تحالف العدوان الأمريكي السعودي (التقدم إلى الخلف)

متابعات – صحيفة لا

ينتهج سياسة إعادة تدوير النفايات لتحقيق أطماعه فيرتد الفشل على ملعبه

أراد الشعب وقيادته الثورية الوطنية لمخطط فتنة ديسمبر العام الماضي الذي تزعمه صالح، أن يفشل وتطوى صفحته في مزبلة التاريخ، فبارك القدر تلك الإرادة وتكللت بمقتل زعيم مليشيا الخيانة، وتوجيه صفعة قوية لدول تحالف العدوان الأمريكي السعودي بسقوط واحد من أكبر رهاناتها على النيل من استقلال اليمنيين وانتهاك سيادة وطنهم والظفر بالنصر باحتلال عاصمة الصمود صنعاء.

وفي الوقت الذي لفظت فيه صنعاء بقايا نفايات ديسمبر هرع تحالف العدوان، لا سيما الإمارات، نحو إعادة تدوير هذه النفايات وتوزيعها على مناطق سيطرته، وهو ما أثار عدة تساؤلات مقرونة بالسخرية من إقدام العدوان على هذه الخطوة، فما الذي سيضيفه الذين فشلوا في خدمته من داخل العاصمة إلى موازين المعركة العسكرية الطامحة لاقتحامها وقد توزعوا خارجها؟!

إعادة التدوير

فرت قيادات مؤتمرية كثيرة انخرطت ضمن مخطط الفتنة من صنعاء عقب إخماد رجال الأمن واللجان الشعبية نيرانها بداية اشتعالها، متوجهة صوب مناطق سيطرة تحالف العدوان ومرتزقته.

ولاقى الفارون الخونة ترحيباً من قوى الاحتلال وأدواتها الذين يعملون لصالحها، وتوزعوا على المحافظات التي تسيطر عليها قواتها ومرتزقتها في عدن ومأرب وأجزاء من محافظة تعز، وكان أبرز المرحبين بها الجنرال الخائن علي محسن الأحمر الذي أعلن أواخر 2016 استعادة نشاطه في حزب المؤتمر، وقال إنه أحد مؤسسيه، وكذلك وزراء في حكومة العميل هادي بفنادق الرياض.

وبناء على أدلة كثيرة، فإن مركز مخطط فتنة ديسمبر مثلته دولة الإمارات المشاركة في تحالف العدوان على الوطن، وهي التي منحت أدواتها العميلة الهاربة من صنعاء أدواراً جديدة موزعة على عدة مناطق رغم فشلها.

فائد اليوسفي، أكاديمي وقيادي في حزب المؤتمر، يؤكد في حديثه لصحيفة (لا) أن الكثير من المؤتمريين المحسوبين على عفاش انتظروا حتى يرتفع سعر مزاد الارتزاق قبل أن ينضموا إلى العدو في ديسمبر، مشيراً إلى أنهم لم يلبسوا ثياب الوطنية لبعض الوقت إلا نكاية بمن سبقوهم إلى مزاد الارتزاق من الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى.

نفايات ديسمبر في مأرب

مثلت مأرب واحداً من الملاذات الآمنة لنفايات ديسمبر القادمة من العاصمة صنعاء، حيث احتضنت قيادات سياسية وعسكرية وأمنية تنتمي للجناح الخائن في حزب المؤتمر الشعبي العام فرت عقب فشل مخطط الفتنة.

فقد استقبلت مأرب كلاً من الخائن اللواء فضل القوسي الذي تقلد مناصب عديدة في وزارة الداخلية، آخرها قائداً لقوات الأمن المركزي، وكذلك اللواء علي صالح الأحمر الأخ غير الشقيق لزعيم مليشيا الخيانة الذي وصل المحافظة في الثاني من يناير الماضي، قبل ذهابه للقاء العميل هادي في الرياض، ومن ثم تعيينه منتصف مارس الماضي قائداً لما تسمى قوات الاحتياط.

