اليمن بين أفغانستان وفيتنام

تهامه نيوز [ 6/أغسطس/2019

عبدالملك العجري

حاول الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد عبثا ان يعقد مقارنة بين حرب بلاده في اليمن وحرب أمريكا في أفغانستان زاعما ان حربهم العدوانية على اليمن كانت ضرورة كما كانت حرب امريكا في افغانستان والحقيقة انها كانت مجرد فتوة واستعراض عضلات لصناعة بطل او ملك, وسوء تقدير بان اليمن المكان المناسب وفي الوقت المناسب لصناعة البطل الملك .. ,فطالبان ضربت قلب امريكا في احداث سبتمبر المشهورة بينما انتم منذ توقف الحرب السادسة الى ما قبل العدوان لم ينلكم منا حتى طلقة طائشة واحدة.
كان بإمكان الراشد -لو انه اراد -بدلا من هذه المقارنة الفاشلة , ان يرى في ورطتهم في اليمن ما يجعلها نسخة طبق الأصل من ورطة امريكا في فيتنام من حيث المقدمات والمسوغات والاستراتيجيات والنتائج ,فالسعودية قدرت كما قدرت أمريكا ان تفوقها العسكري والاقتصادي قادر على تحقيق أهدافها وفرض النتائج السياسية التي تناسبها , واساءت تقدير ضعف اليمن سياسيا واجتماعيا وعسكريا كما اساءت أمريكا تقرير ضعف فيتنام ,واعتمدت كما اعتمدت أمريكا على نخبة سياسية فاشلة وغير قادرة على خلق التفاف او تأييد وطني , وتحاول تقسيم اليمن كما حاولت أمريكا تقسيم فتنام الى شمال او جنوب ,والحقت وستلحق بسمعتها ما الحقته حرب فيتنام بأمريكا من اضرارا سياسية واخلاقية وهزيمة عسكرية , وكما تحولت فيتنام لعقدة لازمت أمريكا حينا من الدهر, ستكون عقدة اليمن متلازمة نفسية وعسكرية لدول العدوان ,وكما رضيت أمريكا بالخروج من فيتنام غنيمة, سترضى دول العدوان بالخروج من اليمن باعتباره نصرا مبينا .

مقالات ذات صلة