ليالي الصمود ..

بقلم /عفاف محمد

مقالات /14/ديسمبر /تهامة نيوز : مر علينا حين هجرنا فيه سماع المذياع بالرغم مافيه من معلومه وفائده واتصال بالموروث الشعبي والقضايا الإجتماعية الهامة والتنوع في الأداء الذي يثري الفكر ويغذي العقل ويضيء البصيرة ويأنس له الخاطر ..

من بعد العدوان الغشوم تغير الحال وصارت الإذاعات هي حال لسان المواطن الذي ازداد تعلقاً وإهتماماً بها حيث وهي تواكب الأحداث وتصور المشهد اليمني الحاصل بدقة وجعلت من برامجها رافد يمد المستمعين بما يثلج صدورهم وكذلك باتت جسر ممدود موصل لكل بيت يعطي المواطن المكلوم من مسته لضى الحرب حقه في طرح ما يختلج في صدره من ردود أفعال إزاء ظلم وجور المعتدين والمخربين الذي اقلقوا أمن وسكينة الوطن ..
تميز في الساحة الإذاعية مذيعون ومذيعات الصمود بدقه الأداء والحس الوطني والقومي الذي لامس وجدان المواطن في وقت مايكون احوج إلى هذا الحس المسئول الذي يعبر بصدق العاطفة عن قضايا وهموم المواطن ويمده بالإنتصارات والهزائم للعدو السافر ، وقد اعتاد الكثير من المسنين من الرجال والنساء ومن الشباب الشبان والفتيات متابعة البرامج الليلة بالذات والتي انسجمت ذواتهم مع حماسها واعتددها بوطنيتها والتي اتقن المقدمون لهذه البرامج الولوج الى دواخل الأحرار والشرفاء التعبير عن ما يجوش في صدورهم من شمائل يمنية أصيلة كالنخوة والكبرياء والغيرة والأنفة وغيرها مما اتسم بها اهل اليمن الذين يأبون الضيم

وكانت إذاعة صنعاء مع برنامجها يمن الصمود قد غزت الأفئده لدقه وسلاسة الطرح وعفوية الخاطر الذي يحاكي البسطاء والمثقفين وكل الطبقات وتستمر هذه البرامج الليلية حتى ساعات الفجر الأولى مكللة هذا البرنامج بروافد الصمود والثبات والعزم والإباء والشرف والعز ومن خلال التواصل بهذة البرامج تلمس الحميمية بين المواطن والمذيعين والتي تترجم معنى الوطنية الحقة والولاء المعمد بالدم ..وقد اتقن المذيعان المجاهدان عبدالله الحيفي وسند الكميم ترجمة معاني الصمود بكل تفاصيله ، فتجد حتى المجاهدين في الجبهات وامهات الشهداء واصحاب الحالات الحرجة يضعون لمسات إنسانيه ممزوجه بالكرامة تضفي على هذه البرامج جمال روحي خاص يلفت الإنتباه ويشده ، كذلك هي إذاعة وطن مع مذيعها المتألق عبدالعزيز القدمي والذي لم تحول إعاقته البصريه بينه وبين هذا الدور الجهادي العظيم والذي يبثه عبر برامجه في مواقف إنسانية نبيلة ممزوجة بعبارات حساسة واسلوب بليغ يترك صدى بليغ في الأنفس ، كذلك هي إذاعة سام مع الزوامل الحماسية والتي تبثها أيضا كل الإذاعات يتألق كل مذيعها بتقديمهم المتميز سيما مدير برامجها حمود شرف والذي يطرح مواضيعه بأسلوب مقنع للغاية ورؤياه الثاقبة لاتخطيء وصراحته لا تتوه عن طريقها تصيب الهدف وحماسته في التقديم تترك في المسامع والافئدة صدى واسع ومثمر يضع على الدوام القيم والمثل العليا نصب عينيه ويطرح الحقائق الغويصة المبرهنة ، وبذا اصبح دور الإذاعات دور له رنين خاص تستعذبه الأذن التي تعشق الحريه والكرامة والأرواح النقية التي تهفو لنيل الإستقلال وكسر كل القيود ، هنا تُنار العقول وتشدد أتقاد وهي تتمازج مع ايقونات الصمود التي لاتكل ولاتمل وتسعى للرفعة والمجد وإستعادة كل ماسلب منها ، تلك هي الأرواح الطاهرة التي تتوقد حماساً وتعشق هواء الوطن وتقدم الغالي والنفيس في سبيله في سبيل العزة والكرامة والنصر ، وباتت ليالي الصمود جزء لايتجزاء عبر اثير الإذاعات الوطنية ،وقد تربع كل المذيعين الشرفاء على عروش قلوب كل مواطن غيور عزيز شريف يدافع عن القضية بإستماتة ، جُل التحايا ووافر الإحترام لمن يصنعون المجد ويتربعون على عروش قلوب المواطنين .
#اتحاد_كاتبات_اليمن

مقالات ذات صلة