد السياسية لاغتيال الشهيد الرئيس الصماد & التي قدمها الدكتور أمين الغيش ، وبدأ استعراضها بالتأكيد أن أمريكا وإسرائيل وقوى الاستكبار العالمية تعلم تماماً أنها تقوم باختراق القانون وترتكب هذه الجرائم ، ولفهم السياسات الأمريكية والإسرائيلية الرجوع إلى نشأتهما ، ومن منطلق الربح والخسارة والصفقات وأن الجميع يجب أن ينفذ ما يحقق مصالحها ، مستعرضاً تاريخهما في المؤامرات والجرائم على مستوى العالم ، وأكد أن أمريكا عدوة جميع الدول ولكن لا أحد يعلم ويعلن بعداوته لها سوى اليمن ، ناصحاً الجيمع بقراءة محاضرة السيد حسين بدر الدين الحوثي & خطر دخول أمريكا اليمن & لنعرف حقيقة المشروع الأمريكي الإجرامي وأساليبه وطرقه في اليمن .

وخرج بخلاصة أن ارتكاب أمريكا لجريمة اغتيال الشهيد الرئيس كان يهدف إلى تدمير المشروع عبر شخصية الشهيد الرئيس وتدمير الوحدة الداخلية ، مؤكداً أن مشروع الرئيس الصماد هو في مؤسسة وليس في شخصه فقط، وكان معبراً عن هذا المشروع ، وقدرة القيادة على التعامل مع الموقف وسد الفراغ ، وما كان له من رسالة قوية للعدو وللعالم .

واختتم ورقته بتوصيات أهمها إعادة النظر في مسارات التفاوض ، وطرح مشروع سياسي واقتصادي وبناء حقيقي وقوي ، مؤكداً أنه &بإذن الله بهذا سنحافظ على مشروع الرئيس الشهيد يد تحمي ويد تحمي& .

بعد ذلك فتح مجال النقاش المفتوح والمداخلات للحضور والصحفيين ومراسلي وسائل الإعلام المختلفة ، حيث اثري النقاش بكثير من المداخلات والأسئلة التي أجاب عنها الباحثين مقدمي الأوراق ، منها مداخلة للدكتورة نجيبة محمد مطهرعن الأبعاد الاستراتيجية منها محاولة رسم خارطة جديدة في اليمن ، اضعاف الصمود الأسطوري للمكونات التي تقاوم العدوان ، تمهيد لمشروع تفكيك وصراع داخل مكون أنصار الله ، زيادة الهوة بين الأطراف اليمنية حتى لا تتجه إلى المطالبة بإيقاف الحرب ، إضعاف حجية شرعية المجلس السياسي الأعلى القانونية ، وقدرة قيادة أنصار الله في إدارة و احتواء الموقف بحكمة مفشلين أهداف العدو وعدم تمكينه من تحقيقه أياً منها . وقد تم اختتام الندوة في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً .

التوصيات:

وقد خرجت أوراق الندوة بالعديد من التوصيات من أهمها:

تضمين جريمة اغتيال الشهيد الرئيس الصماد ضمن المناهج الدراسية باعتبارها جريمة أمريكية تستهدف الشعب اليمني وحريته واستقلاله.

التأكيد على أهمية تنفيذ مشروع الشهيد الرئيس يد تبني ويد تحمي من خلال إعادة بناء مؤسسات الدولة المختلفة حتى تتمكن من تنفيذ مشروع الشهيد الرئيس.

التأكيد على ضرورة الرد المزلزل على جريمة اغتيال الرئيس الشهيد الصماد بما يشفي صدور الشعب اليمني.

إعادة النظر حول قرار التفاوض مع المرتزقة وجعل الألوية للميدان حتى ترضخ دول العدوان للتفاوض المباشر.

مقالات ذات صلة