عاشوراء ثورة ضد الجائرين

ريهام البهشلي

تمر علينا محطات تاريخية عظيمة ومتنوعة ، تحمل في طياتها العديد من الدروس والعبر التي يستلهم منها الفرد بل الأمة ويستفيد منها في حاضرها ، بربطها بالواقع الذي يعيشه الإنسان في اي حقبة كانت ، فالمهم هو ذاك الأثر الذي غُرس والقيم التي سُردت للأجيال ، جيل بعد جيل وتكون منطلق جوهري للإنسان في ان يربط حاضرهُ بماضيه ويستنتج الفارق ويتأمل الأحداث بكل نواحيها المهمة.

عاشوراء هي إحدى أعظم المحطات السنوية التي تمر علينا ، فهي ليست محطة عادية ، بل ولا تشبهها أي محطة من التأريخ ، فهي تُعد فاجعة ونكبة ومجزرة مآساوية ، سُفكت فيها أطهر الدماء ، لطمس دين اللّٰه ورسالة محمد صلوات اللّٰه عليه وعلى آله الاطهار ، وفي نفس الوقت رسم الأمام الحسين ومن معه ملحمة تأريخية واسطورية ، بأعظم المواقف البطولية ، والشجاعة والأستبسال الذي لا نظير له ، سطرها كل من كان مع الإمام الحسين من أهله وذويه واصحابه ، وكذلك النساء الذي كان لهن الدور البارز والشجاع في مواجهة الطاغية وجهاً لوجه.

لقد خرج الإمام الحسين ثائراً رافضاً ولاية الطاغية يزيد ، لا يمهمه سوى إصلاح امة جده ، برز الأمام الحسين للطواغيت المنافقين من بني امية ، رغم التخاذل وقلة المناصرين ، ألا أنه قدم وضرب أروع ملحمة رغم غزارة الدماء التي سالت في تلك الحادثة والفاجعة المروعة (الطف) ، فلم يكن الموت عائقاً امام اي احد من اصحاب واهل الحسين ، فقد ناصروا الحسين وقاتلوا معه رغم الجراح ، والشهداء والسبايا ، فكان ذلك موقف رسمه الحسين للتأريخ وللأمم المتوالية ، اصبحت تلك الدماء والتضحيات والمواقف خالدة إلى يومنا هذا ، وهكذا علمنا الحسين ومن معه في حادثة الطف معنى الثورة التي يجب أن تُقام لكل طاغي ، باغي ، يتحكم في رقاب المسلمين ويدغل دين اللّٰه ويضل الأمم ، فرغم أن الحسين استشهد ومن معه إلا انه انتصر ، وفاز ، بكل عزة وإباء وشموخ ، وكانت تلك الحادثة وليدة لعصر جديد ، وانتكاسات الأعداء والطواغيت ، وقيام ثورات من بعد الحسين ضد بني امية حتى طاحت وجاء يوم زوالها.

#ذكرى_استشهاد_الإمام_الحسين
#اتحاد_كاتبات_اليمن

مقالات ذات صلة