الرئيس الصماد يطمئن القوى السياسية وحزب المؤتمر ويؤكد: الدولة ستشهد نقلة نوعية على مستوى الخدمات والإصلاحات الإدارية والمالية

صنعاء | 5 ديسمبر

طمأن رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد كل القوى السياسية لا سيما حزب المؤتمر بأن ما حدث في العاصمة صنعاء من أزمة تسببت بها مليشيا الخيانة لن يؤثر على سياسة التعاون بل سيعززها، داعيا كل موظفي الدولة إلى الاستمرار بعملهم والالتزام بدوام العمل.
وأكد الرئيس الصماد في كلمة متلفزة حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة وعدد من المناطق للعالم أن الجمهورية اليمنية وكافة مؤسساتها صارت أكثر صلابة ومتانة بعد إسقاط هذا المخطط، معلنا أن الدولة ستشهد نقلة نوعية على مستوى الخدمات والإصلاحات الإدارية والمالية.

كما أكد الرئيس أن المؤسسة العسكرية ستكون أكثر قوة وفعالية وستشهد الجبهات خطوات تحقق النصر لشعبنا بإذن الله.
وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله
الإخوة المواطنون
الأخوات المواطنات

يا جماهير شعبنا العظيم والصامد في الداخل والخارج، في العاصمة صنعاء، وفي كل محافظات الوطن الغالي، يا أبناء الجيش والأمن واللجان الشعبية والقبائل الذين تخوضون اليوم أشرف المعارك وأسماها للدفاع عن الأرض والعرض والوطن في وجه العدوان البربري الغاشم وعملائه في الداخل، أحييكم تحية الإباء والشموخ والصمود والنصر القريب بإذن الله تعالى.. ويسعدني اليوم الحديث معكم بعد الأحداث المؤسفة والخطيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء وعدد من مناطق في بعض المحافظات خلال اليومين الماضيين.
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم

إنني إذ أبارك لكم الانتصار العظيم على الفتنة، نؤكد لكم من جديد القضاء على هذه الفتنة وعودة الأمن والاستقرار إلى عموم المناطق التي طالتها وفي مقدمتها أمانة العاصمة، وأحب أن أؤكد لكم أيضا أن المخطط كان أكبر من كل التصورات، وكان قد تم الترتيب له بدقة بالغة ترافق معه إغلاق المنافذ وحصار البلد والتحريض لتهييج الرأي العام بالتزامن مع حشود لدول العدوان وتصعيد لم يسبق له مثيل منذ بداية العدوان وبالذات على الجبهات باتجاه صنعاء وتواجد أغلب قيادة العدوان ومرتزقته في تلك المناطق وسمعنا تهديداتهم بسرعة الحسم وقرب المفاجآت حسب زعمهم ، ظنا منهم أن الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية غارقة بكل ثقلها في الجبهات ومواجهة التصعيد.

بدأوا في كشف أوراقهم بإثارة القلاقل والاختلالات الأمنية في أمانة العاصمة بالتزامن مع مناسبة المولد النبوي الشريف حيث تعرضت الكثير من الدوريات الأمنية ومواكب المشاركين للعديد من الاعتداءات راح ضحيتها في يوم الأربعاء والخميس أكثر من خمسين شهيدا وجريحا وأكثر من ثمانية عشر مختطف ورغم متابعتنا المباشرة والاستعانة ببعض الشخصيات الوطنية لاحتواء تلك الاختلالات ومعالجة أسبابها وتوجيهاتنا الصريحة للقوى الأمنية بضبط النفس وعدم الرد على تلك الاعتداءات كلفنا اللجان للنزول لرفع التوتر وتم إزالة أغلب نقاط التوتر حتى منتصف ليل الخميس الفائت وفي صباح الجمعة كلفنا اللجان بالنزول لإزالة ما تبقى من آثار التوتر إلا أن تلك العناصر أغلقت تلفوناتها ولم يتجاوبوا مع الوساطات وأعادوا التموضع والانتشار في نطاق جغرافي واسع داخل الأمانة واقفلوا عدة مربعات ، ثم كانت الصدمة الكبرى لنا ولكل اليمنيين الشرفاء في الخطاب الذي تفاجأنا به مع كل اليمنيين الواقفين في وجه العدوان والذي اشتمل على دعوات خطيرة ومسارات كارثية تمثلت في الدعوة للانتفاضة حسب زعمهم في كل محافظة ومديرية وعزلة وقرية وتناولت خطاب نتن ومغازلة مقيته لدول العدوان ودعوة لاجتثاث شريحة واسعة من أبناء الشعب.

