بيــان إدانـــة
في تحدٍ صارخ للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية، واستمراراً في انتهاك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، واستمراراً في ارتكاب المجازر الوحشية والمروعة والتي دخلت عامها الخامس، أقدمت طائرات تحالف العدوان مساء السبت 9/ مارس /2019م على قصف هستيري على منازل ومزارع المواطنين بمديرية كشر محافظة حجة، مما أرغم بعض السكان المدنيين إلى مغادرة منازلهم إلى منازل أخرى خشية استهدافهم من قبل طيران التحالف، ولكن ذلك لم يشفع لهم فقد كانت طائرات تحالف العدوان لهم بالمرصاد حيث شنّت عليهم غارةً جوية استهدفت المنزل الذي لجأوا إليه، والذي كان بداخله ما يزيد عن خمسين شخصاً من المدنيين أغلبهم نساء وأطفال، ونجوا جميعهم بأعجوبة بفضل عناية الله، ومن ثم تفرقوا في منازل أخرى لعلّها تقيهم جحيم نيران طائرات التحالف إلا أن الموت كان يترصدهم في كل مكان، حيث قصفت طائرات التحالف منزل أحد المواطنين الذي انتقلوا إليه بعد الغارة الأولى مما أسفر عنه عشرات الضحايا منهم (12) قتيلاً أغلبهم نساء وأطفال و (13) جريحاً، فيما كانت أسرة أخرى تسمع صوت الطائرات وتلحظ الموت يتربص بها في كل مكان، وهرباً من الموت المحتم خرج أفراد الأسرة من المنزل إلى مزرعة مجاورة لعلهم يكونون بمنأى عن قصف الطيران، ولكن كان الموت أسرع من النجاة، فقد لاحقتهم طائرات التحالف إلى المزرعة وشنت عليهم غارة جوية نتج عنها مقتل (10) أشخاص من المدنيين جميعهم من النساء والأطفال فيما بلغ عدد الجرحى (6) أشخاص كلهم من الأطفال؛
وقد رصدت منظمة تهامة ارتفاع الحصيلة النهائية للقتلى إلى (23) شخصاً بينهم (14) طفلاً و (9) نساء من ضمنهم الطفلة/ نورة خالد الزليل ذات الثلاثة عشر ربيعاً التي لفظت أنفاسها الأخيرة فور وصولها أحد مستشفيات العاصمة صنعاء بعد رحلة اسعاف استمرت لساعات، وجرح (18) طفل وامرأة ولا تزال الحصيلة مرشحة للارتفاع؛
وبذلك يكون تحالف العدوان مرتكبا جرائم بحق الإنسانية؛ وتعتبر هذه الجرائم الوحشية من جرائم الحرب، وجرائم الإبـــادة الجــمـاعـية، وجرائم ضد الانسانية، وكلها من الجرائم الأشد خطورة وفقاً لمواثيق القانون الدولي الإنساني والتي أدرجت في نظام روما الأساسي عام 1998م ضمن الفئات الأربــع للجرائم التي تختص المحكمة الجنائية الدولية بالنظر فيها، والتي تضمنت أيضاً التأكيد على حماية المواطنين المدنيين والأبرياء وتقديم مرتكبي الجرائم للمحاسبة وضمان عدم إفلاتهم من العقاب؛
ولذلك تدين وتستنكر منظمة تهامة للحقوق والتنمية والتراث الإنساني بأشد عبارات الإدانة والاستنكار هذه الجرائم الوحشية التي ارتكبها تحالف العدوان بحق المدنيين من أبناء منطقة كشر بمحافظة حجة وغيرها من الجرائم المستمرة طيلة أربعة أعوام على الجمهورية اليمنية بشكل عام، وهنا تدعو المنظمة إلى:
• تدعو منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى العمل على الوقف الفوري للعمليات الحربية من قبل التحالف السعودي باعتبار ذلك عدواناً غير مبرر يخالف كل المواثيق والأعراف الدولية ويمثل جرائم حرب وجرائم إبادة، كما ندعو المنظمات إلى تحمل مسئوليتها الكاملة تجاه المعاناة التي يكابدها الشعب اليمني؛
• تطالب المدعي العام ومحكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان إلى تكليف لجنة تحقيق دولية محايدة للتحقيق بشأن الجرائم التي يرتكبها التحالف السعودي بحق المدنيين واستهداف الأسواق والأعيان المدنية واستخدام أسلحة فتاكة محرمة دولياً، وإحالة مرتكبيها إلى القضاء للمحاكمة العادلة؛
• تحث كل مؤسسات المجتمع المدني على رصد وتوثيق جرائم وانتهاكات السعودية وتحالفها بحق اليمنيين وتوحيد الجهود في سبيل إعداد الدعاوي القضائية بشأن الجرائم التي ترتكبها قوات التحالف لتقديم مرتكبيها للمحاكم الدولية، باعتبارها جرائم حرب ضد الإنسانية كما حددها القانون الدولي الإنساني.
صادر عن منظمة تهامة للحقوق والتنمية والتراث الإنساني
اليمن ــ صنعاء ــ الحديدة ت:733753901
الإيميل: Info@tahamarights.org
#العدوان_ينتقم_من_حجور