[ 3 _ فبراير _ 2016]
متابعات _ تهامة نيوز
دعت صحيفة (ذا ناشيونال) البريطانية رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للتوقف عن فصاحته المشكوك فيها عند الحديث عن المشاركة في العدوان العسكري على اليمن فيما تتخندق البلاد معه بأسلحتها وسياسييها من أجل توريد الاموال للخزينة .. منبهة بأن العمل التجاري لا يكون على حساب تدمير البلدان والتنكيل بالشعوب.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير لها عن تدهور الأوضاع في اليمن جراء إستمرار العدوان ” إن الحياة في اليمن أصبحت عبارة عن معركة يومية ضد الفقر والبنية التحتية المشلولة ونقص الغذاء والماء والأدوية والقنابل بريطانية الصنع “.
وأضافت ” إن ما يقرب من نصف السكان في اليمن كانوا قبل بدء العدوان العسكري بقيادة السعودية في مارس العام الماضي، يعيشون بالفعل تحت خط الفقر وثلثي الشباب عاطلين عن العمل والخدمات الاجتماعية الأساسية غير مستقرة “.
وأشارت إلى أن التقديرات كانت تشير حتى في تلك المرحلة إلى أن أكثر من 60 بالمائة من السكان بحاجة للمساعدة الإنسانية .. مؤكدة ” ولكن منذ بدء القصف ساءت الأمور بشكل لا يمكن تصوره في الوقت الذي يشيح فيه العالم بنظره بعيداً ” .
وأوضحت صحيفة (ذا ناشيونال) البريطانية أن مليوني شخص أصبحوا الآن يعانون من سوء التغذية الحاد من بينهم 3ر1 مليون طفل، بينما يفتقر ثلاثة ملايين شخص إلى علاج أو خدمات وقائية نتيجة سوء التغذية بالإضافة إلى 6ر7 مليون شخص مهددين “بخطر المجاعة”.
وقالت ” إن هذا التدهور رافقه نزوح حوالي 2.5 مليون شخص وتشريدهم من منازلهم في جميع أنحاء البلاد، فيما تم تصنيف 10 محافظات من أصل 22 محافظة في حالة الطوارئ أواخر العام الماضي وهي حالة تبعد خطوة واحدة فقط عن المجاعة “.
ولفت تقرير الصحيفة البريطانية إلى تحذيرات مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة مأرب في وقت سابق هذا الاسبوع من إنهيار وشيك لنظام الرعاية الصحية بسبب النقص الحاد في الأدوية، في الوقت الذي اضطرت معه العديد من المنشآت لوقف علاج المرضى على الرغم من الحاجة الملحة والمستمرة لذلك.
كما أشار إلى تفشي الأمراض إزاء هذه الأوضاع وتحذير منظمة الصحة العالمية من تزايد خطر الوفاة أثناء الولادة في الوقت الذي أخذت الأمراض القابلة للعلاج والأمراض الوقائية في الانتشار .
واستنتجت الصحيفة البريطانية قائلة ” إذاً بدأ أن الوضع محبطاً وحرجاً وشاقاً ولا يطاق وغير إنساني” .. مشيرة إلى تحاشي المجتمع الدولي النظر في هذا الوضع الكارثي .
ولفتت إلى أن هذا الوضع يأتي في الوقت الذي مازالت بريطانيا وحتى الآن تتخندق بأسلحتها وسياسييها والعاملين فيها في هذا العدوان وتتخذ موقفاً معادياً، سواء أكان ذلك على مستوى المصنع أو غرفة العمليات أو مقر رئاسة الوزراء .
وأردفت الصحيفة قائلة “نعم، يستطيع (رئيس الوزراء البريطاني) ديفيد كاميرون أن يقول أن مليار جنيه مبلغا كبيراً من المال، ذلك المبلغ هو بالضبط نفس المبلغ الذي تم توريده لخزينة المملكة المتحدة من مبيعات الأسلحة الى السعودية في ثلاثة أشهر فقط”.
وقالت صحيفة (ذا ناشيونال) البريطانية إن “الحرب في اليمن عمل تجاري كبير” فيما كان تعامل كاميرون بشأن هذا الموضوع في مجلس العموم (البرلمان) يؤكد “أن هذه التجارة ليست هامة” خاصة مع ما ردده من اقوال مراراً وتكراراً بان “هذه ليست منطقة بريطانية .. هذا ليس صراع بريطاني.. هذه ليست حرب بريطانيا”.
وشددت على أن ذلك الصمت لا يمكن أن يستمر، ويجب أن يتوقف كاميرون عن فصاحته المشكوك فيها حين يقول (بأن الضربات الجوية تجعل بريطانيا أكثر أماناً).