عندما يتحدث القتلة عن الإنسانية في سوريا..ويذبحونها في اليمن
بقلم //
: مروان حليصي
ردآ على ما سماها الرئيس الامريكي ترامب ب “إهانة مروعة للإنسانية” نفذت الإدارة الامريكية الجديدة ب59 صاروخآ “توماهوك”ضربة عسكرية على قاعدة الشعيرات السورية وسط سوريا ردآ على مجزرة الكيماوي في “خان شيخون” التي راح ضحيتها زهاء 100 قتيل بينهم 30 طفل ، رغم انه لم تشكل أي لجان تحقيق دولية محايدة لمعرفة الجاني الحقيقي، حيث تتهم امريكا الجيش السوري بارتكابها ، والأخر ينفي ذلك ويؤكد بأنه استهدف مخازن تابعة “لجبهة النصرة”، اتضح لاحقآ انها تحوي غازات سامة.
وعقبها سارعت السعودية الى تهنئة ترامب بهذه العملية ، وهي تعد من أول الدول التي باركتها، ووصفتها بانها في مصلحة العالم والمنطقة،
ولا ندري أي مصلحة التي ستجنيها المنطقة من هذا العمل العدواني ، الذي انتهك سيادة دولة عربية وإستهدف قاعدتها العسكرية ودمر طائراتها وقتل جنودها المدافعين عن وطنهم ضد الجماعات الارهابية والتكفيرية، وأعقبتها تركيا واسرائيل ومجلس التعاون الخليجي ،فقد هللو جميعآ لهذه الضربة التي اشعرتهم ببعض الارتياح وردت اليهم بعض الاعتبار بعد خسارتهم لمليارات الدولارات في سوريا دون تحقيق هدفهم في إسقاط نظام الأسد ، ومن تابع تحركاتهم المؤيدة لتلك الضربة واكثر منها يحس وكأنهم حريصون على ارواح المدنيين ومهتمهون بحمايتهم من الانتهاكات التي يتعرضون لها ، وليسو هم من تسببو بمقتل ألاف السوريين ونزوح الملايين ،وتسببو في تدمير وتخريب البنية التحتية السورية ومنازل المواطنين وممتلكاتهم بفعل تأمرهم على سوريا الارض والإنسان عبر دعمهم الجماعات الارهابية والتكفيرية بالأسلحة والاموال بمليارات الدولارات منذ بدء الاحداث في سوريا قبل ست سنوات.
والمثير للسخرية في الأمر هو تهنئة السعودية الرئيس الامريكي بهذه العملية ، التي تآتي في نفس اللحظة التي مازالت طائراتها تعربد في سماء اليمن وتنثر الموت على رؤوس الأشهاد، مخلفة عشرات الضحايا، وملحقة الخراب والدمار بمنازل المواطنين وممتلكاتهم، وذلك إمتدادآ لسجلها الحافل بالجرائم ضد الانسانية في اليمن منذ بدء عدوانها الامريكي على الشعب اليمني ، فهنالك عشرات المجازر التي ارتكبها تحالف العدوان ضد المدنيين في اليمن ، واكبرها جريمة الصالة الكبرى التي راح ضحيتها 140 شهيدآ واكثر من 400 جريح ، ومجزرة جزيرة عكبان،ومجزرة سوق مستبأ وعرس سنبان وسوق الهنود وعرس المخا وسجن الزيدية، وغيرها من الجرائم التي استهدفت المدنيين ، واوقعت اكثر من 32000 قتيل وجريح، إلا انها للأسف لم تثير حفيظة الإدارة الامريكية التي لم ترى فيها انتهاك للإنسانية ، طالما والفاعل يغدق عليهم بالاموال ويرفد الخزينة الامريكية بمليارات الدولارات على شكل صفقات أسلحة او مقابل شراء انسانيتهم وظمائرهم وصمتهم على المجازر والجرائم التي ترتكب في اليمن الارض والانسان.
فهذا العالم متناقض مع نفسه واصبح بدون إنسانية، ومبدأه الوحيد هو كسب الاموال و الحصول على مصالحه ، أي كانت النتائج الكارثية لذلك ، حتى وإن كان ثمنها هو إبادة شعب بالقتل والحصار ، كما هو حاصل في بلادي، والإنسانية بالنسبة لهم لا اكثر من سلعة يبيعونها لمن يدفع اكثر ، والإنسانية لا تُستنهض عندهم اعتمادآ على الجريمة وحجمها واعداد الضحايا التي تخلفها ، فقد ترتكب مجزرة او جريمة حرب ضد الانسانية وتوقع عشرات الضحايا الابرياء ، ولن تكون فعلتك تلك انتهاك للانسانية لأنك من المحمودين لديهم وتؤدي الولاء والطاعة لهم ، وقد يشير الأخرين وبمجرد الإشارة ارتكابك جريمة وانت بريء منها ،فتصبح انت الفاعل والجاني والمنتهك للإنسانية، فهم يتاجرون بالانسانية والإنسان ، وبالحقوق والاعراض والممتلكات،وهذا هو واقع العالم الذي نعيشه اليوم ، ولا عزاء في ذلك طالما وعربان الخليج مستمرون في إنفاق ثروات شعوبهم في قتل الانسان في اليمن ودفن الانسانية.
…
هنا
تهامة