موقف محزن لوالدة شهداء قُص بلسان والدتهم

بقلم /بشائر المطري

ذات يوم كنت عند أسرة شهيد أقوم بواجب العزاء عندها أوردني إتصال من أخي يطلب مني أن أعود إلى البيت سريعاً!
عندها أجبت حسناً وأحسست بالقلق على أولادي كان لدي ابن أسير وآخر مجاهد وثالثهم جريح.

قلت في نفسي هل حصل أمر ما لاسمح الله لابني الجريح عندها كان جميع أسرتي يتصلون بي فأنا حينها قلقت كثيرا، فعندها استأذنت من أسرة الشهيد للمغادرة وانطلقت على عجل إلى المنزل وكنت أدعوا الله أن لايمس أحدهم ضررا فقد كانوا فلذة كبدي ونورا أضافه الله على حياتي

في طريقي بجانب روضة الشهداء قابلت أخي كان آت من بعيد فشككت بالأمر لأنه لم يكن في تلك المنطقه بل كان في منطقه أخرى!! أخبرته أين أنت ذاهب فأجابني أنه أتى زيارة فاستغربت من الأمر فقلت أنه ليس من عادته أن يأتي الآن فأجاب أنه قد أتى

عندها سألته وقد كنت متوترة جدا سألتك بربك هل هناك شي مالذي تخفونه عني؟! فأجابني انه ليس هنالك شي ولكني عدت حلفته بالله فقال لي لقد وجدوا ولدك الأسير عندها أجبته مندهشة
حقاً أين هو الآن؟!! فأجابني والحزن واضح عليه هو الآن في المستشفى وحالته حرجه جدا فأجبته قائله : أن المجاهدون لايتكلمون بالجرحى إلا حينما تتحسن صحتهم أو إذا كانوا شهداء عندها وصلنا إلى البيت فوجئت بالجميع هناك، عندها أخبرتهم ماذا هناك؟
ما حا بولدي الأسير ؟
هل حصل معه شيء ؟!
عندها كنت أرى ابني الجريح يبكي بحرقة
اخبروني أن أحمدي الله واشكريه فولدك المجاهد استشهد وليس الأسير عندها
صحت قائلة : يا الله ابني يارب صبرني يا الله ولدي لم أكن متوقعة أن ولدي المجاهد سيستشهد قبل أخوه الأسير!!

كنا نخاف على الأسير كثيراً
فأتى خبر المجاهد!!
أغمي عليا من قوة الصدمة لا أخفي عليكم أنها كانت صفعة لي، كان يبحث كيف يخرج أخوه الأسير ومن معه من الأسرى ولكن كان المكان محاصر من قبل الدواعش !!

قبل أيام قليله كان يخبرني ابني الشهيد : يا أمي إذا أراد الله وأخرجناهم فقد كتبت له الحياة، أما إذا لم نستطع فهنيئاً له إذا كان شهيداً ،
كنت أشعر بالأمان لمجرد أن يكلمني ولدي الشهيد ، عندها كنت أقول ولدي استشهد لا أحد سيخرج من الأسر ولدي الثاني وكنت أبكي كثيراً

كان الجميع حولي ويقولون لي أحمدي الله واشكريه وكنت أخبر من كان حاضراً أن من بعد شهادة ولدي، لن أعرف خبرا عن أخيه الأسير فأجابت والدتي أحمدي الله واشكريه انتي مؤمنة مجاهدة عندها قلت الحمد لله والشكر لله ولكن ولدي الأسير سيضل غصة في قلبي لأنه أسير والدواعش لايرحمون لأنهم قد تجردوا وماتت قلوبهم،
فردت علي والدتي وأختي أحمدي الله واشكريه وولدك الأسير شهيد ،
حينها صحت قائلة : ياااارب
فأين هو وأين جثته؟
فردت علي حينها امراءة كانت تقيم واجب العزاء ،
لقد دفنوا أبنيكي في قبر واحد
عندها صدمت جداً
فقلت في نفسي: هل لم يعد منهم شي ما الذي حصل معهم !!
وبالرغم من أن أبنائي كانوا بعيدين كل البعد عن بعضهم وقت استشهادهم فواحد منهم قد أسر واستشهد في عدن وهو أسير أما الآخر فقد كان شهيداً بقصف جوي بالطيران إلا أن إرادة الله أن يكونوا شهداء في نفس اليوم غلبت على كل شي
ولكن اتضح لي كل شيء بعد أن هدأت أن ولدي الأسير لم يسلموا جثته أبداً وأنهم دفنوا أخوه الشهيد فقط
حينها عاهدت نفسي أن أكمل دربهم وأن أفخر بهم وأدفع بمن تبقى لي من أسرتي إلى جبهات الجهاد المقدس
وأن أكون نعم المرأة اليمنية المجاهدة الصابرة #اتحاد_كاتبات_اليمن

مقالات ذات صلة