كما أن من ضمن الواصلين إلى مأرب كان الخائن طارق عفاش، قبل أن يغادرها صوب الجنوب المحتل، نتيجة خلافات نشبت بينه وبين قيادات مرتزقة حزب الإصلاح المسيطر على المحافظة، وذلك على خلفية رفضه الاعتراف بشرعية العميل هادي والقتال تحت مظلتها، والتقائه بقيادات عسكرية إماراتية اتفقت معه على مساعدة مرتزقتها في مأرب لتشكيل قوات موالية لها مثيلة لتلك التي في شبوة وحضرموت وعدن، متهمة إياه بالعمل مع الإمارات لتقويض الأمن والاستقرار في محافظتهم.

غادر الخائن طارق محافظة مأرب، ولكن عضو الأمانة العامة لحزب المؤتمر ووزير النفط السابق في حكومة الإنقاذ، العميل ذياب بن معيلي، الذي وصل المحافظة بعد 7 أيام من مقتل زعيم مليشيا الفتنة المنضوي تحتها، تولى قيادة مرتزقة الإمارات فيها تحت مسمى (قوات النخبة المأربية)، والتي كانت بدأت العمل على تشكيلها أواخر عام 2015 عندما أنشأت (لواء الصقور) للسيطرة على القطاعات الغازية في محافظة مأرب، وخصوصاً في قطاع صافر الإنتاجي وقطاع جنة والقطاع 18 النفطي.

الجنوب وتعز وجهة أيضاً

عدن مع بعض المناطق المحتلة من محافظة تعز كانت وجهة للخونة الديسمبريين الفارين من صنعاء يجرون وراءهم أذيال خيبة وهزيمة المشروع الذي أوكل إليهم تحالف العدوان مهمة تنفيذه.

ولعل أبرز أولئك الخونة هو العميد المرتزق طارق عفاش الذي استقبلته قوات الاحتلال الإماراتي في عدن، وعملت على توفير الإمكانيات اللازمة لإنشاء معسكر يحتويه وكافة عناصر مليشيا الخيانة التي هربت معه، وأخرى سيتم تجنيدها تحت قيادته ضمن ما سموه (حراس الجمهورية).

والتحقت شخصيات عسكرية وإعلامية مؤتمرية وناشطون للحزب شاركوا في فتنة ديسمبر بالخائن طارق عفاش في عدن أمثال المرتزقة نبيل الصوفي، عبدالله الحضرمي، عبدالولي المذابي، محمد أنعم.. قبل انتقال الثلاثة الأخيرين وكثيرين غيرهم إلى القاهرة، وليقدموا منها خدماتهم لتحالف العدوان عبر قناة (اليمن اليوم) المستنسخة هناك برئاسة العميل عادل الشجاع، والتي غيرت خطابها تماماً تجاه مرتزقة تحالف العدوان، في تناقض واضح عما كانت عليه قبل الفتنة.

إلى ذلك، أصدر العميل هادي قراراً بتعيين المرتزق أمين محمد محمود، الذي قيل إنه محسوب على الناصريين، محافظاً لتعز؛ غير أن حقيقة انتمائه كشفتها معلومات تفيد بأن الخونة رشاد العليمي، حمود الصوفي، وسلطان البركاني، وهم قيادات في التيار الخائن داخل المؤتمر، معروفون بولائهم للإمارات، يقفون وراء ذلك التعيين.

لم تجرِ سفن فصائل المرتزقة كما تشتهي رياح خطوات تحالف العدوان بإعادة تدوير أدواته الفاشلة والمختلفة في ما بينها، والتي تناقضت مواقفها، وتستمر في ذلك، وظهرت ارتدادات فشل مخطط فتنة ديسمبر سريعاً على ملعب المخططين له.

فشل الفتنة يرتد على ملعب العدوان

بعد سقوط مخطط ديسمبر أطلق عملاء تحالف العدوان من مختلف الأحزاب والانتماءات التي أعلنت تأييدها ودعمها للمعتدين في 26 مارس 2015 تصريحات مرحبة بمليشيا الفتنة في مناطق سيطرتهم. وهذا الوضع طبيعي طالما وجميعهم بيادق بيد العدو؛ ولكن ما إن وصلوا إليها حتى بدأت الخلافات تتكشف.

فعقب أيام من وصول العميل طارق عفاش إلى محافظة عدن، أعلنت قيادات جنوبية موالية للعدوان والعميل هادي عدم التعامل معه، وطلبت من الإمارات توضيح سبب جلبه إلى عدن، بينما رحب به مرتزقة ما يدعى (المجلس الانتقالي) المدعوم إماراتياً على لسان رئيسه الخائن عيدروس الزبيدي.

لم تقف تلك الخلافات عند رفض نجل شقيق زعيم مليشيا الخيانة، بل إن قيادات عسكرية جنوبية عميلة رفضت الانصياع لأوامره بعد تكليفه من قبل الإمارات قيادة زحوفات المرتزقة في الساحل الغربي، حيث كشفت مصادر عسكرية موالية للعدوان في مارس الماضي معارضة الكثيرين قرار تولّي طارق صالح قيادة العمليات العسكرية للمرتزقة في الساحل الغربي.

وقالت المصادر إن الإمارات استدعت قائد عمليات الساحل الغربي الموالي لها، المرتزق أبو زرعة المحرمي، إلى أبوظبي لإقناعه بقبول طارق عفاش، مشيرة إلى أن المحرمي رفض رفضاً قاطعاً، ودخل في مشادة كلامية مع طارق عفاش.

صحيح أن الجميع أدوات بيد الاحتلال؛ لكن لكل من هذه المليشيات مشاريعه وأهدافه الخاصة التي يرى أنها ستتحقق بتحالفه مع الغزاة؛ لكنها تتصادم مع بعضها البعض، خصوصاً مع استغلال العدو لهذه التباينات والخلافات والتي يلعب عليها لجعل الجميع يسارع إلى خدمته وتنفيذ أهدافه على الميدان. هذا ما قاله الناشط السياسي زيد الغرسي لصحيفة (لا). ويرى الغرسي أن الخلافات بين الخائن طارق عفاش والفصائل الجنوبية حقيقية وموجودة على أرض الواقع، وعبرت عنها كثير من القيادات الجنوبية الرافضة لتواجده؛ لكنها سرعان ما استجابت للضغوط الإماراتية، وقبلت على مضض هذا التواجد.

الإصلاح ينتكس في تعز ومهدد في مأرب

من جهتها استنكرت مليشيا حزب الإصلاح في تعز قيام دول تحالف العدوان وعلى رأسها الإمارات بتدوير نفايات عفاش. ونظّم الحزب، الأسبوع الماضي، عشرات التظاهرات المنددة بتواجد الخائن طارق في تعز، فانبرى محافظها المرتزق أمين محمود للدفاع عما تقوم به قوى الاحتلال من إجراءات وخطوات، واصفاً من خرجوا بمظاهرات تندد بتواجد طارق عفاش في تعز بالطابور الخامس، واتهمهم بمحاولة خلق الفوضى لخدمة الحوثيين، حد تعبيره.

واختلف الإصلاح مع الخائن طارق وسياسة الإمارات قبل ذلك في مأرب، المحافظة التي يسيطر عليها المرتزقة في صفوفه والتي شكلت فيها قوات ارتزاق جديدة سميت بالنخبة المأربية على غرار النخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية والحزام الأمني في عدن ولحج، والسعي حالياً لإنشاء نخبة أخرى في تعز، وذلك لبسط سيطرة ونفوذ أبوظبي على مواقع الثروة وعدم السماح للإصلاح أن يكون شريكاً لها، كما أن شركاءها الفعليين على الأرض يكنون العداء للإصلاح، وقد يوجهون له ضربة كتلك التي تلقاها في عدن المحتلة.

وتبادل المرتزقة فيما بينهم التراشقات والاتهامات، فالإصلاح الذي كان أكثر المرحبين (بعفافيش ديسمبر)، عقب وأد الفتنة، ذهب ناشطوه مؤخراً لمهاجمتهم وتخوينهم حين شعروا بأن أي تنامٍ لنفوذ الأخيرين داخل مناطق سيطرتهم سيتعارض مع مصالحهم ويهدد مستقبلهم الذي يرسمه تحالف العدوان، خصوصاً بعد تولي العميل طارق عفاش قيادة ما تسمى معركة تحرير تعز، وفي الوقت نفسه اتهم ناشطون ناصريون حزب الإصلاح بأنه لا يقبل التعايش مع القوى الأخرى ويسعى للاستئثار بأي مكاسب سياسية لنفسه.

هوة الخلاف تتسع

هي لعبة شد الحبل وصراع الكينونات المتناحرة على مقعد في رصيف العمالة والارتزاق تخوضه فصائل المرتزقة مع بعضها البعض، فمن يقدم أكثر من الدماء اليمنية يحظى بمكانة رفيعة على طاولة الخيانة.

وزير النقل في حكومة مرتزقة الرياض، العميل صالح الجبواني، هاجم الإمارات، واتهمها بدعم وتجييش جماعات مسلحة خارج ولاء ما تسمى الشرعية، داعياً حكومته إلى اتخاذ قرار سيادي لمراجعة علاقتها بالإمارات وتصحيحها، وذلك على خلفية سماحها للخائن طارق عفاش ومن معه بالمشاركة العسكرية خارج ولاء العميل هادي وحكومته وتقديم الدعم اللازم له.

من جانبه، تحدث وزير الداخلية في الحكومة ذاتها، المرتزق أحمد الميسري، وهو عضو الأمانة العامة لحزب المؤتمر وأحد قياداته الجنوبية، بأن تواجد جماعات وفصائل في مناطق سيطرة ما سماها الشرعية لا تدين بالولاء لها هو وضع غير طبيعي، في إشارة منه إلى مرتزقة الإمارات بقيادة طارق عفاش، مضيفاً في لقاء له مع (فرانس 24) أن الإمارات تراهن على الجواد الخاسر، فالذي لم يستطع تحقيق شيء وهو داخل صنعاء، لن يقدم شيئاً في الساحل الغربي.

أما رئيس حكومة مرتزقة الرياض، العميل أحمد عبيد بن دغر، فيبدو خلاف سابقيه، حيث ظهر في الآونة الأخيرة تقارب بينه وبين أحمد علي نجل زعيم مليشيا الخيانة القتيل، والذي يدعم ابن عمه العميل طارق، حيث قال في منشور طويل له على (فيسبوك): (أحمد علي منّا ونحن منه، وعفا الله عما سلف)، في محاولة منه لتقريب وجهات النظر بينه وبين العميل هادي.

أدوات العدو لا تحمل مشروعاً

لا يراكم العدو بأي شكل من الأشكال إلا خساراته، في حين لم يعد بمقدوره حتى تجميل صورة أدواته تحت مسميات جديدة لتقديمهم على أي منصة حوار قادم في وقت تعيش أدواته انقساماً فتاكاً داخل الفصيل الواحد.

فمثلاً الإصلاح يعيش حالة انقسام واضحة، فتيار من الحزب يدين بالولاء المطلق لقطر ويهاجم السعودية، أمثال توكل كرمان وخالد الآنسي اللذين تبرأ منهما الحزب في بيان صحفي أصدرته أمانته العامة، وتيار يشبك علاقاته مع الإمارات ومقيم في السعودية، أمثال عبدالوهاب الآنسي ومحمد اليدومي، وآخر لا يعرف أين وجهته، بينما الأصوات الوطنية المناهضة للعدوان غيبت تماماً، ولم يعد لها تأثير في الحزب الذي شن رئيس فرعه في الجوف ومحافظها العميل اللواء أمين العكيمي، هجوماً لاذعاً ضد علي محسن الأحمر، على خلفية تعيين المرتزق هاشم عبدالله الأحمر قائداً للمنطقة السادسة التابعة لتحالف العدوان، وتوليه قيادة مرتزقتها في الجوف، معتبراً أن هذه الخطوة إماراتية وتستهدف نفوذ جناح الإخوان المسلمين في اليمن (حزب الإصلاح).

السياسي زيد الغرسي، يقول: (تبين أن سياسة الإصلاح غبية بكل المقاييس، حيث ظن أن انسياقه وراء المشاريع المختلفة يخدم مصالحه الحزبية وأطماعه السياسية، لكنه اصطدم بتباين هذه المشاريع وفقاً للأطراف التي ترعاها، حيث نشاهد اليوم جزءاً منه مع النظام السعودي وجزءاً منه مع النظام القطري والتركي).

