*الشهيد القائد السيد حسن نصر الله في دروس ومحاضرات الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليهما

✍️ محمد موسى المعافى

يقترب موعد تشييع الشهيد القائد السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين رضوان الله عليهما وهو موعد للأحزان والبكاء و والالالم والاوجاع وموعد للوفاء وتجديد البيعة كما وصفه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم .

في 27 سبتمبر 2024م كانت تلك الضربة الموجعة التي شنها الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية في بيروت وظلت العيون ترقب دخان تلك الضربة وتنتظر انجلاء ذلك الغبار لمعرفة المستهدف في تلك الضربة وبعد أن انقشع الغبار والدخان جاء بيان الحزب في نعي القائد الكبير السيد حسن نصرالله ، كان الخبر مفاجئاً وموجعاً استشهد نصرالله وارتقى إلى الرفيق الأعلى وإلتحق برفاقه الشهداء ارتعشت قلوب المؤمنين والأحرار وإمتلأت الأحداق بالدموع والقلوب من الأحزان ومع تسارع الأحداث واحتدام المعركة وتطورات الصراع كان هذا الحزن يخفت قليلا قليلا .

وها نحن اليوم نرتقب موعد تشييع هذا الجبل والضرغام البطل وهذا الموعد سينكأ جرحاً عميقاً في القلوب أعمق من تلك الحفرة التي خلفتها الفا رطل من القنابل الأمريكية التي قصف بها الإسرائيلي مكان تواجد الشهيد القائد السيد حسن نصر الله ، نقف في هذا الموعد لننعي هذا البطل و ليس من الهين أن تنعي جبلاً من وزن هذا السيد الشهيد لانك لن تجد قلماً يطاوعك ولا من الممكن أن تبكي هذا الرجل العظيم لانك لن تجد عيناً تذرف دمعك ولا من السهل ان ترثي هذا الضرغام المُعمّم ولن تجد حروفاً تنقاد لك فالمصيبة أكبر من قدرة الأقلام على استيعابها وطاقة الحروف على تحمّلها واستطاعة العيون على سكب شلال من الدموع يليق بالتعبير عنها .

كيف يمكن نعي البطولة في حد ذاتها ؟ ورثاء الأسطورة بكامل صفاتها ؟ وتأبين المعجزة في أعلى حالاتها ؟ وندب الفضيلة في اطهر تجلياتها ؟ والتعزية في رجل أنجبته الأرض وأشتاقت له جنان الخلد كيف يمكن أن يكون من السهل وداع رجل له تاريخه الجهادي الكبير فهو من قضى عقوداً من الزمن مرابطاً في الخطوط الاولى في جبهة المواجهة مع كيان المحتل الإسرائيلي .

نعم ليس من السهل وداع رجل كنصر الله ولا نعيه ونظرا لعظم المقام لا يمكن أن يعطي المقام قدره افضل واحسن واكرم وابلغ مما قدمه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه الذي كرر الحديث عن نصر الله وحزبه وجهاده ودوره وصدقه واخلاصه وقيادته وولاءه في أكثر من درس و محاضرة
وعندما عدت إلى هذه الدروس والمحاضرات وجدتها قدمت السيد حسن نصرالله نموذجاً وروحية وثقافة وسأحاول أن أسرد ما ورد في بعضها :

– في محاضرة مسؤولية طلاب العلوم الدينية التي ألقاها الشهيد القائد في ٩ / ٣ / ٢٠٠٢م يُقدم السيد حسن نصر الله كنموذج وقائد مهم وقوي تحتاجه الأمة فيقول رضوان الله عليه : *يأتي في هذا الزمن مثلا كالسيد حسن نصر الله كحزب الله مثلاً ونصر الله باعتباره شخص مهم ورجل قوي ولديه حنكة قيادية عالية هل تسمع وسائل الإعلام العربية تتحدث عن حزب الله؟ أو تسمع وسائل الإعلام العربية تتحدث, أو تعرض كلام نصر الله؟!. يهربون من الرجل القوي، بينما أولئك_اليهود_يبحثون عن الرجل القوي، كيف النتيجة الطبيعية لهذا؟ هو أن يكون هؤلاء ضعافاً بضعف زعمائهم, ضعافاً بضعف نفوسهم، ضعافاً لأنهم لا يحملون أي اهتمام بشيء*

