
بسم الله الرحمن الرحيم
*” القدسْ لا أورشاليم .. و سام إف إم تصلُ إلى عُمقِ الكيانِ الصهيوني “*
• كتبت | ملاك محمود
____________________
صفقةُ القرن .. عنوانٌ عريضٌ وضعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمشروع ” حلّ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ” وكخطة سلامٍ للشرقِ الأوسط .. ! على أن تُعلن في يونيو من هذا العام ..
كثيرٌ من الصحف والمواقع الالكترونية تداولتْ بنود صفقة القرن وأوضحتْ بشيءٍ من الإيجاز تفاصيل ملامحها وردود الفعل تجاهها ..
وقبل الدخولِ في تفاصيلِ الحديث سأحاولُ بإيجاز استعراض بنودِ هذه الصفقة ؛ كي يكون القاريءُ على درايةٍ واطّلاعٍ بما تحويه ..
الصفقةُ تحتوي على عددٍ من البنودِ والنقاط ، يمكن تلخيصها في التالي :
أولاً : توقيعُ اتفاق ثلاثي بين الكيان الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينية وحماس على إقامة دولة فلسطينية جديدة ، يُطلق عليها ” فلسطين الجديدة ” في الضفة الغربية وقطاع غزة .
ثانياً : بقاء الكتل الاستيطانية تحت السيطرة الإسرائيلية ، على أن تمتدّ مساحتها إلى المستوطنات المعزولة .
ثالثاً : اشتراك القدس بين الكيان الصهيوني وفلسطين الجديدة ، ونقل السكان العرب إلى فلسطين الجديدة ، وستكون بلدية القدس الواقعة تحت سيطرة الكيان مسئولة عن جميع أراضي القدس عدا التعليم الذي ستتولاه فلسطين الجديدة ، وفلسطين الجديدة هي التي ستدفع لبلدية القدس الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية ضريبة ” الأرنونا والمياه ” .
رابعاً : ستقوم مصر بمنح أراضٍ جديدة لفلسطين لإقامة مطار ومصانع ومكان للتبادل التجاري والزراعة ، دون السماح للفلسطينيين بالسكنِ فيها .
خامساً : وهي النقطة الأهم : يُمنع على فلسطين الجديدة أن يكون لها جيشٌ وسلاحٌ قوي ، والسلاح الوحيد المسموح به هو سلاح الشرطة .. !
على أنْ تتكفّلَ إسرائيل بحمايةِ فلسطين ضدّ أيِّ عدوانٍ خارجي شريطة أنْ تدفع فلسطين الجديدة لإسرائيل ثمن هذه الحماية .. !
ينتظرُ ترامب بعد كل هذا أن ينهض الجميع وقوفاً ويصفقوا له بحرارة ، فهو الرجلُ المعجزة الذي استطاعَ من بين الجميع أنْ يخرج بصفقةِ ووثيقةِ سلامٍ لحلّ النزاع بين إسرائيل وفلسطين .. !
وبالتأكيد فمن ستتحرك أيديهم للتصفيق سواءً أمام الشاشات أو وراءَها جميعهم حمقى وكلابٌ وفيّة لإسرائيل ، بدايةً من أميركا وصولاً إلى حكام الخليج .. !
فأيُّ منطقٍ إنسانيٍّ وفطريٍّ وأخلاقي هذا الذي يُسمي التوسُّع والتوغُّل في الاحتلال ” حلاًّ وسلاماً ” .. ؟!
إنّه منطقُ العجرفة والغطرسة الأميركية ، منطقُ الاستكبار العالمي ، والرأسمالية التي تُبيح القبائح وتجعلها في سلّم الفضائل متى ما كانت تحقّقُ مصالحها ..
جرّب أن تعرض بنود هذه الصفقة الشيطانية على طفلٍ صغير أو على شخصٍ أمي ، اسرد له بنودها وراقب ردود فعله ، ستجدُ علامات التعجب والاستفهام قد علتْ رأسه استهجاناً واستنكاراً .. !
فكيف تُقامُ فلسطينُ جديدة على أرضٍ هي بأصلها وأصالتها وتاريخِها فلسطينُ العروبة الأمُّ والهوية ، فلسطينُ شعبِ فلسطينَ على مرّ التاريخ .. ؟!
فيبدو الأحمقُ ترامب وكأنه يتفضّل على شعب فلسطين بمنحهم وطناً في داخل وطنهم ، مع الحفاظ على الكتل الاستيطانية ومظاهرِ الاحتلال .. !
ثم ماذا عن فلسطين الأخرى الواقعة خارج حدودِ فلسطين الجديدة .. ؟!
هل سيتم تسليم صكِّ ملكيتها لإسرائيل ؛ كي ترفعها أمام العالمِ أجمع وتفاخر به ، وتبريء نفسها من تهم الظلم والإجرام كونها قد تفضلت على الفلسطينيين بمنحهم وطناً جديداً حدوده الضفة وغزة .. ؟!
وكي تكون أميركا وإسرائيل حريصتان على مسار السلام فإسرائيلُ ستسعى بموجب صفقة القرن وبكل شهامةٍ وكرم أخلاق لأنْ تحمي فلسطين ضد أيّ عدوانٍ خارجيٍ يتهددها ، طبعاً بعد أن تفكّك حماس جميع أسلحتها ” حتى السلاح الفردي والشخصي لقادة حماس ” .. !
