الطابور الخامس..محاربته ضرورة وطنية

بقلم/ مروان حليصي

من المؤسف ان نجد ممن ينتمون للطابور الخامس في البلاد ويعملون بفاعلية في خدمة العدوان بعد كل هذه المجازر البشعة والتدمير الممنهج الذي تعرضت له البنية التحتية والممتلكات الخاصة الذين هم شاهدين عليها ، وما من فرد من أولئك الطابور إلا وقد ارتكب طيران العدوان جريمة بحق ابناء محافظته او مديريته او قريته ، واثبت لهم العدوان بنفسه اكثر من مرة ان الجميع في دائرة الإستهداف عبر عشرات المجازر التي ارتكبها ضد المدنيين في صالات الاعراس والعزاء والسجون والأسواق ، وبرهن لهم بإستهداف البنى التحتية والمدارس والجامعات والمستشفيات والطرق والجسور انه عدو حاقد على الشعب بأكمله ،ويستهدف مقدرات كل ابناءه صغارآ وكبارآ .

وقد كانت العامين الماضين كلها ادله وبراهين اثبتها تحالف العدوان على نفسه بأن حربه ليست لأجل شرعية انتهت ، وأن ما يقوم به لا يخدم الشعب اليمني ، وذلك عبر سلسلة جرائم الإبادة ضد الشعب اليمني ، واستمرار حصاره ، وايقاف صرف مرتبات الموظفين من الأموال التي طبعت في روسيا وسلمت لحكومة المرتزقة ، وشروعه في بناء القواعد العسكرية للإمريكان في جزيرة ميون وسقطرى ، وإستقدامه لمئات العناصر التكفيرية والارهابية من سوريا الى البلاد ، وإغلاقه لميناء الحديدة الذي يعد شريان الحياة لاكثر من 20 مليون مواطن يمني ، وإهانته المتكرره لرأس من يسمونه بالشرعية في موطئ قدمه ومنع طائرته من الهبوط في مطار عدن ، وغيرها من الإهانات التي تعرض لها من اصغر القادة الاماراتين و السعوديين ، هو وحكومته .

وطيلة أيام العامين الماضيين من العدوان كانت كلها شواهد مطبقة على أرض الواقع ومعمده بدماء المدنيين وأطلال المباني المدمره على أن العدوان ليس له أي هدف سوى تمزيق البلاد والقضاء على مؤسسات الدولة ، وإدخالها في آتون الحروب المناطقية والمذهبية وتسليمها للجماعات الارهابية تعيث فيها فسادآ ، ويتركنا لاحقآ نتسول الحلول من الخارج مقابل قبولنا بالوصاية الأجنبية وانتهاك سيادة البلاد ، ومصادرة إستقلال البلاد بقرارها السياسي ، ونهب ثرواتنا الموجودة او التي مازالت في باطن الأرض .

واليوم ونحن في العام الثالث من العدوان علينا كم نشعر بالغزي والعار عندما نجد من ظلو متمسكين بإنتماءهم للطابور الخامس ويعملون لصالح العدوان، ويخدمون اهدافه في تثبيط همم المواطنين وإثارة المخاوف لديهم من إمكانيات وقدرة تحالف العدوان على إحتلال البلاد ، وإثارة الشائعات المغرضة التي تهدف الى ضرب الجبهة الداخلية والنيل من الصمود الشعبي ، والتقليل من إنتصارات الجيش واللجان الشعبية ، والسخرية من تضحيات الشهداء ، والتقليل من حجم وقوة الصناعات الحربية والصاروخية، ومحاولة زرع بذرة الشقاق بين المكونات الداخلية المقاومة للعدوان تحت يافطات عدة منها محاربة الفساد وحرية الرأي والتعبير ، والمخجل اكثر ان تجد من المثقفين والكتاب والصحفين والسياسيين وحملة الشهادات الجامعية و من يمارسون اعمالهم في مؤسسات الدولة في الجهاز المدني او الأمني، ان تجدهم ينتمون للطابور الخامس في البلاد ، ويسخرون صلاحياتهم وامكانيات الدولة في خدمة العدوان ، وبعضهم تجاوز ذلك ووصل به الحد الى تشكيل الخلايا والتواصل ببعض قادة العدوان وهم في مراكز اعمالهم ، ولم تؤثر فيهم مشاهد القتل والخراب التي خلفها العدوان في البلاد طيلة العامين الماضين ، ولم تكفيهم العامين ليراجعو ظمائرهم ويتخلو عن العمالة والإرتزاق.

وفي الواقع الطابور الخامس لا يقل دوره عن أولئك المرتزقة الذين يقاتلون مع العدو ضد ابناء الجيش واللجان الشعبية ، والفتنة التي يعمدون الى إثارتها بين القوى الوطنية هي أشد من القتل نفسه ، فهم يقتلوننا عشرات المرات بترويج الشائعات ، ويقضون على روح الصمود لدى المواطن اليمني ، ويزرعو فيه التشكيك بقيادته الوطنية والسياسية ، ويفقدونه ثقته بالجيش واللجان الشعبية ، وسمومهم التي يبثونها بين الفينة والأخرى لا تستهدف شخص او اسره لوحدها ،بل انها تستهدف الجميع ، وأثرها يصيب شريحة واسعة من المجتمع اليمني ، ورغم توقف معظم إيرادات الدولة من النفط والغاز الواقعين تحت سيطرة مرتزقة والعدوان واستمرار الحصار على الموانئ والمطارات الذي منع عن خزينة الدولة ملايين الريالات مما عقد مسألة صرف المرتبات من قبل حكومة الإنقاذ الوطني ؛ إلا انه لا يظل كل من طالب بمرتبه او فضح فسادآ مدعم بالوثائق هو من الطابور الخامس كما يحاول ان يصور ذلك البعض بقصد الإساءة للمنادين بمحاربة الطابور الخامس الذي يعد اصحابه بمثابة عيون العدوان واذرعه في البلاد ، فهم يشنون حرب نفسية لا تقل خطورة عن قنوات دول العدوان ،ووجودهم يسرحون ويمرحون يمثل خطرآ على الجبهة الداخلية ، ويشكل اكبر استفزاز لضحايا العدوان وأسر الشهداء الذين قد يلجأون الى تلجيم الطابور الخامس بأنفسهم في حال تقاعست الدولة القيام عن ذلك .

مقالات ذات صلة