موريتانيا احزاب وقادة يرفضون قرار التورط في اليمن

[22_ أكتوبر _ 2015م]

متابعات _ تهامة نيوز

 

يشتعل جدل سياسي وتجاذب كبير في موريتانيا هذه الأيام عبر البيانات والتغريدات والتدوينات بين النخب السياسية والدينية، حول الموقف من حرب عاصفتي الحزم والأمل اللتين يخوضهما التحالف الذي تتزعمه السعودية في اليمن.
ترى مجموعة أحزاب سياسية موريتانية من بينها الحزب الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي والحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب التجمع الشعبي وحزب الجبهة الشعبية أن “الحرب عدوان سافر على اليمن، معبرة عن إدانتها الشديدة لها، وداعية للوقوف مع المقاومة”، فيما قامت شخصيات على تأسيس لجنة شعبية لتأييدها ودعم ومساندة عاصفة الحزم بزعامة القيادي البعثي الشهير أحمد فال ولد الشين.
وبهذا الشأن أصدر اكبر حزب سياسي معارض في موريتانيا بيانا أعلن فيه معارضته المطلقة ارسال جنود للمشاركة في الحرب التي تشنها السعودية على جارتها (اليمن).
وقال حزب تكتل القوي الديمقراطية الذي يتزعمه أحمد ولد داداه، انه لا يقبل الصمت الرسمي حيال الأنباء التي تحدثت عن صفقة سعودية موريتانية تقضي بإرسال الأخيرة فرقة من جنودها للقتال في اليمن مقابل بعض المال، مؤكدا أن مهمة الجيش انبل وأقدس من المتاجرة به من تحت الطاولة.
واعتبر الحزب أن ضمان الرجوع إلى الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، يتطلب العودة إلى الاتفاق المبرم برعاية المبادرة الخليجية، والتجاوب مع الوساطة التي تقوم بها هيئة الأمم المتحدة حالياً.
وذكرت مصادر إعلامية موريتانية، أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز شكل لجنة يرأسها الجنرال المتقاعد انجاك جنيك وتضم في عضويتها كلاً من الجنرال ولد بكرن والجنرال فيلسن نغيري وكلفهما بالاتصال بالضباط والجنود المتقاعدين لإقناعهم بالانضمام الى القوة العسكرية التي سيتم ارسالها الي اليمن.
وقالت المصادر، ان اللجنة فشلت في اقناع العسكريين المتقاعدين بالمشاركة في الحرب؛ بسب ضعف العروض والضمانات التي قدمت لهم مقابل تعريض ارواحهم للخطر في حرب بين الاشقاء، وخاطب احد الضباط المتقاعدين اللجنة: لن نشارك في حرب سيذهب بريعها الى كبار المسئولين وقادة اركان الجيوش فيما سنخسر نحن أرواحنا مقابل بعض الفتات، فحياتنا معروضة للخطر؛ لأننا سنقاتل ابناء بلد اكثر منا خبرة ومعرفة بتضاريسه وجباله الوعرة.
واشارت المصادر، أنه من المتوقع ان يعود الرئيس الموريتاني الى السعودية شهر نوفمبر المقبل بعد تسلمه دعوة بهذا الخصوص من الملك سلمان ملك السعودية للمشاركة في قمة العرب وامريكا الاتينية الرابعة المقررة ان تنطلق في 10 نوفمبر المقبل.
الجدير بالذكر ان قرار المشاركة في الحرب اليمنية الذي اتخذته السلطات الموريتانية بات يشكل صداعا للنظام الحالي، فالإغراءات لم تفلح في اقناع العسكريين بالتطوع، والشارع الموريتاني لم يهضم الفكرة التي بات يصفها خصوم النظام بعملية بيع اواح الجنود في مزاد علني، وهو ما جعل الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز بين مطرقة التمويلات السعودية وسندان استفزاز الجيش الموريتاني، وهي خطوة يدرك قبل غيره ان عواقبها وخيمة.

مقالات ذات صلة