واستجابة لتلك الدعوات تحركت عناصر الفتنة لاقتحام المؤسسات في عدد من المحافظات وقطع العديد من الخطوط الرئيسية التي تمثل شريان للجبهات وبطريقة خطيرة لو تمت لكان لها أثر خطير على وضع الجبهات في عدد من المحاور القتالية.

كما تناولت تلك الدعوات الانقلاب على المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني التي انبثقت من الاتفاق السياسي ومنحت الثقة من البرلمان والشعب .. كما هدف ذلك الخطاب إلى تحريض الجيش والأمن بالتمرد والعودة من الجبهات وبطريقة علنية فاجأت حتى المنتمين لحزب المؤتمر الشعبي العام.

وأمام ذلك كله حاولنا بكل الوسائل تهدئة الوضع فلعل وعسى أن تعقل تلك العناصر إلا أنها استأسدت مستغلة الحرص الكبير الذي أبدته الدولة لمنع إثارة المشاكل الداخلية والتفرغ للجبهات.

وعندما وصلت الأمور إلى محك خطير وبارك العدوان تلك الخطوات ووعد بدعمها وساندها إعلامياً ولوجستياً كان حتما وضرورة قصوى أن تتحرك الدولة ممثلة بمؤسساتها الأمنية والعسكرية ودعم الشعب العظيم الصابر المضحي لمواجهة هذا المخطط التآمري الخطير وبتكاتف وتعاون الجميع مع المؤسسة الأمنية والعسكرية تحقق النصر وتم القضاء على هذا المخطط التآمري الخطير بفضل الله وعادت الأوضاع مستقرة أكثر مما مضى رغم الإسناد الكبير لهذا المخطط من قبل دول العدوان.

فلا نبالغ إن قلنا أن ما شهدناه كان أكبر وأخطر مخطط كان يمكن أن يقضي على الشعب وحريته واستقلاله وعلى من يرى أن هناك مبالغة في الأمر أن يتأمل تلك الدعوات والإجراءات التي أقدموا عليها وأنه لا يمكن أن يأمن شعبنا على مثل هؤلاء.

مرة أخرى نود أن نبشركم بوأد هذه الفتنه من جذورها والقضاء عليها بشكل كامل، كما نهيب بكافة أبنا الشعب وقواه الحية إلى التعاون مع القوى والأجهزة الأمنية لتثبيت الأمن والاستقرار، وتطبيع الأوضاع في العاصمة صنعاء وكافة المحافظات، وعدم الاستماع أو الانجرار لدعوات التحريض والفتنه التي يتم الترويج لها من بعض الجهات والشخصيات والقنوات الإعلامية المشبوهة، كما نود أن نطمئن كافة المكونات والقوى السياسية، ولاسيما شركائنا في إدارة الدولة حزب المؤتمر الشعبي، بأن ما حدث لن يؤثر على وضع الشراكة السياسية القائمة، بل هو فرصة لتعزيزها وتمتينها وتوسيعها من أجل تكريس الجهود لرفد الجبهات ومواجهة العدوان، وتصحيح وضع مؤسسات الدولة للقيام بواجباتها ومسؤولياتها الوطنية على أكمل وجه في خدمة المواطنين وتوفير سبل العيش الكريمة لهم، كما نهيب بكافة قيادات ومسؤولي وموظفي القطاع العام في الدولة إلى الاستمرار في أعمالهم والالتزام بالدوام ورفع مستوى الإنجاز والأداء، كون قوى العدوان لطالما راهنت على إحداث شلل في أجهزة ومؤسسات الدولة المختلفة، غير أننا على ثقة عالية بوعيكم وحرصكم على إفشال مثل هذه التوجهات والمساعي الخبيثة، كما أفشلتموها طوال السنوات الثلاث الماضية.

وفي هذا السياق نؤكد لجميع أبناء شعبنا اليمني العزيز وللعالم أجمع أن الجمهورية اليمنية وكافة مؤسساتها وفي مقدمتها المؤسسة الأمنية والعسكرية صارت أكثر صلابة ومتانة بعد إسقاط هذا المخطط وأن قادم الأيام سيشهد نقلة نوعية على كل المستويات إن شاء الله سواء على مستوى الإصلاحات الاقتصادية وتوفير المتاح والممكن من الرواتب والخدمات للشعب أو على مستوى الإصلاحات الإدارية والمالية ومكافحة الفساد وإصلاح القضاء ونشر العدل والأمن لكافة أبناء الشعب، وهناك الكثير من الإصلاحات لا نستبق الأحداث للحديث عنها وسيتم الحديث عنها لاحقاً إن شاء الله.

