الظلم بالكلام

من المحاضرة الرمضانية السادسة عشر للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله ” المنشور الثالث والاخير ”

اعداد / زيد احمد الغرسي

☆ من اكثر انواع الظلم انتشارا هو الظلم في الكلام ..
البعض قد يتورع لا يقتل او يسجن ولا يعتدي على احد وقد يتورع عن الظلم في المال
لكن الكلام يراه سهل بالرغم من التحذير الالهي بقوله تعالى ” ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ”
بل الكثير يتجراء ولذلك ورد الوعيد الالهي في القران
كما قال تعالى ” يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم ”
” يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ” ” والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا ”

☆ الظلم في الكلام يشمل اشياء كثيرة منها :-

1- السخرية .
ان تسخر من شخص او قوم او قبيلة وهذا يفكك المجتمع .
– الاستهزاء وتبادل الكلمات المسيئة يزرع بين الناس العداوة والبغضاء والكراهية والمطلوب كما يريد الله ان يكون المجتمع متاخيا ومتحابا ومتعاونا على البر والتقوى ويقوم بالمسئوليات العامة كالجهاد والامر بالمعروف والنهيي عن المنكر ودفع الظلم
– الواجب ان يكون السائد بين الناس هو الاحترام المتبادل لان السخرية هي عكس الاحترام ولها نتائج مثل الاستفزاز ..
– لا يجوز الاحتقار ابدا ؛ الاحتقار يوجه للظالمين والمجرمين والطغاة

٢- اللمز
وهو الطعن بالكلام والتجريح بالكلام .اما ان تهتك عرضه او تجريح فيه هذا محرم ..

٣- التنابز بالالقاب .
اطلاق الالقاب التي تنتقص منه وهذا لا يجوز ومن لم يتب منها فيعتبر عند الله من الظالمين ..
– اذا وصل الكلام اليه لا بد ان تسترضيه وتعتذر منه وتنصفه والا بقي الذنب عليك .
واذا لم يكن قد وصل الكلام اليه فتب الى الله واستغفر الله لك وله ..

٤- سوء الظن .
– يحذر الله من سوء الظن
ونحن مامورون باجتنابه
– سوء الظن من اسوء الاشياء
يفكك العلاقات ؛ ويهدم كل مبنى الاخوة ؛ وينشر العقد والبغضاء والكراهية حتى في الاعمال المهمة كالجهاد واعمال الخير واعمال البر والتقوى ..
– هو في نفس الوقت ينتج عنه ظلم بداء من تصور ثم تبني ذلك الى معاملة ثم تضيف الى ذلك مواقف معينة ويترتيب عليه تاثير سئ
– سوء الظن من اخطر الاشياء في العمل في سبيل الله

٥- ولا تجسسوا .
التجسس مدعاة للظلم وتفكيك للمجتمع

٦- ولا يغتب بعضكم بعضا .
– عندما تنتشر الغيبة وتختفي حرمة الانسان بين المجتمع ويغتابه ويسئ اليه هذه من المحرمات وقدم لها المثل في القران ” ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم ”

٧- البهتان .
عندما تنسب اليه وهو برئ منه خصوصا مع انتشار الشائعات في المقايل والتجمعات وفي مواقع التواصل الاجتماعي وبمجرد تنتشر الشائعة ينشروه قبل التبين والتثبت ويتكلم ويسئ اليه
– ينبغي علينا التثبت ؛ يجب التبين حتى لو كانت شكوى او كلام مؤلم …

فتبينوا
” يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ”
” يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ”
– التبين هو الذي ينبغي يكون السائدلكن التسرع عادة سيئة جدًّا لدى الناس، بمجرد أن يسمعوا شائعة يتفاعلون معها؛ ثم هذا يقول، وهذا يكتب، وهذا يتحدث، وهذا ينشر الكلام في المجالس، وهذا في الشارع، وهذا عند من يلقاه، وهذا في مواقع التواصل الاجتماعي، ويحمِّل الناس أنفسهم وزراً وظلماً وجرماً وإثماً بغير لازم، هكذا بكل استهتار وتهاون.
وهذا خطير يضر بالانسان ومشاعره ويحبط اعماله …
– الانسان الذي اعتاد الطعن في اعراض الناس ونشر الشائعات هي قضية خطيرة عليه
والاستهتار يفسد عليه نفسه ويبطل اعماله الصالحة ويحمله الاوزار ويجعله شريكا في تفكيك المجتمع
– المطلوب الكلمة الطيبة
يقول الله ” وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا ”
لان الشيطان يستفيد منها
ولذلك يجب التواصي بالحق والتواصل والتناصح …
#نهاية المحاضرة السادسة عشر .
#زيد_الغرسي

مقالات ذات صلة