الفقراء الجدد

بقلم الكاتب / عبده مخاوي

 

إنها الحرب…تقتل، تدمّر، تجرح، تجوّع وتعيد الانسان الى العصور الأولى. إلا ان الناس يبتدعون البدائل ويبحثون عن وسائل تبقي شعلة الحياة قائمة، رغم مرارة الواقع المعاش. وهذا ما ينطبق على الحال اليمنية ، حيث معاناة الشعب اليمني فاقت التصورات، وسط عدم استكانة المدنيين في مناطقهم المحاصَرة من تحالف العدوان واعوانه في الداخل عن مواجهة آثار المعارك وقصْف طائرات حتى لا تخمد شعلت الحياة بفعل القتل والتدمير والتجويع وتشتيت الملايين هنا وهناك.

ومع تواصُل المعارك في اليمن واشتعال الجبهات في هذه المنطقة او تلك، تكبر معاناة الاهالي الذين يخسرون أبناء وأقارب وملكيات وجني العمر، لكنهم لا يتوقفون عن المواجهة مهما كثر الألم او اشتدت وطأة القصف والحصار.
الكثير من العمال اليمنيين الكادحين خسروا اعمالهم وتقطعت ارزاقهم لا يملكون من الحياة شئ الا بقايا أحلام بلقمة حلال وعيش كريم،
هم شريحة واسعة من السكان كان المستور منهم يعمل بالأجر اليومي فتوقفت الأعمال والتحقوا بالفقراء، الذين بدورهم باتوا أشد فقراً وحاجة.
الحرب التهمت هؤلاء جميعا.. توقفت الحركة، تعطلت الأعمال، فُرض الحصار داخليا وخارجيا عليهم. التهمت الحرب شركات ومنظمات ومحال تجارية ومشاريع صغيرة طموحة. ودمّرت أحياءً سكنية. عطلت حياة الناس، ولا أحد يكترث. انتصرت هذه الحرب على المطرقة وبائعي المياه والسلع الشعبية في الميادين والشوارع وأصحاب المخابز. أتت بشكل مجنون كل شَيْء. ها هي تنتقم من اليمنيين في أعز ما يملكون: كرامتهم”.
وحسب تقارير رسمية، شمل الفقراء الجدد في اليمن عمال الكهرباء وشبكات المياه والصرف الصحي، والبلدية والنظافة الذين تم الاستغناء عنهم، وكانوا يعملون بالأجر اليومي وبحسب العمل، الذي توقف تماماً في صنعاء والحديدة وتعز وعشرات المدن الرئيسية والثانوية.
كما شملت قائمة العاطلين عمال المطاعم والمخابز التي توقفت بسبب الحرب وأزمات الوقود وانقطاع الكهرباء، وعمال شركات البناء والكافتيريات.
الوضع في اليمن كارثي في حال بقاء العدوان واستمراره بإجرامه هناك ثلاث ضرائب باهظة لن يستطيع المجتمع الدولي تحمّلها:الأولى هي ازدياد ونمو التّطرف والإرهاب ليس فقط المحافظات الجنوبية بل تمدده في الشمال واستقطابه للعاطلين الشباب واستغلاله للوضع المعيشي الصعب للناس للترويج لافكاره .والثانية النّزوح والتّشرّد وما يتبعه من مشاكل اجتماعية وصحّية وبيئية.والثالثة الدّمار الذي يمكن أن يصل إلى حجم تستحيل معه إعادة الإعمار..

مقالات ذات صلة