*شوق لعينيها الصغيرتين*
*خولـــة العُفيري*
تضمحل الكلمات وتسابقها تارة تبكيها، وتارة تحمّلها ثقل كل ما تعنيه كلمة شوق من معانِِ ٳنها طفلة صغيرة مذُ أن فتحت عينيها. لم ترَ النور إلا من زاوية واحدة وأخرى معتمة لم تشاهد منها سوى ذلك الظلام المكفهر الذي تحدق اليه وبقوة آملة بأن تشع ٳشراقة نورانية لتبصر بكلتا العينين، ولكنها ما زالت محدقة لم تبصر شيئاً.
تأخرت بضع شهور وكان قد سبقها من سُميت بشوق لفقده قد ذهب بلا عودة. فشوقها لرؤيته ومعرفته سيكمن في ذاتها يرافقها بل ويكبر معها كلما كبرت كما أشتاق اليها قبل ان تأتي وها قد حان دورها تتوق وتشتاق إليه بعد أن رحل وباتت بينهما مسافة سبع سماوات.
كانت شوق تسكن عالماً ووالدها يسكن عالماً آخر. فقبل مجيئها إلى عالم أبويها ببضعة شهور غادر أحدهما إلى عالم الخلود تاركاً شوق انتظارها صورة تعانق عيناها.
ذهب إلێ الجبهة حاملاً قضية أمة على عاتقه، يروم تحريرها وقلبه ينبض شوقاً للقاء مولوده الأول الذي لم يعلم ماجنسهُ ( أنثى ـ ذكر ) فرحة أولى بخبر قدوم طفلٍ سيحمل اسمه في الوقت القريب. هاتفته زوجته قائلة له يا محمد عندما ذهبت إلى الطبيبة للكشف عن الجنين أخبرتني بأنه ٳبن والطبيبة الأخرێ تقول ٳبنة فماذا تريد؟
أجابها برضاء قائلاً : ٳبنة او ٳبن كلاهما نعمة من الله. فأصبحا يتناولان الحديث عن اختيار إسمٍ لطفلهما الذي لم يأتِ بعد. الذي لايعلمون جنسه.
اما الوالد فكان يدعى ابا حسن. إسمه الجهادي أكملا المكالمة بتمتمة عن طفلهما المنتظر.
ولم يبقَ ابا حسن من الوقت بضعة ساعات قليلة ليستقبل طفله طالما حلم به وبفرحته. ولكنه بعد المكالمة بيوم إقتحم أحد المواقع وبينما كان درعاً خلفياً للمجاهدين. استهدفته أيادي العدوان المأجورة بقذيفة هاون صنعت حاجزاً بينه وبين طفلته التي وُلدت ولم تجد سندها وعزها وعزوتها. ولم ترمقه نظرة واحدة بعيناها الصغيرتين البريئتين فحملت شوق شوقاً ثقيل الحمل على جسمها الصغير .
فمن سيبشره بالفرحة الأولى قد أتت إبنته إلى الدنيا الفانية؟ ومن سبخبرها بأن سندها قد ذهب إلى الدار الباقية؟
#اتحاد_كاتبات_اليمن