التشوهات الخلقيّة.. واقع ومستقبل ينتظره اليمنيون

[ 27 / أبريل / 2016 ]

متابعات _ تهامة نيوز

 

يوماً بعد آخر تنكشف تبعات الأسلحة المستخدمة من قبل السعودية في عدوانها على اليمن، حيث تشير التقارير الطبية إرتفاع نسبة الأمراض التي يعاني منها السكان الذين تعرّضوا للأسلحة المحرّمة دولياً، فضلاً عن تزايد نسبة التشوهات الخلقية للمواليد بسبب الحرب.

آخرهذه التبعات ظهرت قبل أيام في العاصمة صنعاء، وتحديداً في منطقة فج عطان، وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية الاولى لجريمة فج عطان حيث إرتكبت السعودية صباح الإثنين 20 ابريل 2015 جريمة حرب بإلقائها قنبلة محرمة دوليا ذات تدمير هائل على حي فج عطان بالعاصمة حاصدةً أرواح 84 مدنيا، كما جرح قرابة 800 شخص، في مساحة امتدت لأكثر من 3 كيلومترات مربعة.

تفاصيل الحادث الذي ظهرإلى الرأي العام العالمي، تمثّلت بولادة طفل مشوّه في العامود الفقري، بعد أن تعرّضت الأم التي تنتمي إلى أسرة نازحة بمديرية بني الحارث، قبل ثلاثة أشهر من حملها للأسلحة المستخدمة في فج عطان.

والد الطفل ينقل عن الأطباء اليمنيين قولهم ” أن استنشاق الأم لغازات سامة أدت لتشوه خَلقي في هذا الطفل”.

 في مديرية باجل بمحافظة الحديدة، لم يكن الأمر مختلفاً كثيراً، حيث ولد طفل مشوّه في منطقة “تعرّضت لقصف عنيف من السفن والبوارج السعودية في البحر الاحمر، إضافةً إلى بعض الغارات بين الفينة والآخرى”، وفق مصدر محلّي، وقد أكدت الفحوصات التي أجريت له والتقارير الطبية أن التشوه الذي أصابه ناجم عن المواد الكيماوية في الأسلحة المحرمة دوليا التي يستخدمها العدوان السعودي في عدوانه على اليمن والتي زايدت أعداد المواليد المشوهين خلقياً.

تبقى هذه الحالات وغيرها مسؤولية الجميع، في الداخل والخارج، لمساعدتها والوقوف معها حيث سلبها العدوان فرحة المولود الجديد، فضلاً عن إعادتها لذاكرة أليمة تحكي عن مأساة ومعاناة وجرائم عنوانها السعودية.

رغم ذلك، والعديد من الإدانات الدولية من قبل منظمتي “العفو الدولية” و “حقوق الإنسان”، لم ينظر المجتمع الدولي إلى هذه الحالات بعين الرحمة، بل إقتصر فعله على الإدانة الشكلية لهذه الجرام التي وصلت إلى حد “جائم ضد الإنسانية” سواءً في فج عطان أو المخا أو سوق الخميس، دون معالجة الأسباب التي لازالت قائمة حتى كتابة هذه السطور والمتمثّلة وبقف إطلاق النار في اليمن، فقد كشفت مصادر سياسية يمنية في حوار الكويت أن رئيس وفد الرياض رفض بشدة الموافقة على تثبيت وقف إطلاق النار.

وحسب المصادر فإن عبدالملك المخلافي أبدى إعتراضه على مقترح للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ يقضي بإصدار بيان يتضمن الدعوة لتثبيت وقف إطلاق النار .

وأشارت المصادر إلى ان المخلافي أكد أنه لا يريد توقف الغارات والتحليق الجوي فوق الأراضي اليمنية معتبراً ذلك ضمانة لوفد الرياض كون توقف الغارات سيعزز موقف من أسماهم الحوثيين .

وحسب المصادر السياسية فإن ما يتحدث به المخلافي ليس إلا إملاءات سعودية وأن وفد الرياض لا يملك أي قرار سوى العودة للسعودية وهو ما أتضح من خلال جلسات السبت حيث أجل وفد الرياض البت في موضوع إصدر بيان بشأن وقف إطلاق النار حتى الجلسة المسائية .

متابعون اكدوا عدم جدوى وقف إطلاق النار إذا لم تتوقف الغارات التي تعتبر من أهم وأبرز الخروقات من قبل العدوان إضافة إلى خروقات مرتزقته على الأرض .

حظر بيع الأسلحة

بالعودة إلى الأسلحة السعودية وتبعاتها، كشفت صحيفة أمريكية عن مشروعاً تقدم به عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي يقضى بمنع بيع الأسلحة للسعودية جراء جرائمها المروعة بحق المدنيين في اليمن .. 

وأوضحت صحيفة (Salon) الأمريكية في تقرير نشرته اليوم أن هذا المشروع جاء نتيجة ما وصفته بالشعور بالقلق لدى المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي جراء دعم الحكومة الأمريكية للحرب السعودية على اليمن .

 

وأشارت الصحيفة في تقريها إلى أن القلق المتولد لدى النواب الأمريكان جاء جراء الانتهاكات التي ترتكبها السعودية في اليمن ضد المدنيين الأمر الذي دفعهم إلى إدخال تشريعات جديدة على أمل حماية حقوق الإنسان  .

وقدم مشرعين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس الامريكي مشروعا لتقييد مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية بعد جرائمها المرعة ضد المدنيين في اليمن.

من جهته قدم عضوا الكونجرس ( تيد ليو وتيد يوهو ) قانونا مشتركا في مجلس النواب من شأنه يمنع بيع بعض الأسلحة الأمريكية إلى السعودية لاستخدامها في قتل المدنيين في اليمن .

وقال السيناتور تيد ليو : إن المشروع سوف يضع حدا لنقل الذخائر جو – الأرض الى النظام السعودي، حتى نتمكن من معرفة نوايا السعودية والتزامها التام بعدم الإضرار بالمدنيين واتخاذ جهود بينة لتسهيل تدفق المساعدة الإنسانية الحرجة.

وفي حوار مع صحيفة (Salon) قال انه دفع بهذا التشريع بعد استمرار القصف السعودي في اليمن، منها بقنابل عنقودية.

يأتي ذلك بعد أن أطلق السيناتور من الحزب الديمقراطي كريس ميرفي هذا الشهر، مبادرة جديدة لمنع تصدير الأسلحة إلى السعودية بعد الدمار الهائل الذي خلفته حرب السعودية على اليمن .

وفي حديث السيناتور كريس ميرفي لصحيفة “واشنطن بوست”، اعترف شخصياً أنه مدرك لعدم قدرته حشد تأييد عدد كبير من أقرانه في مجلس الشيوخ أو داخل إدارة الرئيس أوباما، مشيراً أنه لربما ينتقد النواب والمسئولون الحكوميون السعودية علناً، رغم اعتمادهم على قوتها وثرائها كحليف حيوي في الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة