*نأكل مما نزرع*

✍#ابراهيم_تويمه

مقالات/ 22/ديسمبر /تهامة نيوز : هي تهامة الخير والعطاء تهامة كنز اليمن الزراعي و واجهتها البحرية.
كم انتِ عظيمة يا تهامة الخير والعطاء يا جوهرة اليمن وكنزها، أرضك أرض خير و بركة فاليمني منذ القدم يأكل مما يزرع وأرضه تجود بالخـيرات، وقد سميت بلادنا باليمن السعيد لما اتسمت به أراضيه من الخضرة و خصوبة تربتها التي تجود بمحاصيل متنوعة من المنتوجات الزراعية خلال كل فصول السنة و على مر العصور و الدهور، فاليمن يتميز بالمناخات المتعددة والأراضي المتنوعة الخصبة من سهوله ووديانه وقيعانه ومياهه الجوفية الطالعة من الينابيع و الآبار لتساهم في تعزيز التنوع المناخي الناتــج عن تفاوت معدلات الأمطار ودرجات الحرارة والرطوبة
كل ذلك ساعد في تنويع الإنتاج الزراعي و مواسم حصاده على مدار السنة.
في تهامة أرض غنية بإمكانيات زراعة كل انواع الحبوب التي تتيح للإنسان التهامي واليمني تحقيق اكتفاء ذاتي مما يزرعه ويحصده، و لهذا السبب سميت تهامة “سلة اليمن الغذائية”.

وفي تهامة تعد الزراعة من أهم الأنشطة الرئيسي للسكان بمحافظة الحديدة حيث تحتل المركز الأول بين محافظات الجمهورية في إنتاج بعض المحاصيل الزراعية ومن أهم المحاصيل الزراعية محاصيل الحبوب والخضروات والفواكه والأعلاف.
جغرافية سهل تهامة المنبسط قليل الانحدار نحو البحر وسطحه المتماوج تماوجاً بسيطاً في شكل موجات عرضية متتابعة يشغل مقعراتها مجاري روافد الوديان التي تصب في السهل التهامي، و فيه العديد من الأودية التي تعتبر مصبات لمياه السيول والأمطار التي تأتي من المرتفعات الداخلية إلى تهامة من هضاب وجبال محافظات إب وذمار وصنعاء و المحويت وحجة حتى تستقر في البحر الأحمر، أهم الوديان في سهل تهامة بمحافظة الحديدة هو وادي مور أكبر وديان تهامة ، ويليه وديان أخرى مثل:
وادي سردُد
وادي سهام
وادي رماع
وادي نخلة
وادي زبيد وفروعه
وادي تباب
وادي علوجة

وهناك أيضا العديد من الأودية الصغيرة الأخرى التي تنتشر في سهل تهامة.

حاليا تظهر بوضوح أهمية تهامة في صمود اليمن أرضا و إنسانا على مدار خمسة اعوام من حصار قوى العدوان الخانق على الشعب ًاليمني بهدف إركاعه وإخضاعه بعدما فرضت عليه حصارا مطبقا بهدف أن تجعله يلجأ إليها ويستسلم لها ولما ترمي به من الفتــات و التصدق عليه محاولة بذلك استعباده واحتلال أرضه وسلب ثرواته وخيراته، لكن اليمني أظهر قوته وشجاعته وعزيمته في التصدي لفلول الأعــداء وسارت قوافــل من الرجال المجاهدين تذود عن حياض الوطن وتردع المتطاولين عليه، فالشعب اليمني يقف واثقا معتمدا على الله وعلى نفسه وهو يعلم أن لا حصار يمكن أن يضعفه أو يهزمه وبحوزته ذلك الكنز الكبير والعظيم المتمثل في أرضه الخصبة والتي سيعيد الخضرة فيها و إليها فيأكل ممما يزرع بيده.
يدرك الشعب اليمني أن قوته تكمن في امتلاكه خيراتها ويحقق الاكتفاء الذاتي في إنتاج قوته الضروري فلا خير في أمة تستجدي الصدقات من الغير و ترضى أن تكون أمة مسلوبة الإرادة ضعيفة هزيلة لا تقوى حتى على الدفاع عن نفسها. و لإن كرامة اليمني لا تقبل بذلك فقد تضافرت الجهود الرسمية والشعبية من أجل العمل و الانتاج وتوجه اليمني حاملاً فأسه ومحراثه لاستصلاح أرضه معتمدا على الله وعلى نفسه ولن يدخر أي جهد في إعادة الاخـضرار لوطنه مستثمرا ارضها و حاصدا لخيراتها حتى يكسر الحصار الخانق بزرع ارضه وحصادها ليأكل مما يزرع و يتغلب على الأوضاع المعيشية و الاقتصادية الصعبة من فقر وجوع، و هذا الذي سيقهر وقهر ويهزم وهزم دول العدوان التي تكالبت عليه لكي يموت جوعاً، و هذا من أوجه الصمود اليماني والهوية اليمانية الأصيلة فالجانـب الزراعي يعتبر من الأوجه التي لا تقل أهمية عن باقي ميادين القتال لمواجهة العدوان بشتى الوسائل المتاحة، ويعتبر الاهتمام بالزراعة من الضروريات الملحــة كما أنه واجب ديني و مسؤولية مجتمعية يجب على الجميع تحملها النهوض بها.
إذا حمل الانسان اليمني الفــأس والمحراث وتوجهه الى ارضه لزراعتها لايقل عن الذي حمل البندقية وتوجه الى ميادين القتال لمواجهة أعــداء الله وأعداء الوطن من الغزاة والمحتلين
فالمزارع اليمني عندما يحمل الفأس والمحراث ويتوجه الى أرضه ويزرعها فهو يكسر به الحصار ويخيب آمال العدوان اقتصاديا وسيقهر العدوان ليهزمه شر هزيمة.
و ستكون الزراعة وحصادها عونا ووفاء لتضحيــات الشهداء وعونا ً للمجاهدين في الميادين الذين يذودون عن هذا الوطن الغالي بأنفسهم وارواحهم.
وسيحقق ايضآ المزارع اليمني بهذا الجهد الاكتفاء الذاتي وسيأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع وسيحقق المستحيل لأن اليمني منذ القدم هو دائمآ صانع المستحيل و المعجزات وسيكون الله في عونه ومباركا لما يحصده من خيرات ارضه وبالله التوفيق والسداد.

مقالات ذات صلة