إعادة الشرعية وفوبيا إيران ،،،غطاء لعوده الوصاية

بقلم الكاتب / مروان حليصي

ايران هي الفزاعة التي تستخدمها الولايات المتحدة لابتزاز دول الخليج لاستنزاف اموالها لصالح حسابات الشركات المنتجة للسلاح التي تعاني من كساد في المبيعات في البنوك الأمريكية مقابل صفقات الأسلحة التي تبيعها الولايات المتحدة لهم لطالما وان اجمالي قيمه الصناديق السيادية لدول الخليج تتجاوز الفي مليار دولار وهو ما يزعج امريكا عندما ترى كل هذه الأموال مكدسه  مما يجعلها  تنشط هرمونات الخوف لدى قاده الخليج من ايران حتى يتسنى لها ضخ بعضأ من تلك الاموال لصالح شركاتها . والتساؤل الذي يطرح نفسه هو يا ترى إلى متى ستستمر عمليات تكديس الأسلحة من قبل دول الخليج ، وهل هي الوسيلة المثلى للتصدي للخطر الإيراني حسب اعتقاد قادتها،  وهل أنها بذلك الكم الهائل من الأسلحة الحديثة والمتطورة تكون قد أمنت نفسها بشكل كامل وأزالت كل المخاوف ، وهل تلك الأسلحة ستشكل عامل ردع لإيران التي لن تفكر يومأ ما بشن هجوم على دول الخليج وتحديدآ المملكة مالم تكن تعرضت لهجوم. و أليس الخطر الإيراني مبالغآ فيه لحد الإفراط وانه لا ايران ولا غيرها قادره على تشكيل خطر حقيقي على انظمه الحكم الخليجية وتحديداّ اسره ال سعود اذا لم تكن هنالك ثغرات داخليه يتسلل منها الاخرون للنيل من المملكة ، وكثيره هي تلك الثغرات ومنها ما  تكمن في عدم تحقيق العدالة الاجتماعية وعدم وجود اصلاحات سياسيه واستمرار تقييد الحريات والبطالة المتزايدة في المملكة والتي اغلبها نتيجة لعدم وجود  القوانين التي تجبر او تحث الشباب السعودي على العمل بدلا من اعتماده على العمالة الوافدة في كل شيء بالإضافة للظلم الذي يتعرض له ابناء الطائفة الشيعية والتحريض عليهم ومعاملتهم كأجانب في المنطقة الشرقية والبالغ عددهم ما يقارب خمسه مليون شيعي يشكون الحرمان من افتقادهم لكثير من متطلبات الحياه والمعاملات السيئة التي يلاقونها حتى من افراد الشرطة نفسها .

وهذا الصراع السعودي الايراني لن يزيد إلا تأجيجآ للأوضاع على المنطقة برمتها ومنها اليمن التي شنت عليها المملكة حربا لا تبقى ولا تذر تعويضآ لخسارتها الفاشلة في الملف السوري وليس حبأ منها للشرعية المزعومة وليس إيمانا منها بالقوانيين المزعومة التي تتحدث عنها كمبرر لعدوانها وهي التي لا تعرف القوانين طريقآ الى ملوكها وأمرائها المدللين الذين يتجاوز عددهم ٢٢٠٠٠ الف اميرآ منهم ٢٠٠ يتولون مناصب قياديه في الدولة وكلهم يعيشون ببذخ مستنزفين ثروات الاجيال القادمة دون حسيب او رقيب لطالما وهم يعتبرون بأن المملكة وثرواتها هي ملك أباءهم الأوليين.

لقد قتلوا الالاف ودمروا معظم البنى التحتية وكل مقومات الحياه وغالبيه  ابناء الشعب اليمني يدرك ويعي جيدأ بأن المملكة لا يسعدها ان ترى اليمن يزدهر او يتطور وتنتهي ماكينة الفساد التي تحطن شعبه على امتداد عقود من الزمن ، ولن يهدئ لها بال وهي ترى اليمن  يستقل بقراره السياسي بعيدا عنها لكونها تدرك العوامل الكثيرة التي يمتلكها اليمن والكفيلة بجعله لاعب اساسي في المنطقة ومنها مخزونه البشري الهائل الذي لعمالته كان الدور الاول في إعمار المملكة قبل  تسعينيات القرن الماضي .

ولنعود  بالذاكرة للوراء قليلا وتحديدا عقب الإطاحة بمرسي وبعد فوز السيسي بالانتخابات الرئاسية- حيث قدمت له دول الخليج ١٢ مليار دولار في غضون فتره وجيزة بينما نحن كان عجز موازنه الدولة لعام ٢٠١٤ ما يقارب ٨٠٠ مليون دولار لم تقدم شي دعمآ لها في خضم الضائقة المالية التي كانت تعيشها البلاد نتيجة توقف الكثير من ايرادات الدولة والناتجة عن عمليات توقف ضخ المشتقات النفطية جراء تفجير انابيب النفط  وكذلك تكاليف اصلاح ابراج الكهرباء وخطوط نقل الطاقة التي كان يتم استهدافها بشكل مستمر  ، وتكاليف دعم المشتقات النفطية التي كلفت خزينه الدولة ما يقارب ١.٥مليار دولار وغيرها من القضايا العالقة التي تضر بالاقتصاد الوطني وكلفت الدولة ملايين الدولارات، ولكن هل رأينا ذلك الحماس من قبل المملكة لدعم الدولة كما فعلت مع مصر ؟ طبعا لا ولن يكون ذلك لأنها باختصار لا يسعدها سعادة او راحه الشعب اليمني على الرغم من أن معظم مشاكلنا تأتي من دواوين امرائها  وهي في الاول والاخير (مشاكلنا)مع الفقر  والإرهاب والفساد وهذا الاخير الذي ترعاه في البلاد عبر لجنتها الخاصة التي تصرف عبرها مرتبات شهريه لالاف المشائخ من حلفائها وعملائها بالداخل بدلا عن تسخير تلك الاموال لصالح مؤسسات الدولة التي هي بحاجه ماسه لها ومشجعه بتلك الاموال الطائلة أدواتها على التمرد على الدولة وبناء ميليشياتهم الخاصة بهم  . وما كانت هذه الحرب العبثية إلا كأخر الحلول لإبقاء اليمن تحت وصايتها ورحمتها  بعد أن استنفذت كل الخيارات الاخرى لجعله كذلك ومنها فقد ادواتها وحلفائها بالداخل لمراكز نفوذهم بفعل ثوره ال٢١ من سبتمبر  و تلك الأدوات هي من مكنتها التدخل في كل صغيره وكبيره في الشأن الداخلي اليمني، وهذا ما جعلها  تعالج مشكلتها تلك بصنع مشكله اكبر منها ولكن ليست هذه المرة مع فئه او حزب او شريحه معينه؟ بل مع كل محافظه ومديريه ومجتمع صنعت معه ثارا بعد نثرها الموت من السماء دون تمييز،  بل ومع غالبيه الشعب الذي اضاف الى خانه اعدائه بعد امريكا واسرائيل النظام السعودي ولن يغفر لها نذالتها بحقه مهما كانت المغريات التي ستقدمها لاحقا..

……..#تهامة_نيوز

مقالات ذات صلة