– كان السيد حسن نصر الله مليئ الثقة بالله ودلت على ذلك مواقفه التي كانت نابعة عن شجاعة مستمدة من الله سبحانه وتعالى وهذا ما ورد في الدرس الرابع من سلسلة دروس ال عمران الذي قدم نصر الله كمثال للأشخاص الذي يثقون بالله من منطلق ثقتهم بالقران فيقول رضوان الله عليه :*الأشخاص الذين يثقون بالله يتكلمون بملئ أفواههم بكل تحدي لإسرائيل عند رأسها، حسن نصر الله، وأمثاله، بكل صراحة، وبكل قوة، من منطلق ثقته بصدق القرآن، أن هؤلاء-اليهود- أجبن من أن يقفوا في ميدان القتال صامدين، وجربوهم فعلاً، جربوهم في جنوب لبنان، كيف كانوا جبناء، يهربون، جندي واحد يرد قافلة، ورتل من الدبابات، الشاحنات العسكرية، أرعبوهم حتى أصبح اليهود متى ما خرج اليهودي من جنوب لبنان إلى داخل فلسطين يبكي من الفرح، ويقبِّل أسرته، خرج من بين غمار الموت*

– وكانت مواقف هذا الرجل العظيم شاهداً كبيراً أن قلبه مُلئ ولاءً لله ورسوله والذين آمنوا فكان من حزب الله الغالب وفي سياق هذا الموضوع يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه في الدرس الأول من سلسلة دروس سورة المائدة : *هل أحد منكم شاهد [السيد حسن نصر الله] في التلفزيون وهو يتكلم بملء فمه، وبكل قوة وبعبارات تهز إسرائيل. ماهي عبارات مثلما يتكلم زعماء العرب الآخرين: كلمتين أو ثلاث، وسموه [فارس العرب].

كلمات مجاهد، كلمات شجاع، كلمات تحتها جيش من الشباب المجاهدين الأبطال، يتكلم كلمات حقيقية مؤثرة، وهو بجوارهم، وهو يعلم أن معهم قنابل ذَرِّيّة، وأن معهم صواريخ ومعهم دبابات، ومعهم كل شيء، لكن قلبه من القلوب المملوءة بتولّي الله ورسوله والذين آمنوا فأصبحوا حزب الله، وحزب الله هم الغالبون*

– تحدث الشهيد القائد عن عطاء السيد حسن نصر الله وتضحيته وبذله وروحيته حتى وهو يقدم فلذة كبده في سبيل الله فيقول رضوان الله عليه في محاضرة وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن : *السيد حسن نصر الله عندما قتل ابنه هل بكى كما يبكي أولئك؟ بكل ارتياح بل قال عن ابنه أنه هو من هاجم أولئك وغزاهم هم، لم ينتظر في بيته حتى يأتوا هم فيضربوه، هكذا كلام الرجال*

– وقدم الشهيد القائد رضوان الله عليه السيد نصر الله نموذجاً للقيادة من أهل البيت التي لا يمكن أن يتحقق اي نصر للأمة على أعدائها إلا تحت قيادتهم ورايتهم فيقول رضوان الله عليه في محاضرة يوم القدس العالمي : *رأينا قائداً من أبناء رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) حسن نصر الله كيف أربك إسرائيل, وكيف قناة واحدة أربكت إعلام إسرائيل, وشَوََّشْت حتى على اليهود داخل إسرائيل……فعلاً لن يُهزم اليهود إلا تحت قيادة أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، تحت قيادة من ينهجون نهج علي، تحت قيادة من يوالون عليا(صلوات الله عليه).*

– وفي كل جولة حرب كان موقف السيد حسن نصر الله موقف المؤمنين الصادقين وفي هذا السياق يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه في محاضرة اشتروا بايات الله ثمناً قليلاً : *انطلق أمين عام حزب الله بكلماته القوية يتحدى أمريكا, ويتحدى إسرائيل، ويشد من معنويات اللبنانيين, ويقول بعبارة: إن كل ذلك لا يرعب ولا طفلاً واحداً في حزب الله. أليس هذا هو موقف الرجال، هو موقف المؤمنين؟ أم أولئك الزعماء الذين يمتلكون أضعاف أضعاف ما يمتلكه حزب الله من المعدات, ويهيمنون على ملايين البشر, فيطأطئون رؤوسهم للأمريكيين، لمساعد مساعد وزير خارجية، أو مساعد نائب وكيل وزير داخلية.. من هذه الأشياء. يرسلون بطفل أمريكي، ولو بفرََّاش أمريكي فيطأطأ من يحكم ملايين البشر رأسه, ويعدهم بأنه مستعد أن يجند نفسه لخدمتهم. أما أولئك الأبطال الذين آمنوا بقول الله تعالى – بعد أن يهيئوا أنفسهم ليكونوا بمستوى المواجهة في إيمانهم, في إعداد ما يستطيعون من قوة – صدَّقوا بقول الله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}*

مقالات ذات صلة