*الذكرى السنوية للثورة الحسينية*

✍️ محمد موسى المعافى

يحل علينا يوم العاشر من محرم وفيه ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام سبط رسول الله صلوات الله عليه وعلى اله ، وان كانت هذه الذكرى ذكرى اليمه وحزينه وذكرى لفاجعة موجعة الا انها ذكرى نستلهم منها كيف نصدع بالحق في وجه الباطل دون ان نحسب اي حساب لما قد يترتب على ذلك من اضرار قد تصيبنا من الطاغوت .

عندما انحرفت الأمة وابتعدت عن الهدى وصلت لمستوى ان تقبل بأن يلي أمرها فاسقٌ كيزيد بن معاوية بن ابي سفيان المعروف بفسقه وفجوره ، الإمام الحسين لم يقبل أبدا بالبيعة ليزيد ولم يقبل
بالخنوع والسكوت والجمود لأنه يدرك مدى خطورة ذلك، كان إيمانه، وكانت عزته، وكانت قيمه، نفسيته العظيمة التي تشبعت بالإيمان بكل ما في الإيمان ، وبالارتباط الوثيق بالله سبحانه وتعالى كانت تأبى له أن يسكت، أو أن يخضع، أو أن يستسلم، أو أن يتقبل بهذا الواقع السيئ، وكانت مسؤوليتهً أن يتحرك في من موقعه بالمسؤولية تجاه أمة جده تفرض عليه أيضا أوساط الأمة، وأن ينادي بأعلى الصوت وبكل قوة بالموقف الحق، وأن يدعو
الأمة إلى التحرك الصحيح لرفض كل ذلك الباطل السيئ، الذي يراد له أن يفرض عليها وأن يتحكم بها.

فالامام الحسين عليه السلام تحرك عن وعي و بصيرة و قناعة راسخة تحرك بحركة القرآن بما يمليه عليه القرآن وبما تمليه عليه هويته الإيمانية وارتباطه الوثيق وبما تفرضه عليه المسؤولية تحرك بكل عز وبكل إباء وبكل شموخ وهو يقول: يزيد فاسق فاجر شارب الخمر قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق والفجور ومثلي لا يبايع مثله .

خرج صادعاً بالحق ، مواجهاً للطاغوت آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر .
كان عليه السلام يرى قوة العدو البشرية و المادية ويرى وحشية عدوه واجرامة وصلفه وبغيه .
كان عليه السلام يرى اصحابه وهم يستشهدون واحد تلو الاخر ويرى ابناءه وهم يفارقونه ويرحلون عنه شهداء امام ناظريه بل ويذبحون بين يديه .
كان عليه السلام يعيش ويرى المأساة التي وصل اليها اهل بيته واصحابه ومن معهم ، كان عليه السلام يسمع صرخات الأطفال وآهات النساء ، منع عنهم الماء ، وحاصرهم الاشقياء وعاشوا الوجع والعناء ، وتخلى عنهم الجميع وتركوهم وحيدين في كربلاء ، امام ناظريه عليه السلام كانت تتطاير الرؤس وتسفك الدماء ويستشهد خيرة اصحابه ويشتد البلاء .

ولكن كل ذلك لم يزد الإمام الحسين عليه السلام الا ثباتاً وصموداً وقوةً وضل رافعاً لشعاره المنطلق من وعيه وايمانه (هيهات منا الذلة يأبى لنا الله ورسوله والمؤمنون وأنوف أبيه ونفوس حمية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ) فموقف الإمام الحسين عليه السلام وثورته وحركته هي بمثابة قبلة يجب ان تتجه اليها النفوس المؤمنة الغيورة لترفض الظلم والقهر والاستبداد في أي شكل من الاشكال ومن اي جهة كان .

على نهج الحسين وخطه ودربه وبموقفة ورؤيته يجب ان يتحرك المؤمنون حتى يحضو بالعزة والكرامة والحرية .

مقالات ذات صلة