ثورة استقلال وسيادة مسيرة وانتصار!
كتب/ أمجد عبدالعالم الأسودي
هُنا أقصد بالثورة.. ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التصحيحية المجيدة، والحديث يطول عنها ويطول؛
نُحيي ونحتفي بالذكرى السادسة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، وتأكيدًا على الحفاظ والسير على القيم والمبادئ والأخلاق والأهداف العظيمة السامية، والتي ثار من أجلها شعب الإيمان ضد النظام السابق، والتي قامت وسمت أهدافها بدِماء شُهداء الثورة،
قد تثور الشعوب أمام حُكامها ولكن ثورة شعبنا ثورة مُتميزة ومتفردة في نوعها وهدفها، فهي ليست كباقي الثورات التي بدأت بداية صحيحة ثمَّ انحرفت عن مسارها وأصبحت فاشلة رغم عظيم التضحيات وكبير المسميات،
فمن السابق “ثورة السادس والعشرين” من سبتمبر لم تقُم على أهداف راسخة ومنهجية واضحة وهدف عام وأُسس ومبادئ يُؤمن بِها كُلّ اليمنيين وقيم توافق كِتاب الله، فبدأت بالتدهور وانحرفت عن مسارها الحقيقي التي ضحى الثوار مِنَ أجلها وظلت طريقها وأصبحت اليمن تحت الوصايات الأمريكية، والاملاءات الخارجية.
هُنا لابُد من ثورة أُخرى لتُعيد الأمور إلى مجراها، فعِندها أنطلق الشباب في “ثورة الحادي عشر من فبراير” للتأكيد على عزم الشباب، والتعبير عن رؤيتهم، وتطلعاتهم وقوتهم في تغيّر الواقع الأليم؛
لكن ومع الأسف الشديد تمّ استغلال هذه الثورة من قبل بعض الأحزاب القذرة وعلى رأسهم “حزب الأوساخ” لمصالحهم الشخصية وتسلقوا على أكتاف الشباب لتصبح ثورة أحزاب وأطماع ولم تُحقق أي نجاح ولم تُلبي أحتياجات وتطلعات الشعب، وكما لم تستطع التخلص من الوصاية الخارجية التي سيطرت على اليمن بعد الثورة الأولى أو بالأصح عملت هذه الأحزاب مع أجندة خارجية لتوسيع الوصايات الخارجية المُمثلة بـ( أمريكا_إسرائيل_آل_سعُود) ،
ومن هذا المنطلق الذي يفرضهُ الواجب الديني والوطني جاءت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر لتُعيد مجد الثورات السابقة، وتصحح وتقضي على الأخطاء الكبيرة في سابق الثورات والتي أثرت في مخيلة وتطلعات أبناء الشعب اليمني.. حيثُ ثارت على النظام السابق نظام “عفاش وأتباعة المُتسلطين” الذين قضوا على البلاد، وحطموا أحلام وآمال أبنائها العُظماء.
لم تأتي ثورتنا من العدم ولكنها جاءت من رحم المُعاناة التي عبرت عنها المسيرة القرآنية حيثُ تُعتبر سفينة نجاة الأمة العربية والإسلامية عامة وللشعب اليمني خاصة،
وجاء على رأس قيادة الثورة والمسيرة علم من أعلام الهُدى وهو السيد القائد والعلم المجاهد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي “حفظه الله”.. ظهر لنا، وأعاد عزتنا، وزاد من إرتباطنا بِكتاب الله وآل بيت رسوله الأطهار؛ حرك الأمة للدفاع عن مُقدساتها، ولتوجيهنا وإرشادنا للاستقلال والتحرر من الوصايات الأجنبية إذ كانت اليمن أنذاك لا تستطيع أن تتخذ قرارًا واحدًا إلَّا بعد الرجوع إلى السفير الأمريكي الذي كان يُعتبر المُوجه أو القائد الأول للعملاء والخونة الفارين إلى أحضان “الصهيوأمريكي”.
هُناك كانت ثورتنا، وهُنا جاءت مسيرتنا لنصرة المُستضعفين من أبناء شعبنا المظلوم، ولتُعيد سيادة وحرية واستقلال هذا الشعب والأحقية في اتخاذ القرارات والحرية في التعبير، فتحالفت علينا جميع الدول بقيادة “أمريكا وإسرائيل” فأعلنوها حربًا عشوائيةً مقصودة، فقتلوا النساء والأطفال والرجال ودمروا البنية التحتية ومازالوا يحاصروننا جوًا وبرًا وبحرًا؛
ولكن لم يزيدنا ذلك إلَّا صمودًا وثبات، وعزةً وقوة، وها نَحنَ إنتقلنا بِفضل الله من الدفاع إلى الهجوم وهزمنا أكبر ترسانة عسكرية بجهود رجال الرجال في ميادين الشرف الذين يُسطرون أروع الملاحم البطولية، وبذلك تحطمت أحلامهم وخابت آمالهم في أحتلال هذا البلد واستعباد أبنائه، وجرت سنة الله في الاستبدال.
وما نراه اليوم من تقاعس في هذه الأمة وتطبيع مع أعدائها ليس إلَّا نتيجة إنحراف عن كتاب الله وعدم التولي لآل بيت رسوله الأطهار، فقد رأينا وسمعنا جميعًا ما أعلنتهُ دويلة مشيخيات الإمارات العميلة، ودولة البحرين في إعلان التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني الغاصب بينما كانوا مطبعين خلف الستار ولكن لما يدم ذلك وقد ظهر العار،
ومن هُنا نوجه وندعو الأمة العربية والإسلامية للتطبيع الحقيقي مع دولة فلسطين العربية وهي القضية الأولوية والأبدية، وبالتولي الصادق لأعلام الهُدى من آل بيت رسول الله فهم تحصين هذه الأمة من الوقوع في مُستنقع العمالة والإرتزاق، فلا يُمكن أن تجمع بين ولائك لرسول الله وولائك لأعدائه.
وأخيرًا نؤكد حفاظنا على قيم ومبادئ ثورتنا المجيدة ولن نسمح لأي مندس أن يحرف أو يعبث بسيادة هذا الوطن وحريتهُ واستقلاله،
ونؤكد وقوفنا خلف قائد الثورة، وأستمراريتنا في الصمود والمواجهة ضد العدوان حتى يتحقق النصر العظيم والفتح المُبين،
ونسأل من الله سبحانهُ وتعالى الرحمة والخلود للشُهداء، والشفاء العاجل للجرحى،
والحرية والفكاك للأسرى.