الاستخبارات العسكرية في ظل المسيرة القرآنية

#تهامة_نيوز

✍️ محمد موسى المعافى

عمليات نوعية وانتصارات عظيمة حققتها ولاتزال تحققها دائرة الاستخبارات العسكرية ، لم يحتج ابطال هذه العمليات الى الفبركة والتزوير ولم يعمدوا إلى التحريف والتضليل ولم يستعينوا ببرامج المونتاج والتحسين ، فلم ينتهجوا نهج ناطق العدوان ، ولم يمارسوا الكذب والبهتان ، ولم يكونوا أداة من أدوات الشيطان ، لذلك جسدت عملياتهم النوعية حكمة وعظمة الاسلام ، و اخترقوا العدو وجعلوه تحت رقابتهم في النور وفي الظلام ، واعلنوا عملياتهم مع احترام الرأي العام .

فإذا جئنا لنقارن بين استخبارات الأنصار وبين استخبارات رعاة الأبقار لوجدنا أنه لا وجه للمقارنة بين حزبين ، حزبٌ قائدهم الأعلى إلههم ومعبودهم الملك الرحيم الرحمن ، وحزبٌ قائدهم الأعلى إلههم ومعبودهم اللعين الشيطان

فكيف يمكن أن نقارن بين الفلاح والخسارة ؟! وبين النصر والهزيمة ؟! وبين الايمان والكفر ؟!

استخباراتنا العسكرية استقت خططها من القرآن ، واستخبارتهم استقت خططها من خبراء الامريكان ، فهل هناك وجه للمقارنة ؟!

قد يتساءل البعض واين هي مواضع هذه الخطط الاستخباراتية في القران الكريم ؟؟

فأجيب بما قاله الشهيد القائد رضوان الله عليه في ملزمة الثقافة القرآنية ((القران علوم واسعة ، القرآن معارف عظيمة ، القرآن أوسع من الحياة ، أوسع مما يمكن أن يستوعبه ذهنك ، مما يمكن أن تستوعبه أنت كإنسان في مداركك ، القرآن واسـع جداً ، وعظيم جداً ، هـو بحر – كما قال الإمام علي – لا يُدرَك قعره … سنجد أن القرآن الكريم عندما نتعلمه ونتبعه يزكينا ، يسمو بنا ، يمنحنا الحكمة ، يمنحنا القوة ، يمنحنا كل القيم ، كل القيم التي لما ضاعت ضاعت الأمة بضياعها ))

فإذا كان القرآن كذلك فكيف لا ينظم الاستخبارات وهو من القوة التي يجب أن تهتم بها الأمة وتعدها في مجال مواجهتها لأعدائها ، وعند التأمل في مهام دائرة الاستخبارات العسكرية نجد أن مهامها وأعمالها يمكن أن نختصرها في (الحماية والمداهمة ) فتعمل دائرة الاستخبارات العسكرية على الحماية و التحذير من اقتراب الخطر وتأكيد المعلومات حول العدو كمقدمة لاستهدافه وضربه وهذا ما رسمه القران فقال تعالى ((حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)) مثلت النملة قوة الحماية والتي مهمتها إعطاء التحذير قبل وقوع الخطر مع رفع تقرير بالخطر ، وهذا ما استطاع ابطال دائرة الاستخبارات العسكرية تحقيقة فاستطاعوا اختراق العدو ومعرفة المواقع التي يتم رصدها مسبقاً ثم يتحرك الطيران بعد ذلك لاستهدافها ، وكذلك رصد تحركات العدو وتعزيزاته ومخططاته ومؤامراته .

وقال تعالى في أية أخرى ((قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)) وهنا يظهر ان سليمان عليه السلام بعد ان تأكد من صحة المعلومات الواردة اليه عن سبأ أراد ان يوجه ضربة استباقية من خلال قوة المداهمة الخاصة والتي تبين ان هذه القوة كلما كانت سريعة ودقيقة فإنها ستترك الطرف الاخر في حيرة وارتباك وتأثر .
وتجسد ذلك في الضربات الصاروخية التي كان آخرها ضربة الأمس في بيحان حيث تم رصد اجتماع قادة المرتزقة وتم بعد ذلك تنفيذ ضربة صاروخية أربكت العدو وغيرت الموازين وهذا ما حدث في عملية البنيان المرصوص عندما كان العدو يخطط للزحف من نهم نحو العاصمة صنعاء فجاءت عملية البنيان المرصوص فقلبت الموازين وغيرت المعادلة ونقلت المعركة من أبواب صنعاء إلى أبواب مأرب .

كذلك نجد أن دائرة الاستخبارات العسكرية اخترقت العدو واستطاعت حتى أن ترصد تحركات محمد بن سلمان وهذا ما يعرف بقوة الاختراق قال تعالى ((وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)) مؤمن آل فرعون رجل يكتم ايمانه يسكن البلاط يسمع الاسرار ويحضر في مواطن القرار وكان الشخص المناسب لوصفه بانه عنصر الاختراق ، كما قال تعالى ((وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ)) فهذا الرجل من خلال اطلاعه على المعلومات التي تسربت من البلاط الفرعوني أكد لموسى ضرورة المغاردة من مصر ، وبهذا نخلص الى أن دائرة الاستخبارات العسكرية انتصرت في كل مهامها كونها استقت كل خططها من القرآن الكريم وتحرك رجالها بكل وعي وبصيرة واخلاص وايمان فكانوا محطاً لرعاية الله وعنايته ونصره وتأييده وتوفيقه ، بخلاف ماعليه تحالف العدوان من تخبط وفضائح والتي كان آخرها فضيحة ناطق العدوان باستعراضه ما يدعيه أنه موقع لصواريخ في ميناء الحديدة ثم تبين بعد ذلك أنه مشهد تم اجتزاؤه من فيلم أمريكي وهذه الفضحية ليست بجديدة على من ابتعدوا عن الهدى وعاشوا التخبط والعمى

مقالات ذات صلة