ثورة 21 سبتمبر التي افشلت مخططات الربيع العبري ..واعادت الدفة للشعب!
تهامة نيوز19سبتمبر
بقلم سند الصيادي.
هناك ثورات توفي مفهوم مصطلح “الثورة” بكل ما تحمله من معاني وقيم ايجابية .. وهناك مزاعم ثورات تحاول الاستفادة من هذا المصطلح الفضفاض وتاثيره في قلوب الجماهير وتفرغه من نزعته التحررية الخلاقة لمصلحة مخطط تآمري جديد .. او لانتكاسة مضافة الى حاضر ومستقبل الشعوب التواقة للتغيير نحو الافضل.
وبين هذين المنحيين فرق جوهري كبير تفنده المواقف والمسارات الذي يمضيان عليها ..لا تخطأه الالباب ولا تعمى عنه البصائر..
وحينما نتحدث عن الفوارق بين هذين الضدين وجب ان لا نحشر عاطفة عامة الجماهير في الحالتين في زاوية المقارنات , لانها توربين التهييج الرئيس الذي تبنى عليه المشاريع باختلاف نتائجها.. العظيمة منها و الكارثية.!.
فالثورة هي حالة تعبير انساني لطموحات وتطلعات شعبية يتم قولبتها و تشذيب زوائدها وانفعالاتها في قالب منهجي خلاق مرتب الاهداف واضح الاجندة يتفق حول سقفه الاعلى كافة مكونات العمل الثوري الممثل للجماهير .. ويتوفر فيه كضرورة هامة قيادة عليا تجسد انموذجا اخلاقيا ووطنيا و شخصيا يختزل كل تطلعات الثورة و جماهيرها وحاملا متينا لاثقالها و رافعة قوية لفرص نجاحها ..
وللمقارنة في الحالة اليمنية وفق ما تقدم من مفاهيم.. كان ما حدث في العام 2011م عبارة عن رياح خارجية مسافرة استطاعت ان تهز مشاعر الشعب و تتداعى لها مكوناته المجتمعية نتيجة المظلومية المتراكمة والاختلال الحادث في تكوينات النظام السياسي وتاثيراته على مختلف سبل الحياة , غير ان هذه الرياح العقدية لم تكن الا بداية لزوبعة مجنونة سعت لتقويض ما بقي من عرى هشة لواقع بائس لتحيله الى واقع اكثر بؤسا و فوضى , وبالمعنى السياسي الصحيح.. كان المخطط هو زرع بذور النزاعات لخلق واقع اكثر تناقضا يتيح للخارج المزيد من الحضور والسيطرة والتملك المهين ان جاز لنا التعبير..
كانت كل المعطيات تؤكد هذه المخاوف , بداية من حالة الاهتمام والتضخيم الاقليمي والدولي الكبير لتلك الانتفاضة مرورا بالنفاذ اليها عبر ادواتها المحلية من قوى وشخصيات مرتهنة للخارج كانت تمثل ابرز مداميك المنظومة التي اندلعت ضدها الثوره , و تمكينها من السيطرة على مجريات العمل الثوري و توجيهها وفق ما تريده تلك الاجندة الخارجية, لا با تمليه عليهم روح الجماهير.. وبالفعل نجحت تلك المخططات بالوصول بالبلاد الى حالة الشلل التام الذي هيأ للمرحلة التالية من المخطط .. ادخال البلد تحت الوصاية الدولية المباشرة او ما بات يسمى بالمبادرة الخليجية..
وفي ذروة الانبهار بهذا الحضور الدولي في بلادنا كان هاجس المخاوف يتعالى من ان البلد قد دخلت بالفعل في نفق رعب مظلم لا يعرف له من منتهى , خصوصا مع غرق المكونات السياسية في جدل طويل كان يختبئ الشيطان في كل تفاصيله.
وكانت ارادة الله حاضرة في المعمعة , بأن حرف مسار الانهيار الحتمي الذي رسمته قوى الهيمنة الاقليمية والدولية لشعبنا ووطننا ووجه بوصلة النجاة بقيادة استثنائية نحو بر الامان , فكانت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر التي حملت عبئ مزدوج ومتشعب .. اصلاح ما افسدته رياح العام 2011م .. وكذلك اعادة الثورة الشعبية وتطلعات الجماهير الى المسار الصحيح للثورة المنشودة.. واهدافها الكبيرة.
وعلى عكس ما سمي بثورة 11 فبراير .. لم تحظى هذه الثورة بترحيب المجتمع الدولي, و لم يحظى ثوارها بحوالات التمويل او بهرج الاشهار .. ولأننا نعرف يقينا ان الثورات التي لا تنال ترحيب وتصفيق قوى الهيمنة الدولية بل و تثير مخاوفها هي ثورات عظمى بالفعل .. وكان ما حدث عقبها من عدوان غاشم وغير مسبوق دلائل اضافية تؤكد عظمتها وبانها في المسار الصحيح نحو تحولات كبرى ستسعى قوى الشر جاهدة الى كبح جماحها ..
بعد 5 اعوام من ذلك اليوم المجيد و من الاستهداف المستمر .. لا زالت الثورة الشعبية المباركة ملكا للشعب لا سواه , ولا زالت باقية و مستمرة وبمستويات غير مسبوقة من محركات الدفع الذاتية لاستمرار صمودها و مسيرها , لا يتسع المجال لذكرها في هذا المقال.