? هام | #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي (المحاضرة الرمضانية الثالثة عشرة):

– إذا جئنا لتصنيف الواقع البشري سنجد الناس إلى أصناف صنف منهم ممن يقولون ربنا الله، لكنهم يتجهون في واقع حياتهم بعيداً عن ذلك، لا يستقيمون وفق ما يعنيه قولهم “ربنا الله”

– يقولون “ربنا الله” ثم يتجهون في واقع حياتهم في تصرفاتهم في ولاءاتهم في عداواتهم بعيداً عن أمر الله بعيداً عن تعليمات الله، ولا يهمهم مسألة حلال من حرام ولا حق من باطل، والذي يحمهم ويؤثر عليهم في مسيرة حياتهم وتصرفاتهم وولاءاتهم وغير ذلك هو هوى أنفسهم أو أهواء غيرهم.

– الكثير من الناس، يتحركون بعيداً عما يعنيه قولهم “ربنا الله” فالكثير يقولون “ربنا الله” لكنهم لا يستقيمون وفق ما يعني ذلك

– كثير من الناس ممن ينطلقون ويتفاعلون ويستجيبون إلى مرحلة معينة، ثم يتغيرون وينحرفون ويخرجون عن خط الاستقامة، فيتغيرون بشكل تام، ويتجهون اتجاه آخر، وحصل هذا على مر التاريخ.

– البعض يقولون “ربنا الله” يعون ما تفيده هذه العبارة المهمة، ما تفيده مقولتهم هذه، فهم يقولونها عن وعي وبإيمان راسخ، ثم ينطلقون على أساسها في مسيرة حياتهم، فيستقيمون على الصراط المستقيم، يتجهون بوعي باهتمام باستجابة كاملة، يأخذون بأسباب التوفيق من الله سبحانه وتعالى، ويستمرون مهما واجهوه في طريقهم من المخاوف والتحديات والأخطار، فهي لا تثنيهم.

– حتى في مراحل التمكين عندما يمكنهم الله في أرضه، في مراحل النصر والتأييد، لا تتغير نفسياتهم ولا تتغير اهتماماتهم ولا تتغير توجهاتهم، هم فيما هم عليه من ثبات توجهاتهم الصحيحة والسليمة، لا يتغيرون.

– عندما تصبح المسألة ذات أهمية بالنسبة لذوي الهوى أو النفس فيما يتهيأ لهم من المناصب من المقامات من الإمكانات المادية وغير ذلك، البعض يسقط، يصبح المنصب بالنسبة لهم أهم شيء

– طريق الاستقامة وفق هدي الله وفق تعليمات الله وفق توجيهات الله هي طريق عظيمة وجذابة، وهي الخيار الصحيح الذي يتحرك الإنسان في هذه الحياة على أساسه.

– طريق الاستقامة
أول ما في هذه الطريق هو الصلة الوثيقة بالله سبحانه وتعالى.

– قولك “ربنا الله” الذي يجعلك متجهاً إلى الله تعتمد عليه تخشاه وتعبده ترغب فيما عنده وتتحرك على أساس وعيك بعبوديتك له، هذه الصلة بالله سبحانه وتعالى، الصلة الإيمانية لها أثر كبير عليك في مواجهة كل التحديات.

– الطريق طريق الاستقامة التي فيها ما يساعد الإنسان على الثبات وعلى الاستمرارية من أهم ما يساعده على ذلك هو إدراكه ووعيه وإيمانه بأن الله أنعم عليه بأعظم النعم بأن وفقه إلى ذلك وفقه إلى الهدي.

– لتقف دائماً موقف الحق يوم يقف الآخرون موقف الباطل، المواقف التي تخزيهم المواقف التي فيها الخزي في الدنيا والآخرة.

– وعي الإنسان بأنه عندما يسير في طريق الاستقامة وينطلق في حياته على أساس عبوديته لله سبحانه وتعالى أنها نعمة عظيمة عليه أن يشكر الله عليها، وأن ينظر إليها على الدوام على أنها نعمة، فلا ينظر إليها على أنها حملاً ثقيل يحاول التخلص منه، فينحرف عنها بكل بساطة وبكل سهولة.

– ثمرات هذا الطريق فيما وعد الله عباده المؤمنين الذين استقاموا على ما وعدهم الله من النصر والعزة والتمكين والخير الواسع في الدنيا والآخرة “((وَأَلَّوِ ٱسْتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَٰهُم مَّآءً غَدَقًا))
(الجن – 16)”

– الاستقامة التي هي متكاملة في أعمال الإنسان في تصرفاته في مواقفه هي الاستقامة المطلوبة التي لها هذه الثمرة العظيمة يصل الإنسان من خلالها إلى ما وعد الله به “((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)) (فصلت – 30)” تتنزل عليهم الملائكة في أهم موقف يحتاج الإنسان إلى ما يطمئنه في يوم القيامة الذي هو من أهم المواقف.

– تأتي البشارات أيضا في وعد الله الحق عندما قال “((أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ))(يونس – 62)” فالله سبحانه وتعالى يقدم ما يطمئنهم ما يبشرهم بالفوز العظيم، فلا خوف عليهم.

– طريق الاستقامة لها عواملها التي تساعد على مواصلة الطريق فيها.

مقالات ذات صلة