[23 / أبريل / 2016 ]
متابعات _ تهامة نيوز
تبدو الرياض هذه الأيام في ذروة غيظها أكثر من أي وقت مضى؛ فالمشاروات اليمنية المنعقدة في الكويت لاتسير كما تشتهي تماما، وإن كان جزءُ كبيراً مما تشتهيه يظهر جليا في الوفد القادم من أراضيها عوضا عن وسيط ممثل الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ الذي لم يقم حتى الآن بأكثر مما يمكن أن يقوم به أي موظف في الخارجية السعودية.
من مظاهر حالة الغيظ الذي تعيشه الرياض عدم التزامها بوقف إطلاق النار ووقف الغارات، رغم الالتزام أمام المجتمع الدولي ودفع مرتزقتها للاستمرار في القتال.
وحين شعرت بأنها قد تضيع وسط كل ما يدور حاليا، لاسيما بعد وصول الوفد الوطني الكويت، سارعت عبر ناطق عدوانها العسيري لتتوعد بالحسم العسكري الذي عجزت عنه خلال أكثر من عام.
ورغم محاولة وسيط الأمم المتحدة ولد الشيخ تقديم السعودية في هذه المشاورات وكأنها وسيط وليست طرفا في الحرب، إلا أن فشله في ذلك أفسح المجال للكويت التي يمكنها أن تلعب دورا أكبر من كونها حاضنة للمشاورات، تمثل ذلك في تصريحات قياداتها ومواقفها التي بدت رصينة ومسؤولة.
وكانت علامات الارباك جلية على ولد الشيخ في مؤتمره الصحفي أمس حين سؤل عن سبب استمرار الغارات السعودية، وقال بعد ذلك إنه لايجوز أن تستمر، ثم راح يتحدث بلغة خالية من الرسمية “الغارات لم تعد كما كانت وهي تتناقص”.
أما الكويت فقد ظهرت من خلال قيادتها المشاورات التي تحتضنها وكأنها تريد التخلص من الهيمنة السعودية المفروضة على دول الخليج، وأن تخرج عن بيت الطاعة السعودي كما سبقتها إلى ذلك الجار الطيب المتمثل في سلطنة عمان.
ما سيساعدها في ذلك، المكانة التي ما تزال تحتلها في نفوس اليمنيين، وإن كانت قد شاركت في العدوان السعودي مرغمة باعتبارها في سياق الدول التي تهيمن الرياض على قراراتها، إلا أن مكانتها وما قدمته لليمن من دعم في مشاريع تنموية يشكل صفحات بيضاء ربما قد تجبُ ما بعدها إن تخلصت من هيمنة السعودية، وكفرت عن عدوانها بجدية المشاورات وإبرازصدق النوايا .
علاوة على ذلك، فالشارع اليمني متفائل باحتضان الكويت للمشاورات، لأنه مايزال يتذكر دورها في إنهاء الحرب بين شطري اليمن في عام 1979 بقيادة أمير الدولة حينها جابر الأحمد الصباح.
نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أعرب عن تفاؤله بتجاوب الأطراف اليمنية خلال مشاورات السلام اليمنية في الكويت للتوصل إلى صيغة مثلى تساعد في إيجاد حل شامل للأزمة اليمنية.
وأشاد الجارالله في تصريحات صحفية على هامش جلسة المشاورات باستجابة مختلف الأطراف اليمنية لدعوة الكويت لعقد مشاورات السلام على أراضيها برعاية الأمم المتحدة.
وهناك أيضا التصريحات غير المعلنة، والنصائح التي يقدمها المسؤولون الكويتيون بصورة مباشرة للمشاركين في المشاورات، والتي تؤكد أن الكويت ورجالها جديرون بالقيام بمهمة تاريخية في إيقاف نزيف الدم اليمني الذي يتمنى اليمنيون أن أشقاءهم الكويتيين يعزّونه كثيرا.
ويرى مراقبون أن الكويت مهتمة جدا بإنجاح المشاورات اليمنية، لأنها ترى في ذلك استعادة لدورها التاريخي في الإسهام في معالجة جُل قضايا العرب، ذلك الدور الذي اختطفته السعودية منها على حين غرة، وحولت جزءا منه إلى هيمنة وتبعية مقيتة وفي جزءه الآخر إلى تدمير وإشعال للفوضى والتوترات.