المجاهدون وحدهم من يصونون الأعراض والأوطان
متابعات || من هدي القرآن || تهامة نيوز
{وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ}(البقرة: من الآية216) قد تحب أن لا تتحرك، أن لا تعمل، أن لا تنطلق تقاتل في سبيل الله ويكون في الأخير موقفك هذا شر لك. ويمكن من خلال ما نشاهده في التلفزيون أن نأخذ عبرة، تجد الأمريكيين في العراق يقتحمون كثيراً من البيوت، تجدهم ينتهكون الأعراض، وينهبون الأموال، ويدمرون، ويهينون كرامة الناس، يربطون كثيراً منهم أمام عوائلهم! أليس هذا شراً؟ أليس من الأسهل للإنسان أن يقتل؟ ولا أن يصل به الأمر إلى الحالة هذه، أن يقتحموا بيته لماذا؟ لأنه في الماضي كان يغلق بيته على نفسه، ويجلس [وما له حاجة] يقول: [ماله حاجة] أليس هنا، أحب الحالة هذه؟ وإذا بها في الأخير شر له، يأتي العدو يركل بقدمه باب بيته، فيقلعه، نحن نشاهدهم بالطريقة هذه، ولهذا قلنا: هذه فيها عبرة حتى بالنسبة للأبواب، هذا كان إنساناً يغلق بيته على نفسه [وماله حاجة] يأتي من يركل باب بيته، ويدخل في الليل يدخل إلى وسط العائلة، ويربطونهم أمام عوائلهم، أليس هذا شراً؟.
إذاً، فمعنى هذا: أن الآية هذه أن كل ما يأمرنا الله به، كلما يدعونا إلى أن نعمله هو خير لنا بما فيه القتال الذي عند الناس أنها قضية صعبة، وأنها قضية شر، يسمونها مشاكل، ولا نريد مشاكل!.
أليس الناس يقولون هكذا؟ إنه يجب أن تعرف من أين مفتاح المشاكل التي تسمى مشاكل، والتي هي شر؟ يكون أحياناً مفتاحها – وهذه قضية أكيدة – عندما تقعد، عندما تتخلف، عندما لا تتحمل مسؤوليتك أمام الله تنطلق مجاهداً في سبيله، وتقاتل في سبيله أنت فتحت على نفسك باب شر كبير، وشر، إهانة، خزي، ذلة يصل إلى القتل، يصل إلى قتل الأسرة، يصل إلى تدمير البيت، يصل إلى جرف المزرعة نفسها، وفي الأخير لا تجد وراءها شيئاً، لن يكون وراءها {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}(آل عمران: من الآية169). لا يوجد شيء، أو أن وراءها جنة؟ شر بحت، ووراءها – والله أعلم – الشر الدائم، وهو جهنم.
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}(البقرة: من الآية216) لأنه خير لكم، ولأن العملية في الأخير لا تعتبر شيئا أكثر من أنه قدم لك أن تستثمر موتك، وأن تكتب حياً من بعد أن تفارق الحياة هذه، وهي حياة واحدة، هي حياة واحدة هذه مقدمتها، مقدمة الحياة الطويلة جداً التي لا انتهاء لها، الحياة الآخرة، إما أن تجعلها مقدمة جميلة تنتقل إلى حياة في نعيم وشرف، خلود لا ينقطع، أو إلى سوء المصير – ونعوذ بالله – إلى جهنم.
أما هذا القتال في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله، هو في الأخير هو خير لكم، الخير أليس من الخير صيانة الأوطان والأعراض، والأموال، والممتلكات؟ أليست من الخير الذي يريده الناس؟ ألم تحقق هنا لبني إسرائيل.؟ وتحقق لهم ملك عظيم؟. [ دروس رمضان الدرس العاشر]