كذلك على المستوى العسكري فإن المؤسسة العسكري ستكون أكثر قوة وفاعلية وستشهد الجبهات مسارات عديدة تفقد العدوان كل آماله في تحقيق أهدافه الدنيئة التي كان يسعى لتحقيقها مؤملاً في إثارة البؤر واستقطاب من استطاع لتسهيل تقدمه وسيبوء بالفشل وسيتحقق النصر بإذن الله.
كما نؤكد أننا سنعمل على بسط سيطرة الدولة على كل شبر في أرض اليمن وسيادة النظام الجمهوري والقانون وبناء دولة المؤسسات ولن نسمح بعودة المناكفات والتعطيل والشلل من أي طرف كان وأياً كانت المقاصد.

وفي سياق وقف العدوان ندعو جميع الأطراف والقوى والأحزاب الوطنية إلى الحوار والتفاهم بما يؤدي إلى انفراجة في الوضع الداخلي وتحقيق الاستقرار وتفويت الفرصة على دول العدوان بما في ذلك أخوتنا في المحافظات الجنوبية بما يضمن الوصول إلى حلول عادلة لكل القضايا وتقديم كامل التطمينات في سبيل ذلك.

كما نؤكد على أننا مستمرون في مد أيدينا للسلام المشرف والعادل الذي يضمن للشعب اليمني حريته واستقلاله ويحافظ على تضحياته ونرحب بأي جهود ومبادرات تفضي إلى وقف العدوان والحصار والوصول إلى تسوية سياسية عادلة بما في ذلك الترحيب والتعاون مع أي جهود جادة للأمم المتحدة للتوصل إلى حلول وتسوية سلمية توقف العدوان والحصار وتحافظ على وحدة اليمن واستقراره ورفع كل مظاهر الغزو والاحتلال.
وفي سبيل ذلك نوجه دعوتنا لدول العدوان بوقف العدوان والحصار والدخول في حوار ندي جدي بين الجمهورية اليمنية ودول العدوان بما يحقق أمن اليمن واستقراره واستقرار المنطقة والعالم.

كما نؤكد على ما أكدنا عليه بالأمس إشادتنا بالدور المشرف لشرفاء حزب المؤتمر الشعبي العام ونؤكد حرصنا الشديد على دور هذا الحزب في العملية السياسية ولهم منا كامل التطمينات بأن حقوقهم محفوظة فهم شركاء أساسيون في إدارة البلد في مختلف المراحل السياسية الحاضرة والمستقبلية.

وفي هذا السياق نعاهد جميع أبناء شعبنا أننا لن نكون إلا مظلة لجميع أبناء الشعب من مختلف التيارات والتكوينات والتوجهات السياسية والدينية يجمعنا الوطن والحفاظ على كرامته واستقلاله والدفاع عن مقدراته وكرامة أبنائه لا نميز بين أحد أياً كان توجهه وانتماؤه ما دام في صف الوطن، وأننا جميعا متساوون في الحقوق والواجبات.

وفي الأخير نؤكد على ما أكدنا عليه بالأمس من إشادتنا بالدور الرائد والعظيم للأجهزة الأمنية والعسكرية في إسقاط كل مخططات الأعداء والدفاع عن الشعب وكرامة أبنائه كما نشيد بالدور المشرف والريادي للقبائل اليمنية التي هي الضامن والصمام للدفاع عن الجمهورية والثورة والوحدة والكرامة والاستقلال.

كما نؤكد على احترام الحقوق والحريات في إطار الدستور والقانون وعدم السماح باستغلال أي وضع كان لتصفية الحسابات والانتقام ومحاسبة كل من يقدم على أعمال تخل بالأمن والاستقرار وتنتهك الحقوق والكرامة لأي طرف كان ومن أي جهة كانت كما نكرر الشكر لله تعالى على هذه الإنجازات والتي ما كانت لتحقق لولا رعاية الله ووقوفه مع هذا الشعب.
نسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى وأن يفك أسر الأسرى وأن يعجل بالنصر المؤزر لشعبنا إنه سميع قريب..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة