التباكي السعودي على الملاحة الدولية..محاولة تعلق بقشة للنجاة من الغرق

مروان حليصي

إستهداف البحرية اليمنية التابعة لحكومة صنعاء البارجة الحربية السعودية “الدمام” خلال تنفيذها اعمال عدائية ضد الشعب اليمني من المياه الإقليمية بصاروخ وصفته البحرية اليمنية “بالمناسب”، في نفس التوقيت الذي تتحدث فيه وسائل إعلام العدوان عن تقدمات كبيرة تحرزها قوات ما يسمي “بالشرعية” وحلفائها في الحديدة وصعدة وغيرهما وقرب السيطرة على الحديدة عسكريآ ، حدث لم يحتمله قادة النظام السعودي البته ، فقد اقض مضاجعهم ، ولم يجدو طريقة للتخلص من شدة ووطأة هذا الإنجاز النوعي للبحرية اليمنية الذي اظهر ضعف نظامهم رغم ترسانات الاسلحة والعتاد العسكري والحربي المتنوع الذي بحوزته ، وإمكاناته المالية والتسليحية وحجم وقوة الحلف الذي يتخندق خلفه ، مقابل الإمكانات المتواضعة للجيش اليمني واللجان الشعبية ، أظهر ضعفه في تآمين ، بوارجه وسفنه الحربية وحمايتها من الإستهداف ، التي بدى جليآ انه حتى طواقمها كما هو حال بارجة “الدمام” الذين حتمآ ممن تخرجو من اعرق الجامعات العسكرية الامريكية والاوروبية عاجزون امام التكتيك العسكري واسلوب المناورة الذي تعتمده البحرية اليمنية عن حماية بارجتهم وتآمينها من أي هجوم محتمل.

فلم يجد امراء السعودية للتخلص من هذا الزلزال الذي احدثته البحرية اليمنية والذي عصف بالمنطقة برمتها ، والهروب من الحرج الذي تسبب به لهم ، سوى اسلوب التباكي الذي اعتدنا عليه من قادة هذا النظام كلما قلت حيلتهم وتلاشت قدراتهم المالية والعسكرية امام البآس اليمني برآ وبحرآ وجوآ ، وهو ما أقدمت عليه السعودية عقب استهداف البارجة الحربية “الدمام” التابعة لها، ومحاولتها إثارة مخاوف المجتمع الدولي من خلال تحويرها لحقيقة استهداف بارجة “الدمام” الى الحديث عن تعرض سفينتين نفطتين تابعتين لها لإستهداف من قبل الحوثيين في البحر الأحمر يوم الاربعاء على لسان وزير الطاقة السعودي الذي تحدث عن تعليق شحنات النفط السعودي من المرور في باب المندب حتى تآمينه » سنعلق جميع شحنات النفط حتى تآمين الملاحة في باب المندب« ، مستجديآ بذلك المجتمع الدولي للآخذ بيده من المستنقع اليمني الذي يغرق فيه اكثر فأكثر كلما استمر عدوانه تحت ذريعة تآمين الملاحة الدولية في مضيق باب المندب ، الذي اشترط تحققه
قبل إستئناف مرور شحنات النفط السعودية الى السوق العالمي ، آملآ بذلك بغباء مفرط إندفاع المجتمع لقتال الشعب اليمني المحاصر الى جانبه ، متجاهلآ حقيقة ان وجوده وجاره الإماراتي لما يكن إلا للحرب بالوكالة عن من زرعهم في خاصرة الجزيرة العربية .

المتابع للضجيج الذي احدثه النظام السعودي للتغطية على عجزه وحلفه في الحرب اليمن عبر إبرازه للتهديد الكبير للملاحة الدولية في باب المندب من قبل صنعاء ، يشعر وكأن النظام السعودي كان ينتظر بفارغ الصبر مثل هذا اليوم الذي كان قد اعد السيناريو التمثيلي له بشكل جيد لعله يستطيع انه يخرجه من المآزق اليمني بماء الوجه فقط ، من خلال تحميل المجتمع الدولي مسؤولية اخراجه من ورطته في اليمن بالمشاركة العسكرية ، بأسلوب غير مباشرة تحت مسمى حماية الملاحية الدولية ، وهي حسب رأي كمن يتعلق بقشة للهروب من الغرق ، لأن المجتمع الدولي الذي يحاول استعطافه اليوم لم يكن بعيدآ عنه طيلة الثلاثة الاعوام الماضية من العدوان على اليمن ، بل كان حاضرآ ومازال بدعمه اللوجستي والعسكري والسياسي والدبلوماسي ، ولا اظن بان هنالك دولة ما ستغامر بجيشها للحرب في اليمن الى جانب السعودية وحلفها كما يآمل النظامين السعودي والإماراتي ، اللذان لا سبيل لهم وحلفهم الشيطاني في الخروج من المستنقع اليمني إلا بوقف العدوان.

مقالات ذات صلة