إن تمكين القاعدة وداعش وضخ الدماء في عروقهما وإمدادهم بالمال والسلاح وإفساح المجال أمامهم للسيطرة على أجزاء واسعة من الأرض سياسية ممنهجة اتخذها العدوان منذ الطلقة الأولى، بعد أن كان شعبنا على بعد خطوة من اجتثاث هذه العناصر الإجرامية الإستخبارية العملية بشكل جذري، بل إن العدوان العسكري الأجنبي الغاشم كان ضمن أهم أهدافه إنقاذ هذه الجماعات، ولم يعد هذا الأمر خافياً على أحد حتى أن الصحافة العالمية باتت تؤكد الشراكة الواضحة بين قوى العدوان وعلى رأسها النظام السعودي والإماراتي ومن خلفهما أمريكا وبين تلك الجماعات التكفيرية المجرمة.

ولم يتوقف العدو عند هذا المستوى من الإجرام والدموية، حيث دشن العديد من السجون والمعتقلات السرية وغيب فيها كل من يعارض توجهاته أو مشاريعه مستخدماً أبشع وسائل التعذيب اللا أخلاقي حد إنتهاك المحرمات وإهانة الإنسان الذي اختصه الله بالتكريم في سلوك مرضيَ لم نشاهد نظير له في الدنيا إلا في تلك المعتقلات التي شيدتها أمريكا في العراق لإذلال وقهر المسلمين والتفنن في تعذيبهم وأن هذا التطابق في السلوك والمنهج ليس بغريب فمن أقام أبو غريب هو نفسه من يقيم ويشرف على السجون في اليمن وقد كانت ومازالت أمريكا هي الراعي الرئيسي لهذا العدوان وصاحبة القرار الأول والأخير فيه وما أدواتها السعودية والإماراتية والداعشية إلا أذناب تنفذ ما يملى عليها.

يا أبناء شعبنا الصابر والمرابط في كافة أرجاء الوطن :

إن تفاقم الأزمات الداخلية لأنظمة العمالة والخيانة والنفاق في المنطقة، واستمرار فشلها الذريع في تحقيق أهدافها من العدوان وتعاظم خسائرها البشرية والمادية والعسكرية في ميادين المواجهة مع أبطالنا البواسل قد أصابها بحالة من الهوس والتشنج، لتترجم إحباطها الداخلي وهزيمتها المذلة بارتكاب المزيد من المذابح الوحشية بحق الأطفال والنساء والمدنيين، وما استهداف حافلة الأطفال في ضحيان وسقوط ما يزيد عن خمسين شهيداً جلهم من الأطفال إلا جريمة نكراء ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي ومنظماته وهيئاته التي أزكمت أنوف العالم بحديثها عن حقوق الأطفال ولم تحرك ساكناً أمام جرائم القتل الوحشية التي يتعرض لها أطفال اليمن .

إن جرائم العدوان اليوم تفضح النفاق العالمي وتحرج كل أنظمة التبعية لأمريكا، كما أن استهداف المستشفيات والأسواق ومنع وصول الطواقم الإسعافية في محافظة الحديدة يمثل أقصى درجات القبح والوحشية فهل هذه هي المساعدات الإنسانية التي بشر بها الغزاة أبناء محافظة الحديدة ؟ كما أن إعدام الأسرى والجرحى بشكل متكرر من قبل قوى العدوان ومرتزقتهم تعبير واضح على ما يحمله أولئك المنافقون من كراهية وحقد دفين لا يمكن السكوت عليه أو التعايش معه.

إن كل قطرة دم سفكها المعتدون بحق شعبنا لن تسقط بالتقادم ولن يفر مرتكبوها من العقاب، وهي سبب إضافي لنا جميعاً للاستمرار في رفد الجبهات بالمال والرجال وتعزيز عوامل القوة، وسينال المجرمون جزاءهم العادل عاجلاً أو آجلاً وستطاردهم جرائمهم ولعنات الضحايا في الدنيا والآخرة.

اليمانيون الشرفاء في الداخل والخارج :

من الضروري استيعاب طبيعة وأهداف العدو وتحصين الوعي أمام حملات التضليل المستمرة من قبله ومواجهة مؤامرته على الأصعدة العسكرية والأمنية والاقتصادية والإعلامية والمجتمعية، إن على الجميع استيعاب خطورة وشراسة الحرب الاقتصادية التي يحاول العدو من خلالها تركيع شعبنا وتسهيل استعباده، إن الإجراءات العقابية التي يتعرض لها اليمنيون كافة على المستوى الاقتصادي يتحمل مسؤوليتها اليوم العدوان الأمريكي السعودي ومن يسبح في فلكه ونرى اليوم تعمد قوى العدوان تعطيل الموانئ والمطارات ونهب الثروة النفطية والغازية لهذا الشعب وطباعة العملة بكميات هائلة دون غطاء وإهدار مقدرات الشعب على غير أصحابها وكل هذا يأتي ضمن ممارسات العدو لتجويع هذا الشعب ونهب مقدراته، والذي بدوره يؤدي إلى مضاعفات كارثية ومضرة تفاقم من معاناة أبناء الشعب وتعرض حياة الملايين منه إلى مخاطر الجوع والفاقة والمرض.

وفي المقابل نؤكد على الجهات الرسمية المختصة ضرورة بذل أقصى الجهود للحد من آثار الحرب الاقتصادية والعمل على محاصرة تداعياتها ومحاسبة كل من يتسبب في تعميق معاناة المواطنين، وندعو كافة أبناء الشعب إلى التحلي بروح المسؤولية وتعزيز التكافل الاجتماعي ورعاية الأسر الأشد فقراً ونحن على يقين أننا بالتوكل على الله وبذل الجهود الممكنة سنتجاوز هذه المحنة كما تجاوزنا سابقاتها.

الإخوة والأخوات :

مقالات ذات صلة