صراع قطر مع اشقاءها..هو صراع ارباب الارهاب على غيره؟ وماهية أسباب هذا الصراع
مروان حليصي
” في ضوء التزامها بمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله، ومكافحة الفكر المتطرف وأدوات نشره وترويجه” بهذه الجمل إبتدأ البيان السعودي الإماراتي البحريني المصري ضد قطر، الذي تضمن إدراج 71 فردآ وكيانآ له علاقة بقطر على قائمة الإرهاب في تصعيد يعكس غايات الدول الرباعية(السعودية والامارات والبحرين ومصر) في استكمال مخططها الهادف الى تغيير النظام القطري بتهمة دعمه للارهاب وعلاقته بإيران التي يبلغ التبادل التجاري لها مع دبي لوحدها زهاء 16 مليار دولار سنويآ، وعدم قبول النظام القطري بالنقاط الشعر التي طرحتها الرباعية.
ولا اعتقد ان مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله هي الأسباب الحقيقة خلف الصراع القائم بين قطر من جهة و السعودية والامارات والبحرين ومصر من جهة أخرى ، وأن دعم و احتضان قطر لقادة حركة حماس وحركات الإخوان المسلمين في مصر واليمن والحركات الارهابية في سوريا وبعض الحركات والجماعات الاخرى التي ادرجت ضمن قوائم الارهاب لدى الدول الرباعية ، هي الاسباب الحقيقة خلف الصراع المتصاعد، سيما وهنالك المئات من عناصر وقيادة الإخوان المسلمين فرع اليمن مازالو متواجدين في العاصمة السعودية الرياض ويحظون فيها بكل الدعم والرعاية، فضلآ عن ان انشطة قطر الداعمة لتلك الجماعات والحركات ليست وليدة اللحظة ، وليس خافيآ دعمها لها عن دول الخليج برمتها، بل ان بعضها كان بضوء اخضر امريكي ، ومنها حركة طالبان التي اوعزت حينها الادارة الامريكية لامير قطر السابق بفتح سفارة لها في قطر في نفس اللحظة التي مازالت في قوائم الارهابية الامريكية.
ومن المؤسف ان ننساق وراء تهمة الارهاب التي وجهت لقطر ونتجاهل ذكر نقطة مهمة في كتاباتنا ومداولاتنا تتعلق بالإرهاب نفسه، وهي ان الإرهاب هو سعوديآ قبل ان يكون قطريآ ، وان السعودية التي تتهم قطر بدعم الإرهاب تعد هي منبع الارهاب ، وهي من تملك الحقوق الحصرية في انتاج الارهاب وتفريخه وتصديره للدول الأخرى لاستهداف امنها واستقرارها ، من خلال عشرات الجامعات والمعاهد السعودية التي يتخرج منها المئات سنويآ ممن يحملون الفكر الوهابي المتطرف والارهابي ، وانها تعتمد بدرجة اساسية على الورقة الدينية لاستدامة حكم الاسرة ال سعود الحاكمة ، واستخدمتها للنيل من امن واستقرار بعض الشعوب العربية والاسلامية في سوريا وليبيا واليمن والعراق ، ولا اقول ذلك دفاعآ عن قطر التي لا يخفى دعمها لبعض الجماعات المرتبطة بالإرهاب في مصر وليبيا وسوريا ، ولكنها تظل وصيفة للسعودية في مجال دعم الارهاب، وليست الأولى في المنطقة التي تتصدر دعمه في المنطقة.
فكلى النظامين السعودي والقطري يعدان بؤر للارهاب في المنطقة وكلآ منهما لديه الجماعات الارهابية والمتطرفة التي اعتمد عليها لتنفيذ أجندته الخارجية في المنطقة، وبعلم الإدارة الامريكية كما جاء في رسالة سربها موقع ويكيليكس لوزيرة الخارجية حينها هيلاري كلينتون التي قالت فيها “أن واشنطن كانت على علم بتمويل ودعم السعودية وقطر للإرهاب منذ عام 2014، وتقترح في رسالتها الضغط على الرياض والدوحة من أجل الكف عن ذلك”! ، وانشطة دولة قطر الداعمة لبعض الحركات والتيارات الدينية المتشددة والمتطرفة والارهابية منها في المنطقة لم تكن بعيدة عن عيون اشقاءها الاماراتين والسعوديين ، سيما وهي من شاركتهم تدمير ليبيا وسوريا بالألاف من عناصر بعض تلك الجماعات الذين انفقو على تسليحهم ملايين الدولارات ، وحاليآ في اليمن التي جلبو لها المئات من العناصر الداعشية والقاعدية قادمين من سوريا للقتال ضد الجيش واللجان الشعبية.
وبغض النظر عن الاسباب الحقيقة لذلك الصراع الذي يتصاعد يومآ تلو الآخر بين قطر ودول الخليجية الثلاث ومصر التي وجدت هذا التصادم الخليجي فرصة لها ضد قطر التي تحتضن قيادات الإخوان المسلمين ووجهت لها اكثر من مرة تهم دعم الارهاب والخلايا التي استهدفت مصر اكثر من مرة مذ بداية حكم الرئيس السيسي، وأي تكن تلك الاسباب التي لن تكون بعيده عن الصراع القديم بين الآسرتين الحاكمتين السعودية والقطرية وخوف النظام السعودي من الدور القطري المتصاعد في المنطقة الذي قد يسلبه زمام القيادة ، وهي في النهاية لا تتعدى كونها تندرج ضمن التنافس الشديد الحاصل فيما بينهم على إرضاء الادارة الامريكية وحفظ مصالحها وخدمة مشروعها في المنطقة ؛ وأي كانت إحتمالات هذا الصراع الذي ستحدد مساراته مقدار الفائدة التي ستجنيها الادارة الامريكية ، وأيآ هي نتائج هذا الصراع و التصعيد السعودي الاماراتي البحريبني المصري وبدرجة أولى السعودي ضد القطري، ف إما التصعيد وصولآ الى التدخل العسكري في قطر بغية تغيير النظام بغض النظر عن نتائجه التي ستكون حتمآ كارثية على الشعب القطري او توصل الاطراف الى حلول دبلوماسية وسياسية، فهو في النهاية لا يخدم المشروع القومي العربي ولا يخدم القضية الفلسطينية ولا يجنب المنطقة الصراعات والحروب والفتن والاعمال الارهابية التي اتفقت السعودية وقطر والامارات على خلقها وتغذيتها في ليبيا وسوريا واليمن والعراق وغيرها.