21 سبتمبر ميلاد ثوروي نابع من ارادة الشعب.

✒️فؤاد الجيلاني

كلنا يعلم المخاض الهائل الذي عاشته بلادنا مثلها مثل سائر البلدان التي اصابتها حمى الربيع العربي .

فالشعوب العربية عامة عانت صنوف الظلم والقهر على يد جلاديها ممن يطلق عليهم حكاما ولعقود طويلة من الزمان.

ظلت الشعوب العربية تبحث عن قائد قوي يقودها ويأخذ بيدها لينقذها من بطش وتسلط الحكام القابضين على شعوبهم بالحديد والنار وفي ذات الوقت يتمرغون في وحل الإرتزاق والعمالة حتى النخاع للدول الغربية كأمريكا وبريطانيا وغيرهم من دول الغرب التي كانت تدوس الشعوب العربية ببيادات حكامها.

و ما ان لاحت رياح ما سمي بالربيع العربي الذي كان ظاهره انتفاضة الشعوب المسحوقة ضد حكامها الجبايرة وباطنها صقيع انهيار هذه الشعوب وسقوطها النهائي في طاحونة التشريد والضياع و فقدان الهوية تمهيداً لما يسمى خارطة الشرق الاوسط الجديد.

كان الشباب هم وقود ثورات الربيع العربي و قرابين تسحق امام الة الحكام الذين فقدوا توازنهم وسارعوا بأرسال الدبابة والمدفعية للتعامل مع شباب عزل اشعل حماس الخلاص من الظلم و انقاذ البلدان من جبروت الساسة والحلم بوطن ينعم بالحرية والسلام و تعمير الاوطان.

سقط الحكام واحداً تلو الأخر وتصارعت الأحزاب لنيل القسم الأكبر من المحاصصة وعمت الفوضى اوطان الربيع العربي الذي بانت معالمه وانكشفت اقنعته وبعد فوات الأوان انكشف قناع الربيع العبري والمخطط الماسوني الخطير الذي اراد تقسيم شعوب الوطن العربي وتمزيقها من الداخل ليأتي النظام الماسوني ليقتسم خارطة الشرق الأوسط الجديد.

ميلاد 21 سبتمبر ميلاد النهضة القرأنية…

عاشت اليمن مثل كل الدول التي عصف بها الربيع العبري وعمت الفوضى في كل ارجاء اليمن الإغتيالات والتصفيات السياسية والركود الاقتصادي و الصراعات السياسية واخطر ملامح الفوضى تمزيق الوحدة وتدمير النسيج الإجتماعي من الداخل وتدخل الأمم المتحدة واخضاع اليمن للبند السابع اخطر البنود المتعامل بها في هيئة الأمم المتحدة اذ يدخل اي دولة يطبق عليها البند السابع تحت الوصاية المطلقة.

ومع تطبيق قرار الوصاية المطلقة بات اليمن مسلوب القرار والآرادة و انجرفت اليمن نحو حافة الإنهيار  على كل المستويات السياسية والاقتصادية بل وجغرافياً اذ اصبح اليمن الواحد مهدد بالتمزق و شتات الشمل اليمني الواحد.

انبلج فجر 21 من سبتمبر و خرجت افواج الشعب الباحث عن بصيص ضوء ينجيه من بحر الظلمات اللجي الذي صار واقعاً يحياه ويلامس مأسيه الدموية كل لحظة وثانية،  خرجت افواج الشعب مؤيدة ومناصرة لهذه الثورة الوليدة والتي انطلقت مكملة لبنود ثورتي سبتمبر واكتوبر ورفضا للوصاية والعبودية والتبعية وقدمت أنموذجا مختلفاً للتصحيح والتغيير عما كان سائداً منذ قيام ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر المجيدتين وما يزال البعض ممن في قلوبهم مرض وتحمل أنفسهم حقدا دفينا ضد من يختلفون معهم فكرا ومذهبا وينظرون إلى ثورة 21 سبتمبر الشعبية 2014م على أنها انقلاب وإلغاء للآخر متجاهلين حقيقة هذه الثورة التي جاءت أساساً مصححة لمسار الثورة الأم (سبتمبر وأكتوبر) والعمل على تحقيق أهدافها الوطنية التي تم إعلانها قبل أكثر من خمسين عاما ونيف ، ولم يكتب لها الترجمة الفعلية على ارض الواقع ومع انطلاقة الثورة المباركة والتي التف خلفها كل الشعب اليمني الذي عانى كثيرا من تسلط النافذين وعسكر الزعيم وسلطان القبيلة و امتلاك أسرة واحدة لثروات و خيرات شعب بأكمله .

