بيان مؤتمر علماء اليمن بعنوان: (رفض صفقة ترامب وحرمة التطبيع مع العدو الصهيوني

الحمد لله القائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ * والقائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.

وصلاة الله وسلامه على إمام الرحمة وقائد الخير ومفتاح البركة سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي الله عن أصحابه الأخيار من المهاجرين والأنصار..
وبعد
فنظرا لما يجري على الساحة الإقليمية والدولية من أحداث أليمة ومستجدات خطيرة وتآمر عالمي لتصفية القضية الفلسطينية من خلال الإعلان عن ما يسمى بصفقة ترامب التآمرية والمواقف المتواطئة المخزية من قبل بعض الأنظمة العربية والدول الخليجية على وجه الخصوص وإزاء استمرار العدوان الظالم والحصار الآثم على الشعب اليمني من قبل تحالف الشر السعودي – الإماراتي تحت قيادة وإدارة الحلف الأمريكي الصهيوني.

وعملاً بما أوجب الله على العلماء من البيان تجاه أحداث كهذه في قوله تعالى ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾ .
وخوفا من الوقوع تحت طائلة وعيد الله المتمثل في قوله تعالى﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ ولما يجب أن يكون عليه العالم الرباني تحقيقا لقول الله تعالى ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾.

بناءً على كل ذلك اجتمع علماء اليمن في مؤتمرهم المنعقد بعنوان: (رفض صفقة ترامب وحرمة التطبيع مع العدو الصهيوني) بمشاركة كوكبة من علماء دولٍ عربيةٍ لتدارس الأحداث والمستجدات والوقوف أمام التحديات والمؤامرات الخطيرة التي تتعرض لها الأمة الإسلامية وخرجوا بالبيان الآتي:-

أولًا: يدعو علماء اليمن الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها الرؤساء والحكام إلى الرجوع إلى الله وتحكيم شرعه والوقوف عند حدوده والعمل بهدي رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإلى جمع الكلمة ووحدة الصف وترك الخلافات البينية والصراعات المناطقية والمذهبية والعمل بما أوجب الله وترك المحرمات والابتعاد عما يسخط الله سبحانه وتعالى.
ثانيًا: يدعو علماء اليمن علماء الأمة الإسلامية جماعات وأفرادا إلى القيام بواجبهم في هذه الظروف الحالكةِ السوادِ

للقيام بدورهم وواجبهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدع بكلمة الحق , والتوضيح والبيان والتوعية لأبناء هذه الأمة وتحذيرها من المخاطر المحدقة بها والعمل على إحباط كل المكائد والدسائس والمؤامرات والتصدي لها وإذكاء روح الجهاد والمقاومة للاستكبار العالمي وانتهاج السبل الكفيلة لذلك ومنها تفعيل المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والدول المتآمرة على الإسلام والمسلمين
.
ثالثًا: يدين علماء اليمن ما يسمى بصفقة ترامب التآمرية التي يراد منها تصفية القضية الفلسطينية وبيعها في سوق النخاسة ويرفضونها رفضا قاطعا جملة وتفصيلا ويدعون الدول العربية والإسلامية كافة حكوماتٍ وشعوبًا إلى ردها ورفضها والوقوف حائلا دون تمريرها ويؤكدون على حرمة التعاطي معها أو القبول بها أو الترويج لها من أي كان. ويثمنون مواقف الدول الإسلامية الحرة التي رفضت صفقة ترامب ووقفت ولا زالت مع مظلومية الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وقدمت له الدعم السخي والصريح وفي مقدمتها الجمهورية الإسلامية في إيران.

رابعًا: يؤكد علماء اليمن على وجوب نصرة الشعب الفلسطيني وسائر المستضعفين من المسلمين ودعم حركات المقاومة والجهاد للاحتلال الصهيوني بالمال والرجال والسلاح حتى تحرير فلسطين وإخراج وطرد اليهود الغاصبين وتطهير القدس والأرض المباركة من رجسهم وفسادهم وإرهابهم. مع الاستعانة بالله وضرورة توحد حركات وفصائل المقاومة وتوحيد الجهود وتوجيه العداء وسلاح الأمة صوب العدو المشترك الصهيوني الأمريكي.

