((شجرة سم في قلب بستان))
تهامة نيوز
//بقلم: عفاف البعداني//
((الجزء الأول))
مشيت حثيثًا بعيدًا عن الورى والثرى وصوت الصدى إلى هناك إلى زاوية الوطن حيث الطفولة قابعة” بطقس خسوف القمر .
حيث الملاهي الملونة بأطياف من الكدر حيث المدارس التي يسكنها الغبار ويعيش معها عنكبوت في بيوت معلقة طوال.
حيث النوافذ المكسورة والأقلام الغير مقشوطة ، حيث الثياب المتوحدة والمستوردة من أزياء السقيع وتتملكهم في وسط المكان أوراق خريف رثة لاتحتمل سير سنون قلم أو أخبار أحلام .
حيث السرقات وحيث التساؤلات وحيث الجوع الذي يفتش عن أبيه بين النفايات ،حيث الشتات حيث العمر الصغير الذي تحمل لوعات من الكبيرات حيث الحزن الذي يكابد نفسه بصورة راضية وكأنه في عصر التبسمات .
ومضيت بطريقهم أقيس مسافة الفقدان وأكتشف سماتهم الوارفة من خندق الوجدان بما تستند وعلى أي جدران .
مشيت ومضيت فوجدت الطريق وعرة”ومغطاة” بالأشواك وحينها كدست شغفي وزاد فكري تعقبًا لمتابعة سحائب الطفولة باحثةً عن رقي الروح في وردة روح مليئة بالأشواك.
ولكن ماذا بعد هذا المشي والبحث الحثيث؟؟
وإلى أين وصلنا أنا وتلك الطفولة الصماء ،الطفولة التي تنوب عنها المشاهد بالحديث وتنوب عنها المواقف كأنها كتل من حديد.
وصلت وظليت أترقب خلف الأغصان فكشفني حفيف أوراق أشجار
فظهرت ورأيت حياة متنوعة تختزن في حضرتها طفولة وحولها عشرات من الأسر.
فهناك من بيده كسرة خبز يابسة وهناك من هو مفترش الأرض تحرقه أشعة في حين الظهيرة وعظمه صار مرسوماً بوضوح على أعضاء هزيلة.
وهناك ملتفين حولي ينظرون إلى يدي وهي بصعوبة الشعور لاتملك سوى قلم بحث وعيون دفتر لاتملك سوى حقيبة سوداء أضع فيها أحلامي البيضآء.
احترت من أين أبدأ فالوصف هنا صعب والهناك أصعب !
فالحياة مكدسة وأشبه عندهم بالسراب في صحراء الإنتظار، أشبه بطريق كان نهاية شتاتها زاوية مغلقة تحتضن أصلب الجدران .
وعلمت حينها أن حياتهم مظلمة مع أنه وقت الشروق وكأن الصبح ماصار يعنيهم وكأن الضوء بات يعميهم وكأنهم في موسوعة مظلمة من الفترات واللحظات وكأنهم داخل كتاب منسي في القرن البعيد.
والموجع في هذا أنك تقف وأنت لاتعرف هل تواسيهم؟
أو من عمق الحزن تذهب لتواريهم؟
فلست رئيسًا ولا أميرًا ولاحاكمًا ولا تاجرًا فقط أنت إنسان تنقب بإنسانيتك عن من يشعر بهم .
#اتحاد_كاتبات_اليمن.
#اليوم_العالمي_للطفل .