إعلان دولة حضرموت: الإمارات ترعى أخطر مخطط في تاريخ اليمن
متابعات – تهامة نيوز
استطاعت الإمارات من خلال وجودها في التحالف السعودي من المضي بخطوات مدروسة لفصل محافظة حضرموت عن اليمن تضمنت في البداية انشاء جيش خاص بالمحافظة (قوات النخبة الحضرمية) بعيداً عن سلطة هادي الذي يمثل الشرعية التي يقول التحالف أنه يدافع عنها، مروراً باجتثاث حزب الإصلاح وشراء ولاءات الشخصيات المؤثرة في حضرموت إلى دعم المحافظ “أحمد بن بريك” ودفعه لإصدار قرار بعدم التعامل مع أي قرارات صادرة عن هادي أو حكومته في عدن ومنع أعضاء الحكومة تلك بما فيهم رئيسها احمد عبيد بن دغر وصولاً إلى رعاية انعقاد “مؤتمر حضرموت الجامع” أمس السبت والذي أعلن بشكل صريح استقلال حضرموت.
بحضور ثلاثة آلاف شخصية حضرمية بينهم شيوخ دين من “دار المصطفى” الصوفية في تريم الذين حصلوا على دعم مادي سخي مؤخراً من قبل الإمارات، انعقد في حضرموت المؤتمر الذي أطلق عليه “مؤتمر حضرموت الجامع” وخرج ببيان متوقع نظراً لما سبقه من مقدمات تداولتها وسائل الإعلام، بينها المراسل نت، وذلك بإعلان حضرموت مستقلة عن بقية اليمن.
البيان، الذي حصل المراسل نت على نسخة منه، تحدث عن حضرموت وتاريخها وهويتها دون أن يأتي أي ذكر لـ”اليمن” أو على الأقل “الدولة الجنوبية” التي يطالب بها الحراك الجنوبي والتي كانت قائمة قبل الوحدة اليمنية 1990.
إلى جانب استقلال حضرموت بحسب البيان الذي وضع اعتبار سطحي لما يسمى “الدول الاتحادية” لكن الأخطر كان القرار الذي نص على أنه “يحق لأبناء حضرموت ترك الاتحاد متى رأوا أنه لم يعد على النحو الذي اتُّفِقَ عليه، بما يضمن امتلاكه لكافة حقوقه، ويحفظ الهوية الحضرمية، وبخاصةٍ الهوية الثقافية والاجتماعية والمدنية”.
وتضمن البيان 40 قراراً وتوصية صادر عن المؤتمر منها توصيات انشائية أو تحصيل حاصل لكن القرارات المهمة جاءت على النحو التالي:
– تكون حضرموت إقليمًا مستقلاً بذاته وفق جغرافيتها المعروفة, ويحظى بشراكة متكاملة لبعديها الجيوسياسي والحضاري.
-يتمتع إقليم حضرموت بحقوقه السياسية السيادية كاملة غير منقوصة، بعيدًا عن مختلف صنوف التبعية والانتقاص والإلحاق بما يحقق العدالة في توزيع السلطة والثروة، بالتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
-يكون لإقليم حضرموت التمثيل في أي استحقاق قادم، وفقًا للمعايير الآتية:
معيار المساحة
معيار عدد السكان
معيار الإسهام في الميزانية الاتحادية
معيار البعد التاريخي والثقافي والاجتماعي
– يمنح برلمان حضرموت الحق في تصديق وتوقيع الاتفاقيات والمعاهدات والعقود في مجال الأسماك والاستكشافات النفطية والمعدنية والغاز وعقود الاستثمار داخل حضرموت.
– يجب العمل في المراحل القادمة وفي أي إطار كان على تعزيز وجود ممثلي حضرموت في السلطات الثلاث بما في ذلك الهيئات المعنية بمراجعة الدستور أو أي هيئات أخرى بحيث لا يقل نسبة حضرموت عن 40% وذلك بما يتناسب مع مساحتها وإسهامها في الموازنة العامة.
-يحق لأبناء حضرموت ترك الاتحاد متى رأوا أنه لم يعد على النحو الذي اتُّفِقَ عليه، بما يضمن امتلاكه لكافة حقوقه، ويحفظ الهوية الحضرمية، وبخاصةٍ الهوية الثقافية والاجتماعية والمدنية.
– اعتماد حضرموت منطقة عسكرية واحدة بقيادة حضرمية، وضم جميع الضباط الحضارم الذين أحيلوا قسرًا إلى التقاعد والنظر في تظلمات المراحل السابقة وفقاً للقانون.
– إعادة هيكلة إدارة الأمن العام وشرطة حضرموت بقيادة موحدة من أبناء حضرموت ذات كفاءة عالية.
– يجب أن يكون لأبناء حضرموت الحقُّ في الإدارة الكاملة للسلطة الإدارية والاقتصادية والعسكرية والأمنية على جميع المنافذ والمطارات والموانئ والمياه الإقليمية داخل الإقليم.
– التأكيد على النقل الفوري للمكاتب الرئيسة للشركات النفطية إلى حضرموت والإسراع في بناء المصافي النفطية.
– التمسك بالهوية الحضرمية ذات الإرث الثقافي الأصيل والمستمد من ديننا الإسلامي الحنيف ومدرسته الشافعية التي نشرت منهج الوسطية والإخاء والمحبة، وجعلت من الحضارم مثالاً يحتذى به ورسل سلام، ويشار إليهم بالصفات الإنسانية الحميدة والتعايش وقدرتهم على تحقيق السلم المجتمعي.
– إنشاء المعهد العالي للقضاء في حضرموت وتمكين أبنائها المؤهلين وذوي الكفاءة العالية في القضاء والنيابات العامة على وجه السرعة.
– الإحالة إلى وثيقة مؤتمر حضرموت الجامع في بيان تفصيلات القرارات والتوصيات المذكورة أعلاه وآليات ووسائل تنفيذها.
ورغم أن البيان تضمن الإشارة للدولة الاتحادية التي تريد الولايات المتحدة فرضها على اليمن، إلا أن تلك الإشارة لا تعد سوى محاولة لتمرير خطوة من خطوات انفصال حضرموت وإعلانها دولة، خصوصاً أن البيان تضمن قراراً يمنحها الحق بترك الاتحاد وإعلان دولتها الخاصة.
ويمكن القول أن ما تضمنه مؤتمر حضرموت الجامع سيكون أكبر خطر على اليمن في تاريخها الحديث، لأنه يؤسس أولاً لانفصال محافظة يمنية وبالتالي يفتح الطريق نحو نشوء كيانات مماثلة في محافظات أخرى بتعاون من أطراف خارجية وإعلان دول أخرى باقتطاع مساحات جديدة من اليمن.
ورغم التركيز الدولي على اليمن، إلا ان انعدام ردود الفعل الدولية تجاه مؤتمر حضرموت وعدم صدور أي موقف دولي يعارض مخرجات المؤتمر بما في ذلك المبعوث الأممي الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، بما يؤكد أن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر للإمارات لرعاية هذه الخطوة الخطيرة.