تهامة نيوز – بقلم – حمدي دوبلة
الخدمات الجليلة التي قدمتها وتقدمها أنظمة الخزي والعار والعمالة في منطقتنا للكيان الصهيوني سرا ومن تحت الطاولة لم تكن كافية لكي يطمئن العدو الغاصب ويشعر بالسكينة والارتياح عندما قررت بعض هذه الانظمة الانتقال بخدماتها من مرحلة السرية الى المجاهرة والمكاشفة وراح يعبر عن مخاوفه من ان يكون هذا التطبيع الجديد باردا على غرار اتفاقيات التطبيع السابقة مع مصر والاردن حيث كان الرفض الشعبي المتنامي في هذين البلدين لوجود الكيان المغتصب على أراضيه السبب الرئيسي في بقاء تلك الاتفاقيات التعيسة أسيرة الأدراج ولم تجد طريقا إلى الواقع بشكل واضح على الرغم من مرور سنوات طويلة على إبرامها.
-مخاوف الكيان والتي عبر عنها عدد من مسئوليه السياسيين والعسكريين والقلق الذي أبدوه من ما أسموه “سلاما” باردا وبقاء الاتفاقيات المبرمة تتأرجح على مستوى النخب السياسية دون ان تتجلى واقعا في أوساط شعوب البلدان “المطبعة” حديثا ربما بدأت تتلاشى بفعل الحماس الكبير والانسياق المجنون الذي يبديه المطبعون الجدد في النظامين الإماراتي والبحريني واستعدادهم الواضح للذهاب في هذا المستنقع إلى ابعد من ما كان يرجوه الصهاينة أنفسهم.
-لقد مضت سنوات طويلة على إبرام اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وكل من مصر والأردن لكن لم يشعر المواطن المصري او الأردني بأثر لذلك في حياته وظل النفور والاشمئزاز من مجرد ذكر اسم الكيان الشعور الطاغي على غالبية شعبي البلدين وبقي نظامهما يغردان بعيدا عن سرب الجماهير الرافضة لأي شكل من أشكال التقارب مع الصهاينة حتى ولوكان صوريا وصارت تلك الاتفاقيات العقيمة مصدر حرج كبير لتلك الأنظمة وهو ما كان له الأثر الجلي في جبح رغبة الساسة في المضي قدما لتوسيع التعاون والشراكة المنشودة وبقي تناولهما الإعلامي للموضوع خجولا وفي نطاق ضيق للغاية.
-“التطبيع” المستجد ربما لن يلقى مصيرا مشابها للتطبيع القديم برغم انه ابرم مع دولتين لا تشكلان أي رقم صعب في خارطة المنطقة إلا أن نظامهما يمتلكان رغبة واضحة لتبديد مخاوف أسيادهم في واشنطن وتل أبيب فيما يخص عدم الترحيب والتفاعل المطلوب شعبيا وهي الرغبة التي انعكست في الخطاب الاعلامي المكثف لإبراز محاسن “التطبيع” وتسويقه على انه انجاز “مشرف” ومن تلك الأعمال التاريخية التي لا يقوم بها إلا العظماء والتي من شانها ان تنعكس بردا وسلاما على امن واستقرار المنطقة والعالم كله.
-ليس بغريب ولا هو من المفاجئات أن يكون تعاطي نظامي “ابوظبي”و”المنامة” ومن ورائهما النظام السعودي مع “سوأه” التطبيع مع العدو التاريخي للأمة على هذا النحو من التبجح الممجوج والإسفاف المقرف فهم لم يكونوا منذ النشأة والتأسيس إلا خداما لمصالح أمريكا وإسرائيل والنخر الدائم في جسد الأمة وهذا الدور الخبيث حتما سيتطور ويأخذ أشكالا أخرى في عهد العلانية فيما سيبقى الدور السعودي يمارس الخدمة سرا إلى حين ان تتهيأ الأجواء ويصدر القرار من البيت الأبيض وحتى ذلك الوقت سيبقى حكام الرياض يلمعون” الخيانة “ويكيلون لها المدائح ويخلعون عليها أجمل الألقاب والصفات وقد تجلى ذلك في تغطية الاعلام السعودي للتطبيع الإماراتي البحريني مع الكيان الصهيوني ووصفه إياه بانجاز السلام التاريخي في تمهيد صريح لإعلان التطبيع رسميا وعلى رؤوس الأشهاد بين مملكة سلمان وإسرائيل ولا أرى ذلك ببعيد .