6- أن الحضارة الإسلامية تتميز في أنها تنطلق من قاعدة إبراز وبناء سُموّ الإنسان ورشده وصلاحه وقيمه، وتقدم النموذج الذي يبني الحياة في كل مجالاتها دون تدمير إنسانية الإنسان وقيمته الأخلاقية، بل تقدم الشواهد على أن المبادئ الإلهية، والقيم والأخلاق والتعاليم الإيمانية، هي التي تنسجم مع الفطرة البشرية، وتَصْلُح وتستقيم بها الحياة، وتؤمّن الاستقرار في الواقع، وتقي المجتمع البشـري الكثير من الآفات الخطيرة المؤثرة سلبًا على الحياة، وترسم للإنسان في منطلقه العملي ما يكفل له الحياة الطيبة كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل : 97]. وإن مجتمعنا اليمني بهويته الإيمانية لجدير بأن يكون المجتمع القدوة في الالتزام بهذه التعليمات الإيمانية، وأن يحافظ على كل الصفات الحميدة، والتقاليد المنسجمة معها، والتي تسهم في الحفاظ على هذه القيم، وتحمي المجتمع من أوبئة المفاسد والرذائل. وإنّ الثمرة الطيبة لهذا الالتزام هي تتجلى في قوة وصلابة وتماسك هذا المجتمع، في مواجهة التحديات والصعوبات والأخطار، والتصدي الفاعل للأعداء في كل ميادين المواجهة معهم، وتتجلى في صبر واحتساب أمهات الشهداء وأُسَرهم، فبدون المبادئ الإيمانية والتعاليم الإلهية ما كان مجتمعنا بهذا القدر من الثبات والتماسك والصبر، وبهذا المستوى من العطاء والتضحية، وما كان ليحظى بهذا القدر من الرعاية الإلهية الكبيرة، والتأييد الإلهي الذي مكّنه من الصمود لستة أعوام في مواجهة أعتى عدوان، وأشد حصار في كل تاريخه. وحسبـنا الله ونعـم الوكـيل نـعم المـولـى و نـعـم النصير والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته عبدالملك بدرالدين الحوثي 20/ جمادى الآخرة/ 1442هـ #اليوم_العالمي_للمرأة_المسلمة