وكأنّ في هذا الوجود عدواً آخر يتهدد فلسطين غير العدو الصهيوني لتبادر إسرائيل بالتصدي له لحماية الفلسطينيين .. !
أيُّ دمٍّ بارد هذا الذي لن يفورَ أمام هذا القدرِ من الصفاقةِ والوقاحة ، وكأنّ جغرافية فلسطين وهويتها سلعةٌ قابلةٌ للمساومة ، وكأنّ من حق إسرائيل أن تمتلك كل مقومات القوة وتبقى فلسطين ضعيفة مرتهنة للاحتلال ..
إنّ هذه الصفقة ما هي إلاّ صفقةُ حلٍّ وإنهاءٍ للقضية الفلسطينية تحت عناوين كاذبة ومخادعة ، هي صفقةُ تقسيمٍ لفلسطين وإضعافٍ لكيانها المقاوم ، هي صفقةٌ رابحة لإسرائيل وحلفائها فقط لا غير ، ومن الخزي والعار أنْ يصمتَ الفلسطينيون عن ذلك ويقبلوا بصفقةٍ لا رابح فيها غيرُ المحتل ، إنّ الصفقة الرابحة للفلسطينيين هي المقاومة والجهاد ضد هذا العدوّ المتغطرس ، هي بحمل السلاح لطرده من الأرض المحتلة ، فلا يمكنُ السماح لترامب وغيره أن يجعلوا من قضية الأمة سلعةً وصفقةً قابلة للمساومة ..
ولا يمكن السماح لمدعي العروبة والإسلام أنْ يمثلوا صوت الأمةِ في مواقفها إزاء مثل هذه القضايا المفصلية ، فالإمارات في موقفها من صفقة ترامب أعلن
ت تأييدها لكل ما جاء في الصفقة ؛ لأن الإمارات تقف مع كافة الجهود الرامية إلى ازدهار المنطقة وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ، وهو صوتٌ نشاز ، صوتٌ يعبر عن مستوى العمالة والانحطاط الذي وصلت إليه حكومات وممالك الخليج ..
في الوقتِ الذي يرتفع فيه صوتُ المقاومةِ عالياً صادحاً في الأفق ، يُكسّرُ أبراجَ آل نهيان وآل سعود ، الصوتُ اليمانيّ الذي فرض نفسه على العالم كقوةٍ دولية لا يُستهان بها ، ورقماً في معادلةِ الصراع الدولي ، ليثبتَ بأنّ المعركة اليوم لا تحتملُ أي شكلٍ من أشكال السلام الزائف مع عدوٍ لا يتقن سوى سياسة الإذلالِ والإجرام ..
اليوم اليمن ، بقوتها العسكرية والإعلامية ، تفرضُ شكلاً جديداً من الصراع ، فهي تبدو واثقةً من قدرتها على مدِّ حدود المعركة لتتجاوز بذلك حدودها الداخلية وصولاً إلى عمق الكيانِ الصهيوني وتعزيزِ محور المقاومة وإسناده ” اليوم بالمال وغداً بالرجال ” ..
وفي ظل المؤامرات الحثيثة لتمييع وطمس القضية الفلسطينية يثبت الشعب اليمني تمسكه بقضية الأمة المفصلية ” القضية الفلسطينية ” بدعمه محور المقاومة ومخزن بطولاتها المتمثل في ” حركة حزب الله ” ، عبر إذاعةِ سام إف إم .. صوتُ الإعلام اليمني المقاوم ، والتي استطاعت اليوم الوصول إلى عمق الكيان الصهيوني بحملتها الشعبية المجتمعية ” حي على خير اليمن ” في بادرةٍ هي الأولى من نوعها في فضاء الإعلام اليمني ، لتسجل بذلك موقفاً تشرئبُّ له الأعناق فخراً واعتزازاً ..
الشعب اليمني اليوم وعبر هذا المنبر الإعلامي الحر المقاوم يوصل بحملته الداعمة لحزب الله رسالته المشبعة برائحة العزة والكرامة والعنفوان ، بأنّ صفقاتكم جميعها ستُذبح على مسالخِ فشلكم وعجزكم ، ستحرق بنيرانِ صمودنا وثباتنا وتمسكنا بقضيتنا الأولى ” قضية فلسطين ” ..
كما هي دعوةٌ لكل يمني حر وشريف بالمبادرة والمسارعة للمشاركة في هذه الحملةِ المباركة والحضور يوم غد في مسيرة يوم القدس العالمي لنثبت للعدو بأن المقاومة لا تحدُّها المسافات ولا تؤطرها الجغرافيا ، وكلنا مقاومةٌ واحدة موحدة ضد عدوٍ واحد ، ولتذهب صفقاتهم إلى الجحيم ..
سام إف إم .. سلامٌ عليكِ فأنتِ اليوم جسرَ عبورِ صوت المقاومة من وإلى يمن الإيمان ومقاومةِ لبنان ..
*#يوم_القدس_العالمي*
*#لا_لصفقة_ترامب*
*#من_يمن_الإيمان_إلى_مقاومة_لبنان*
*#الحملة_الشعبية_حي_على_خير_اليمن*
اتحاد كاتبات اليمن