رسالة إلى روح الشهيد ..
كتبتها عن زوجة الشهيد / عفاف محمد
من بعد السلام ..اهدي إلى روحك الوئام ..
وددت في ذكرى الشهيد ان ابث لك يا زوجي وأبو أبني بعض الحديث ،
وأنا على يقين بأنك معنا في كل خطوة نخطوها ،
فعينك حارسة على إبنك أحمد ترعاه وتراقب كيف يستقام عوده وهو إبن الربيع الرابع ،
هو مثلي يحس بوجودك ويكثر من التحدث عنك ومما ازفه إليك هو أنه لم يحس يوماً بأنه يتيم أوفقيد الأب لأن أبي اطال الله في عمره قد وضعه في مهجة قلبه وفي بؤبؤ عينه فلا يترك نفسه تزل على أمر إلا ولباه في لمح البصر ،
هنيئنا لنا يا زوجي الغالي هذه الثمرة الغضة التي هي سلوتي في الدنيا من بعد أن فارقتني،
وأطمئن الى أني اربيه كما رغبت أنت ليعدو بعدك على نفس خطاك ليشب أسد جسوراً يسكنه الإيمان ويتسلح بالثقافة القرآنية التي ابصرنا النور بها سوية ،
كم يدخل لقلبي السرور وهو يتلقن ويستوعب مفاهيم كانت قد غابت عنا في طفولتنا وكم يجلو همي وأنا أراه على غير عادات بعض الأطفال يستوعب ما لا يستوعبوه ويستفسر عما هو يكبر سنه ،
لست احرمه براءة طفولته فهو يعيشها بأسلوب خاص وبشكل يعود عليه بالنفع وكم تزهر آمالي وانا اتطلع إليه وهو ينشد تلك الزوامل الحماسية والتي كثيراً مايسألني عن معناها وقدر إستيعابه فهم مفاهيم جهادية سيشب عوده عليها ،
فلتقر عينك يا فارس إبنك سينشأ نشأة صالحة وهو لزيم أبي واخوتي وتحتويه بيئة مشبعة بالثقافة القرآنية التي ستنبته نبات حسن ،
أتدري يافارس اليوم أيقنت أن دمك الطاهر أثمر بركة انت واقرانك من الأبرار الأطهار الشهداء ها نحن يافارس على مشارف النصر ،
اتذكر يافارس عندما كنت شاب تصرخ فحاربك الكثير وقيل عنك مجوسي،
اتذكر يافارس عندما كنتم ثلة من المجاهدين وانتم فئة قليلة اليوم يافارس السواد الأعظم التحق بالمسيرة وعم الوعي وأصبح الشعار في كل مكان بل وترسخ في كثير من العقول والقلوب ،
تضحياتكم يافارس لم تذهب هباء اعطيتم انفسكم بسخاء لنعيش نحن وليعلو الحق وينتصر ،
هي بركتكم من بعد الله أنتم الشهداء من تضيء لنا الدرب وتشعل شموع النصر وترفع ريات الحق ،
اليوم يافارس أضحى العالم يتعجب من تصنيع السلاح الذي ضج به الطغاة والمتجبرين وصعقوا كيف أن أسود الله اتقنوا صناعته وكيف أنهم يسقطون الطائرات ويدكون المجنزرات ويسقطون الألويات وكيف ان صواريخنا تصل لأبعد المدى ،
أتذكر كم حاربونا وكم اقلقوا المضاجع وقتلوا وحاصروا وحاولوا خنق الصرخة وحاولوا وأد المشروع القرآني وهو في مهده وحاربوه حروباً طوال ،
ماوصلناه اليوم من شرف وعز ورفعة هو تأييد الله من جعل من هذا المشروع القرآني تتسع دائرته لقد ابصروا الناس الحق من خلاله وعرفوا أنه نهج قويم لا تشوبه شائبة ،
مؤكد انت تعرف عن سداد خطى قائدنا وقوة نفاذ خطاباته التي تغزو الافئدة وحنكته وإستبصاره للأمور وزكاء نفسه وعلو مكانته ووقع قراراته ،
هو من نستبصر به النور وينطلق الناس أفواجاً في سبيل الله بعد الاغتراف من نهله انه قائد بحجم وطن أنعم به .
مؤكد روحك الزكية تحس بكل هذا الشموخ وهذا العز وهذا الظفر الذي جعل العالم كله يتعجب ويقول من هم هؤلاء الأنصار ؟! وأي قوة يمتلكون؟ وما الذي يحصنهم؟ أمام كل ما يلاقونه من عقبات واهول وكيف انهم رغم كل ذلك ينتصرون ..
الحمدلله على نعمة الهداية التي اسبغها الله علينا في وقت مبكر وعشت معك يافارس في رحاب ومحراب الجهاد أيام،
لاتنسى ،
مؤكد جبال وسهول ووديان صعدة تشتاقك وتشتاق لخطوات أقدامك الثابتة والتي تترك خلفها بطولات وتضحيات جسام عيت أن تحكى وكذلك هي معظم الجبهات التي كان دمك معمد فيها ،
جهادك يافارس كان عظيم بوعيك وعطائك وبذلك وإستماتتك وشجاعتك ولين معشرك ورقي اخلاقك وسمو افعالك وطهر قلبك ونقاء سريرتك وعظيم إيمانك وشدة بأسك ،
انت قد علمتني الكثير الكثير اليوم يافارس انا أجاهد بما استطيعه لاتقر عيني إلا بالإنفاق والنصح والبذل والإجتهاد في سبيل رفعة هذه المسيرة الشريفة وتقديم ولو الجزء اليسير لأحذو حذوك وانال رضا الله ومن بعده رضاك ،
اسلك نفس طريقك عن طيب خاطر ،
اهنئك يافارس واهنئ نفسي على عظيم مانلت من الله جل علاه لقد تقلدت وسام الشرف وارتقيت لأرفع مقام،
في حضرتك يافارس الحديث يطول وما اظنك بمنأى كل مايجري فأنت حي لن تموت طيف يلازمنا واحس بروحك التي لاتفارقنا ،
واخيراً وليس بيننا أخير اعاهدك الوفاء والتربية الحسنة لثمرتنا الغالية والسير على خطاك ولن اتخلف عنها ..
وفي ذكرى الشهيد اهديك جل السلام ياروحاً سكنت أرواحنا وعلت راية خفاقة تمدنا بالعزم والثبات وتمهد لنا طريق النصر ،
ياهذا الشهيد الحي اهديك محبتي .
#اتحاد_كاتبات_اليمن