خامسًا: يدين علماء اليمن خطوات التطبيع مع الصهاينة التي قامت بها بعض الأنظمة العربية ومنها ما قام به رئيس هرم السلطة في السودان عبدالفتاح البرهان من فتح للأجواء السودانية أمام الطائرات الصهيونية والتقائه بالمجرم نتنياهو ومنها ما أقدم عليه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من تحريف لمعانيه باللغة العبرية خدمةً للصهيونية، ومنها ما قام به ما يسمى بأمين عام رابطة العالم الإسلامي ومن معه من علماء السوء من ترحم على أرواح اليهود والصلاة عند نصب الهولوكست المزعومة ويؤكدون أن السلم إنما يكون مع دولة غير معتدية ولا غاصبة في حدود ما أقره الشارع الحكيم في قوله تعالى ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.

سادسًا: يدعو علماء اليمن إلى المطالبة بحجر سلمان وابنه ومحمد بن زايد ومن على شاكلتهم من التصرف في أموال الأمة التي جعلها الله لها قياما لثبوت سفههم وتسخيرها لمصلحة اليهود والنصارى والترف والملاهي عملا بقوله تعالى ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾.

سابعًا: يدين علماء اليمن التدخل الأمريكي السافر في شؤون المنطقة واعتداءاته المتكررة بحق أبناء الأمة والتي كان آخرها اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس ورفاقهما ويؤكدون أن وجود أمريكا في المنطقة مرفوض إذ هي رأس الكفر ومنبع الشر ومصدر الأزمات والمشاكل والحروب , ويدعون أبناء الأمة للتعاون والوقوف صفاً واحداً لإخراج الأمريكيين وكل المستعمرين من المنطقة.

ثامنًا: يبارك علماء اليمن الانتصارات العظيمة والكبيرة التي تحققت بفضل الله وعونه ونصره على أيدي الجيش واللجان الشعبية والأجهزة الأمنية و يحمدون الله تعالى على ما مَنَّ به مؤخراً من نصر في عمليتي (البنيان المرصوص العسكرية) (فأحبط أعمالهم) الأمنية ويحيون رجال الجيش واللجان الشعبية والأمن والقبائل الأبية ويؤكدون دعوتهم للشعب اليمني لرفد الجبهات بالمال والرجال وتعزيز عوامل الصمود والثبات.

تاسعًا: يشيد علماء اليمن بالقرارات الحكيمة في محاربة الفساد بكل أشكاله ويعدون ذلك خطوة في الطريق الصحيح لمحاربة الفساد وقيام الدولة العادلة ويدعون الدولة لمواكبة وتعزيز الانتصارات في المجال العسكري والأمني ببذل المزيد من الجهود لتحقيق الانتصار الحاسم على الفساد والتصحيح المالي والإداري وتغليب مصلحة الوطن على المحاصصة والولاءات واختيار الكفاءات ورفع المظالم وخدمة الشعب و الاهتمام بالزراعة والصناعة حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي.
عاشرًا: يدعو علماء اليمن إلى الحفاظ على الهوية الإيمانية وتعزيزها وبذل الجهود في ترسيخها عن طريق الإرشاد والتوعية ومواصلة بناء الكوادر العلمية والاهتمام بالهجر والمدارس والأربطة وحلقات العلم الشريف.

حادي عشر: يشيد علماء اليمن بالجهود المبذولة من قبل الدولة والخيرين من أبناء البلد في إصلاح ذات البين ومعالجة قضايا الثأر وتعزيز اللحمة الداخلية ويدعون إلى الاستمرار و بذل المزيد من الجهود في رأب الصدع وإصلاح ذات البين. كما يدعون من زلت بهم القدم وغرر بهم للالتحاق بصف العدوان أن يعودوا إلى رشدهم وأن يحكموا كتاب ربهم وأن يعملوا

عقولهم بأنه لا خير لهم في البقاء مع العدوان، فالخير كل الخير لهم في الدنيا والآخرة هو الرجوع إلى إخوانهم في الوطن والدفاع عن عزة وكرامة الشعب اليمني وطرد الغزاة والمحتلين.كما يشيدون بالتحرك البطولي الجاد من قبل أبناء الشعب بالمهرة لرفض تواجد الاحتلال السعودي ودعوة سائر المحافظات اليمنية للاحتذاء بهم والعمل الموحد على طرد المحتل.
وفي الختام نسأل الله أن يجمع كلمة الأمة ويوحد صفها وأن يعز الإسلام وأهله ويذل الكفر وأهله وأن يخزي الظالمين وأن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى ويفرج عن الأسرى وأن يختم للجميع بالإيمان والعفو والمغفرة والرضوان وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد.

صادر عن مؤتمر علماء اليمن
بتاريخ 26 جمادى الآخرة 1441هــ الموافق 20/2/2020م

مقالات ذات صلة