أَفِي سلامة من ديني يارسول الله

في ذكرى استشهاد الإمام علي -عليه السلام-،،

كتبت/دينا الرميمة

الحديدة تهامة نيوز

عندما نأتي للحديث أو للكتابة عن شخصية وسيرة الإمام علي -عليه السلام- فإنك تقف عاجزاً محتاراً من أين تبدأ !!
كيف لا وهو من ربّاه النبي محمد -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- ليكون هو النموذج الأرقى والمجسّد لروح الإسلام،،
وقدّمه للأمة لترتبط به، وتتعرف عليه كواجب إيماني تحتاج إليه الأمة لنيل رضى الله، والارتقاء بالأمة الإسلامية لتكون في مقدمة الأمم..

فنصف الدين الإسلامي أو لنقل أغلبه قائم على الإمام علي -عليه السلام-، منذ أن نام على فراش النبي -عليه وعلى آله أفضل السلام-، وهو فتىً يافعاً بكل شجاعة، ليجسّد أعظم تضحية في التأريخ الاسلامي…
ومنذ أن قال عنه رسول الله: (اليوم برز الإسلام كله للشرك كله)..،
عندما تقدم الإمام علي رغم صغر سنه وجسمه مبارزاً “عمرو بن عبد ودّ ” فقتله..
والذي شكل قتله له نقطة العداء والحقد على الإمام علي وآل بيته من بعده من قِبَل الأمويين الذين عملوا بكل طاقاتهم على قتله، وسلبه حقه في الخلافة، وقَّتلوا أبنائه من بعده، وعمدوا إلى سبّه على منابر المساجد،، حتى يقتلوا حبه في قلوب الناس، والتقليل من شأنه، وتغييب سيرته ومنهجه، وعَظَمة شخصيته التي تجسّد الإسلام قولًا وعملًا، و تقف ضد الظلم،
والتي كانت بمثابة قنبلة ضد نظام حكمهم المستبد والمعتمد على استعباد الناس وسلب الحقوق…
ولذلك..
هم عمدوا على خلق النزاعات والحروب في عهده، ليأتي من ينكر فضله على الإسلام الذي كان هو وسيفه أحد ركائز ظهوره وانتصاره على كل قوى الكفر والطاغوت،،!!
من خلال من مشاركته في كل الغزوات التي غزاها النبي -صلوات الله عليه وآله-..
فـهو فاتح حصن خبير، أعتى حصون اليهود ..
بعد أن فشل في فتحه الكثير من أولئك النمور الورقية، والذين أرادوا أن يقدموا أنفسهم رموزًا للأمة في ميدان البطولة والشجاعة والإيمان الكامل..
ولكن الحقيقة تقول: (عند الامتحان يُكرَمُ المرء أو يُهان).

وهو من خلّفه النبي في المدينة لإدارة أمور الدولة الإسلامية…
وذلك عندما ذهب النبي -صلوات الله عليه وآله- في غزوة تبوك قائلا له عندما وجد من علي كراهة البقاء دونه : (ألا تحب أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى !!).

وهو بطل غزوة بدرٍ الكبرى،،
حين نادى منادٍ من السماء: (لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي).
وفعلاً رأينا من يأتي متبجحاً على شخصية الإمام علي ومنكراً فضله
كأبن تيميه
متشدقاً على الإمام علي قائلا في كتبه ومالذي احدثه علي بن ابي طالب في زمن خلافته غير اثارة الحروب والخلافات بين المسلمين !!!! و متحدثا ً بمناقب لا أساس لها من الصحة لمعاوية ومنكراً ومتناسياً فضل الامام علي من بداية الدين الاسلامي ومتناسياً ان تلك الخلافات هم اشعلوها في عهد خلافته حتى لا يقضي الامام على دولة الظلم والظالمين…
ولكن هيهات للحق أن يغيب وهيهات لبعض للتأريخ ان يموت !!!!

ولأنهم يعلمون علم اليقين بأنه (مع الحق والحق معه)، وأنه (مع القرآن والقرآن معه).. كما كان يقول لهم رسول الله..
لذلك كان وجوده يشكل خطراً على دولتهم المخالفة لكل قوانين الإسلام،،
لذلك عمدوا إلى قتله.

وقد كان الإمام -عليه السلام- على علم بذلك، بأنه سيقتل..!!
كما قد كان أخبره رسول الله بأن (لحيته ستخضب بدم رأسه).. وحينها لم يخفه هذا الشيء،،
فلم يعد يهمّه الموت، وإنما كان همّه إن كان سيحدث من أجل دينه قائلاً : (أفي سلامة من ديني يارسول ؟).. فأجابه رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله- : (نعم). فرد الإمام: (إذن لا أُبَالي؛ أَوَقع السيف عليَّ، أَمْ وقعت عليه).

ورغم معرفته بذلك ظلّ الإمام علي -عليه السلام- مقارعاً الظلم ودولته، فقال: (لا أبقاني الله في ظلّ دولة يحكمها معاوية).

و في سبيل مقارعة الظلم استشهد الإمام في محرابه، وفي ليالي رمضان المباركة، وخضبت لحيته بدم رأسه وحينها قال: (فزتُ ورب الكعبة).

نعم.. فاز ،،
وخسر قاتلوه، مَـن كانوا محسوبين على المسلمين ..
ولنا في استشهاد الإمام عظة وعبرة!!
كيف المجاهد اليمني يقتل ويستشهد وهو يدافع عن بلده وعن دين الله الذين يريدون أن يطفؤوه ممن هم محسوبين على الإسلام وليس لهم منه إلا الاسم ؟؟!!
فسلام الله على شهيد المحراب وعلى آله ومن سار على نهجه.

مقالات ذات صلة