وبحسب الغرسي فإن ارتماء حزب الإصلاح وراء المشاريع الخارجية دفع به اليوم لمحاولة التمسك بكل الأطراف والقبول بكل المشاريع المتناقضة، كي يحافظ على تواجده بعد أن كان يرى أنه الوحيد في الساحة اليمنية الذي يعتمد عليه في تنفيذ المشاريع الأمريكية.

كذلك هو حال التيار المؤتمري المؤيد للعدوان، فجزء منه مع طارق وضد بقية المرتزقة، أمثال عبدالله الحضرمي رئيس تحرير صحيفة (اليمن اليوم)، وجزء مع هادي والإصلاح ضد الديسمبريين، أمثال سام الغباري.

ليس هذا فقط، فكثير ممن تسلموا ملف تفجير دار الرئاسة يجلسون في أحضان المتهمين. محامي زعيم المليشيا المسؤول عن ملف تفجير دار الرئاسة، التقى بعد أيام من مقتل صالح بعلي محسن الأحمر أحد المتهمين الرئيسيين بالوقوف وراء تفجير دار الرئاسة ومحاولة اغتيال الرئيس حينها. كذلك أحمد الصوفي، السكرتير الصحفي السابق لصالح، التحق بركب من اتهمهم في كتابه (تحالف القبيلة والإخوان) بالوقوف وراء محاولة الاغتيال تلك، وبات من أبرز المداخلين في قنواتهم الفضائية كـ(الحدث) والـ(الشرعية).

إن التناقضات القائمة داخل ملعب العدو هي نتاج لفشل المشروع الاستعماري الواسع الذي حمله العدوان بالعموم، في وقت لا يبدو استقطابه لأدوات ديسمبر إلا شكلاً من أشكال دق مسمار آخر في نعشه المتهالك، وإعادة رموز آفلة ليس من شأنها تغيير سير المعركة بقدر حاجته إليها ليجعلها حجر عثرة أمام أدواته التقليدية التي أصابها الفشل، وفتح الخيارات أمام عملائه ليس لتحقيق أي مكاسب عسكرية يعرف نتائجها مسبقاً، وإنما مساع تقف وراءها الإمارات لإزاحة الإصلاح من المشهد بحسب مراقبين، إضافة إلى إطالة أمد الحرب.

الفشل محتوم

عملية تدوير المخلفات هي طريقة أمريكية يسعى من خلالها تحالف قوى العدوان الأمريكي إلى منح أدواته التقليدية أدواراً جديدة لإعادة توزيعها بنفس الولاء، بعد فشل التوزيع السابق في تحقيق أهدافه. هذه الطريقة ليست حكراً في اليمن، فالبيت الأبيض يستخدمها في المنطقة، وهي جزء من مخطط إعادة توزيع الأدوار على أدواته نتيجة سقوط مشروعه الرامي لرسم خارطة شرق أوسط جديد. ولعل الأزمة الخليجية القطرية الإماراتية السعودية القائمة هي نموذج واضح لانهيار المشروع الأمريكي التمزيقي في سوريا والعراق واليمن ولبنان.

وبالتالي فالفشل هو النهاية الحتمية لكل خطوة يقدم عليها تحالف العدوان على الوطن بعد خساراته المتراكمة على كافة الأصعدة العسكرية والسياسية، واستقطابه لنفايات ديسمبر سعياً لإعادة ترتيب أوراقه محاولة فاشلة تبينها الوقائع والشواهد التي ذكرت آنفاً.

وعن القيمة التي يمكن أن يضيفها هؤلاء في ملعب العدوان، يؤكد القيادي المؤتمري اليوسفي أن انضمامهم إلى صفوف العدو ما هو إلا تطويل لزمن المواجهة، ومزيد من الاقتتال بين اليمنيين ولن يحقق أي نصر يذكر.

وبالفعل تلقى خونة ديسمبر بقيادة طارق (حراس الجمهورية) أول صفعة في دورهم الجديد على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية عبر عملية عسكرية واسعة لهم على الساحل الغربي باتجاه مفرق المخا ومنطقة البرح غربي محافظة تعز، رافقها إسناد جوي كبير من طيران الإمارات المعادية، خسروا فيها بحسب مصادر عسكرية 30 مرتزقاً وعشرات المصابين، بالإضافة إلى 4 آليات مدرعة وطقم عسكري تم تدميرها.

مقالات ذات صلة