أمُ الـشـ‍هـيـد رايـة الِـفـداء على جـبـلِ الـصـبر

كتبت ? سـارة الـهـلانـي

من ذا البشري الذي يحمل في أعماق قلبه مشاعر حُبٍ ومودةً أكبر مما تحمله الأُم لفلذاتِها (أبنائِها )!!!
الذين يتشاطرون معها سعادتها وراحتها بل أنها تُفني كل حقٍ وراحةٍ لها في سبيل أن ترى لمعة الفرحة في أعين ذُريتها وترتاح بصلاح حالهم.
الأم التي حملت طفلها تسعة أشهر كُرهاً ووضعته كُرهاً ومع ذاك التعب المُنهِك لقواها والمُضني لحياتها وهي تُنجِب وتُربي وتُضحي تبقى هي الأحب لصغارِها حتى وإن كبِروا ، الأحن على أبنائها وإن عصوا ، الأرغب في سعادة ذريتها وإن راحتها سلبوا ؛ والأُم اليمنية المُجاهدة، وعلى صراط التجارة الرابحة وفي خضم معركة النفس الطويل سبيل الشهادة في سبيل نُصرة دين الله والمستضعفين ، مُنحِت بفضلِ الله فُرصة التزود من رِحاب الشُهداء والظفر بقدوةٍ اقتدت بأمُها الزهراء ومدرستُها زينب الكبرى ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ﴾ ، اختلجت مشاعري انبهاراً من عظيم صُنع بصيرة القرآن، وافتخاراً بنعمة الجهاد ومعيّة الجبّار.
هي واحدة من مؤمنات اليمن أمهات الشهداء رايات الفداء ورائدات الولاء ، أم الشهيد علي أحمدالكبسي التي رأيت ورأى الجمعُ الحاضر ثبات بطلةِ كربلاء اليمن ووعي زينبية الإيمان والولاء.

في اليوم الثالث لاستشهاد قُرة عينيها وقسيم رُوحها وبينما هي ثابتة على القول الجهادي الذي ربت به حُسينها ، مُرتله آيات الحمد والثناء لله ، راجية للرحمن قُبول قُربانِها ، مُضمدة بالتسبيح والصلوات وجع غياب شهيدها ؛ جاءت إمرأة تكُن فتنةً وغباء قالت لأم الشهيد البطل علي الكبسي : عاده صغير ماعليه سُخى وليش سمحتي له يذذذذهب.

وكانت أم الشهيد أسبق الحاضرين بالوفاء لطُهر دم الشهيد وردت لها بقوة إيمانية وسكينة إلهية قائلة : الصغير صغير العقل والوعي أما ابني رجّال من رجال الله وبأسه على أعداء الله شديد.

ابني الشهيد هو فتى لله ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾
ابني الشهيد هو حفيد داحر باب خيبر من قال عنه رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم وهو بعمر السابع عشر :(برز الإسلام كُلهُ على الشركِ كُلهُ) وهو مُجاهداً لله ومع رسوله وهو في الربيع السابع عشر من عُمره.
ابني الشهيد استقى زاد التُقى من نهج العترة الذين تأهلوا بإيمانهم وثقافتهم لاستحقاق بيعة المُسلمين للطاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الطُغاة في عُمر الثامن عشر من أعمارهم
.
إبني الشهيد هو الأكبر في وطني سهِر الليالي كأب قلقٍ أرق على رعيته وبذل النفيس لنا كراع للكبير والصغير لسلامتنا واستقرار حياتنا.

نعم ابنُها وأسدِها الثائر بلغ الكِبر وعياً وإحساناً وتقوى وهي بلغت الإيمان صبراً وثباتاً وهُدى…..

أردت أن أوتيكِ حقكِ من الإجلال والمحبة والوصف الأحق به أنتِ وإبنك إلا أنه ويشهدالله أُقدم شديد اعتذاري لخيانة الكلمات لمشاعري التي تنحني حباً واعتزازاً وحياءً من الله ومنكم ياأوليائه ؛ ولو اكتفي بماكتبت لينتهل غيري من معين وعيكم وثقافتكم القرآنية .

﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ* جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْـمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ* سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾
صدق الله العظيم.

#اتحاد_كاتبات_اليمن.

مقالات ذات صلة