ردا على المجحفين في حق المشرفين
بقلم /حمير العزكي
سمعت من أخي الأكبر بيتا لشاعر عربي قديم يقول:
أغلب الناس أعداء لمن
ولي الاحكام هذا.. ان عدل
وبقدر اعجابي بهذا البيت بقدرما وجدته مدخلا مناسبا للحديث عن (ظاهرة )المشرفين و(فسادالمشرفين) وطغيانهم وجبروتهم المزعوم والظاهرة التي تفشت في اوساط العامة بطريقة مدروسة وممنهجة
ولعل اهم ما لفت انتباهي لهاالمبالغة والتهويل والتعميم والتعويم
فكم سمعنا ان مشرف من انصارالله اشترى فله بعشرات الملايين اوبنى عمارةعديدة الطوابق اوسيارة طلب خاص
وان مشرف يخزن بعشرات الالاف ويتغدى بمثلها
هكذا نسمعها مشرف!! من هو هذا المشرف؟؟ اكيد سيقول الراوي ومن يعرف اسمائهم؟طيب ابو من ؟؟في اي محافظة او منطقة او مربع؟؟
يرد عليك لا ادري..!!!
لكن الاكثرخبرةفي مجال الشائعات يستخدمون اسما صار شائعا ..(الكرار)
طيب .. ماهو مصدر هذه الاموال الطائلة والمنهوبة
خزينة الدولة؟؟
لماذا لم نسمع محافظ البنك يتحدث حتى عن مجرد ضغوطات من قبل هؤلاء المشرفين الفاسدين!!
الموازنة؟؟
ألم يتم ايقاف الصرف من جميع الابواب ماعدا الباب الاول وفي حدود30%من الباب الثاني
المجهود الحربي؟؟
ومن أين يتم مواجهة الدعم اللوجيستي للجبهات الكثيرةالمتعددة مع عدم كفاية مخصصات وزارة الدفاع!! ومن اين تصرف نفقات الأمنيات والمرابطين في جميع البلاد!!وماالذي يمكن توفيره بعد كل ذلك لينهبوه!!!
تحصيل الايرادات؟؟
هل يقبل احد المكلفين ان يسدد ماعليه للدولة بدون قسيمة تحصيل نموج(50)!! ألم يتم تشكيل لجان مؤخرا لتحصيل الايرادات…هل وجدت احدى هذه اللجان مكلفا يقول ان المشرف الفلاني -أقصدأبو..فلان- تحصل مني الايرادت المستحقة للدولة؟؟
إتاوات وجبايات؟؟
ممن ؟؟ ولمن؟؟ وبين من ومن الايعرف الاول الاخير!!!
عمولات ؟؟
وهذه لن أنفيها ولكني أبرئ المشرفين منها لأنها تذهب للوسطاء الثقاة ولأن الناس تطبعوا عليها فلايعتقدصاحب الحق انه سيصل الى حقه الابها أما صاحب الباطل فهي وسيلته المثلى الى جانب التضليل والتزوير
وفي اعتقادي ان الحقيقة هي أن المشرفين
ليسوا ملائكة ولا بشرا معصومين هم فقط شباب تتراوح أعمارهم بين 35-25 سنة أغلبهم قضى معظمها معتقلا او مشردا مطاردا واحسن حظا مقاتلا مدافعا عن ارضه وعرضه في بلاده
شباب امتلكوا ثقافة دينية خلقت لديهم وعيا يسبق بعقود اعمارهم جعلهم يستشعرون المسؤولية ويتحملون تبعاتها
شباب أبدل الله خوفهم أمنا واستضعافهم استخلافا وآتاهم الله حكما وعلما
شباب – وانا اتحدث هنا عن تلاميذ الشهيدالقايد – تلقفوا الهدي من منبعه وعاشوا معه مرحلة الإبتلاء والتمحيص وعرفوه حق المعرفة زاهدا في الدنيا عازفا عن ملذاتها أكبر من إغراءاتها وأصلب من أهوالها
شباب تعودوا على شظف العيش فكم جاعوا وكم عطشوا وكم ناموا في العراء وعلى بلاط الزنزانات و(خزنوا بالحاصل)
استبدلوا السجائر ب(البردقان) لأنهامنتج محلي اقل كلفة واكثر وفرة
وختاما لا أجرؤ ان انفي حدوث حالات فساد فردية ولكني اجزم اننا جميعا شركاء في حدوثها بسكوتنا واسباب في استمرارها بعدم اثباتها وتداولها بدون حجة بينة
كما أني اشهد لله أن هذه الحالات غير مقبولة ولامبررة ولايوجد توجه عام في اطار المسيرة يدعمها اويتبناها او يشرعن لها
وكلي ثقة انها ستنال جزائها عاجلا او اجلا وان المسيرة ماضية …. نسأل الله التوفيق لنكون في مواكبها
والله الموفق