![](https://www.tihamahnews.com/wp-content/uploads/2015/09/IMG-20150912-WA0142.jpg)
حكومة الانقاذ الوطني..و شرعيتها
بقلم /مروان حليصي
واهم من يعتقد بأن العالم سيكترث لدماء اليمنيين التي سفكتها طائرات تحالف العدوان ومرتزقته ، او لمشاهد اطفال بعثرت اجسادهم غارات العدوان الى اشلاء صغيره على مدار عشرون شهرآ، او سيأبه لاطفال أكل المرض من اجساهم وفتك بهم الجوع ،او سيحزنه رؤيته لمشاهد الخراب والدمار التي تعرضت لها البنية التحتية والممتلكات الخاصة لشعب بأكمله، او سيقلق للانهيار الامني الذي تعيشه محافظات جنوب البلاد جراء بسط نفوذ الجماعات الارهابية والمتشددة فيها بعد استقدام العدوان للمئات منها ودعمه لها، او سيبالي بالوضع الاقتصادي المتردي وعجز الدولة عن صرف مرتبات الموظفين جراء توقف ايرادات الدولة واستمرار الحصار البري والجوي والبحري المفروض على اليمن، وواهم اكثر من يؤمن بعدالة العالم وإنصافه اذا ما طاله ظلم من هنا او هناك؛
فلا الانظمة ولا القوانين ولا المعاهدات التي تحكم هذا العالم ، ولا تعرف الانسانية والرحمة طريقآ الى قلوب قادته ، فقد رحل أخر أولئك القادة والزعماء التحررين ، ولم يبقى في هذا العالم سوى الانتهازيين ،والمصلحة والمال وحدهما من يتحكم ويسير هذا العالم، وبالتالي لما كان علينا الانتظار له وترقب معجزاته التي ستنهي معاناة شعب برمته مع العدوان، وماهية الجدوى من الاستمرار في مشاهده مزيدآ من الدماء التي تسفكها طائرات التحالف وادواته في الارض ونحن ننتظر الامم المتحدة توقف ذلك ، بينما هي ترقب كل ذلك من زاويه قريبه ويصلها كل شيء وكأن الامر لا يعنيها ، وهي التي بيدها وقف العدوان وفك الحصار اذا ما رغبت بذلك عملآ بمسؤولياتها والمبادئ التي انشئت لتحقيقها ، والأمر لا يحتاج منها الى معجزات بقدر تحليها بقليل من المسؤولية تجاة شعب قتل وجرح منه اكثر من ثلاثون الف بين رجل وطفل وامرأه ، علاوة على تدمير كل مقدراته من قبل تحالف العدوان بقيادة امريكا وربيبتها السعودية ، وذلك عقابآ له على قراره في استعادة بلاده لاستقلالها السياسي والسيادي و ثمنآ لحريته وكرامته التي آبى ان تظل بيد الاخرين يتسولها منهم . نقول هذا الكلام لمن ينتظرون الحل من ايادي القتلة انفسهم ، او أولئك الذين ازعجهم اعلان ولادة حكومة الانقاذ الوطني التي فاقت كل الحكومات السابقة بشعبيتها في اوساط الشعب اليمني ، او أولئك الذين يخشون من قضية الاعتراف بها من قبل المجتمع الدولي وكأنهم يفضلون ان تستمر ألة الموت السعودي في حصد ارواح الابرياء بشكل يومي في ظل عدوان دولي لم يتحلى قادته بذرة من الانسانية او الاخلاق ، فالعالم يدرك معاناتنا ويدرك حجم المآسي التي يعيشها شعب الايمان والحكمة ، وحتمآ من يعترف بمعاناة الشعب اليمني جراء العدوان السعو-امريكي لن يمانع في الاعتراف بهذه الحكومة وبأحقية الشعب في ترتيب اوضاعه والدفاع عن نفسه ضد تحالف دولي يفتك به؛ ومن الطبيعي ان المتاجرين بدماء الشعب اليمني حكومات ودول ومنظمات المساندين للعدوان ان يرفضو التعامل مع هذه الحكومة لانها تتعارض مع مصالحهم ،ولكن ليس من الطبيعي للشعب اليمني ان يظل منتظرآ منها الاعتراف بحكومته وهي لم تعترف بعد بمظلوميته وعدالة قضيته.
فحكومة الانقاذ الوطني هذه ضرورة ملحة ومطلب شعبي ، و ما آتت إلا بهدف مواجهه العدوان والتصدي له وترتيب البيت الداخلي، ويكفيها ان تحصل على شرعية شعب برمته سيتخندق خلفها من اليوم الاول لمباشرة مهامها في معركة النفس الطويل ضد العدو ، وحقآ نشعر بالارتياح لهذه الخطوة التي ستقطع كل الامال امامخ حكومة العميل هادي وتحالف العدوان بقيادة الرباعية الدولية في تنفيذ مخططاتهم في تقسيم البلاد تحت يافطة الاقاليم الاتحادية التي يهدفون من وراءها الى اضعاف اليمن وتقاسم السيطرة عليه ، وهذا ما لن يكون في ظل وعي مجتمعي مدرك لحكم المؤامرة ، ويصر اصحابه على القتال والثبات في معركة النفس الطويل حتى يقضي الله امرآ كانا مفعولا.