بعد تصريحات الجبير .. هل سيسأل السعوديون لماذا ؟
متابعات
بعد التصريحات المرتعشة التي اطلقها وزير خارجية النظام السعودي عادل الجبير، وصف فيها الحوثيون بانهم جيران للملكة يمكن التحاور معهم، وليسوا اعدائها كما هو حال “القاعدة وداعش” توقعنا أن يفتح هذا التغير في الخطاب السياسي السعودي، باب الأسئلة أمام الشعب السعودي.. لماذا إذا تورطتم في حرب عدوانية باهظة التكاليف على بلد جار كان يمكن ادارة حوار معه من الوهلة الأولى عوض هذا العدوان الغاشم وهذه المأساة المروعة؟
توقعنا ان يسأل الشعب السعودي بعلمائه ودعاته، إن كان الحوثيون جيراننا فلماذا كل طوفان الاكاذيب وحملات تشويه الوعي والتحريض والشحن والانقسامات واشعال الصراع الطائفي على مدى اكثر من سنه.. ولماذا اضطر نظام آل سعودي إلى قيادة تحالف عدواني وحشي بهذا الحجم و ارتكاب كل هذه الجرائم والمجازر واحداث كل هذا الخراب وفرض الحصار على شعب بكامله ولماذا تكبد كل هذه الخسائر في عدوان وحشي تجاوز القانون والاخلاق والعرف الانساني، طالما وهو يعلم مقدما أن اليمن بلد جار وأن الحوثيين جيران يمكن التحاور معهم؟
توقعنا ان يسأل كل حر نفسه في ارض الحرمين نفسه، لماذا يتورط نظام عائلي وراثي بينه ومفاهيم الدولة والمؤسسات والدستور والقوانين قطيعة تاريخية في التسلح بذرائع على شاكلة شرعية نظام دولة جارة فيما هو يفتقد إلى الشرعية الشعبية والقانونية والدستورية التي تتيح له البقاء يوما واحدا على العرش؟
نحن واقعا نعلم أن تصريحات الجبير عبرت عن مخاوف تداهم تيار واسع بداخل العائلة السعودية الحاكمة من نفق مظلم، بعد افصحت اميركا عن تخليها عن هذا النظام المجرم الضالع في ارتكاب الجرائم الوحشية وصناعة الصراعات ومفارز الارهاب.
نعلم أن تصريحات الجبير كانت مغازلة غير موجهة للحوثيين أو اليمنيين، بل موجهة للخارج، في اطار مساعي النظام السعودي الخروج من طوق العزلة بعدما قدمت التطورات الميدانية دليلا شديد الوضوح على توجه اميركا للتخلي عن النظام السعودي وعزله بعدما انخرطت في تحالف مع العائلات الاماراتية الحاكمة تحت شعار “الحرب على تنظيم القاعدة”.
نعلم ايضا أننا انتصرنا بصمودنا الأسطوري أمام آلة العدوان السعودي الغاشم، وأن هذا النظام العائلي الوراثي الاستبدادي الغارق بالفساد يتهاوى ببطء ويؤدي رقصة الموت الأخيرة.
لكن هل يمكن للشعب السعودي أن يسأل لماذا يعبث مراهق غيري مستقر نفسيا كمحمد بن سلمان بحاضر ومستقبل بلدهم بهذا القدر من الجنون.. وما الذي استفادته السعودية والشعب السعودي من حرب بربرية عدوانية باهظة التكاليف يعلم مسبقا أنها عبثية وبلا مبررات واقعية واهدافها غير قابلة للتحقق.
إن لم يسأل الشعب السعودي نفسه اليوم هذه الأسئلة فهو واقعا مشلول أو مخدر بانتظار أن يتجرع الثمن قبل أن يشرع في طرح اسئلة شرعية من هذا النوع.
وإن غدا لناظره قريب.