قبل ميلاد ثورة 21 سبتمبر 2014 كان الشعب يتجرع ويلات القهر والجوع ويموت ببطء ويتجرع من كؤوس المرار و تمارس ضده ابشع صنوف الظلم والإذلال امام اسرة واحدة هي من تمتلك الثروات وتتمتع بخيرات البلاد و مواردها الطبيعية،  لذلك كان من الطبيعي جدا ان تجد ثورة 21 سبتمبر حاضنة شعبية قوية وداعمة وحامية لها ضد اي ممارسات هوجاء قد يقدم عليها اهل الوصاية و النفوذ لوأد هذه الثورة والتخلص منها .

عاصفة الغزو الصهيو-امريكية

ارتكزت ثورة 21 من سبتمبر على الحفاظ على وحدة اليمن والحفاظ على ثرواته واستقلاله و استمدت من الشعب بقاءها ونموها للنهوض به اقتصادياً و تنموياً ، وهذا تعارض مع مخططات دول العدوان وعلى رأسها قرن الشيطان مملكة الشر السعو-صهيونية التي كانت تعتبر الدولة اليمنية هي حديقتها الخلفية وخاضعة لسيطرتها ووصايتها ، وتنفيذاً للمخطط الآستعماري الكبير الذي ترعاه امريكا وحلفائها في الشرق الاوسط، أستهدفت السعودية اليمن في 26 مارس 2015  بطيرانها وبوارجها وشاركتها في ذلك دولة الإمارات الطامعة في السيطرة على الموانئ اليمنية وضم جزيرة سقطرى الى نفوذها و عديد من الدول شاركت طمعاً في تقاسم الارض اليمنية البكر والغنية بالثروات والمعادن ، فسعت وبقوة لإجهاض ثورة 21 سبتمبر واعلنت استهدافها للشعب اليمني ونفذت ابشع هجوم بربري غاشم استهدف الأرض والأنسان والحضارة ونفذت حصار جائر استهدف منع الغذاء وال

دواء والمشتقات النفطية بغية تجويع الشعب وتركه فريسة للامراض والأوبئة الفتاكة وتعطيل وشل الحركة الديناميكية للحياة.

ارتكبت ابشع المجازر التي راح ضحيتها الاف الأبرياء من اطفال ونساء وكبار السن واستخدمت ابشع الأسلحة المحرمة دولياً ونفذت مجازر قتل جماعية تصنف ضمن جرائم الارهاب المنظم وللأسف الشديد المجتمع الدولي يشاهد ويتابع المشهد بصمت وتواطؤ مشين.

الشعب اليمني يتجاوز وضعية الدفاع الى الهجوم…

استطاع شعب الثورة السبتمبرية الحرة ان يتجاوز مرحلة الدفاع الذي تقوده اللجان الشعبية والجيش الوطني في الجبهات باسلحة الكلاشنكوف وتنظيم الوقفات الاحتجاجية واصدار بيانات التنديد والشجب والادانة وتحت ظلال القيادة القرأنية للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة والرئيس الشهيد صالح الصماد الذي اطلق شعار يد تحمي ويد تبني فأنطلقت جموع اللجان الشعبية ورجال الجيش الوطني في كل الجبهات للحماية وسعت ايدي الفنيين والعقول العسكرية للتصنيع والتطوير ومن امكانيات بسيطة و شحيحة صنعت الصواريخ والطائرات المسيرة  والأسلحة الهجومية التي ارعبت دول الهيمنة والإستكبار العالمي وصارت اسلحة شعب ثورة 21 سبتمبر حلقات رعب تهدد الكيانات الإستعمارية التي سعت لغزو بلادنا والاستيلاء على ارضنا وثرواتنا وتمزيق نسيجنا الإجتماعي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق