محمد عبدالسلام لصحيفة السفير اللبنانية : الدخول إلى عمق أكبر في السعودية قرار سياسي وليس عسكري

[18_أكتوبر_2015م]

متابعات _ تهامة نيوز

 

عقد وفد حركة «أنصار الله» الذي يزور بيروت لقاءً مطولاً مع الأمين العام لـ «حزب الله» السيّد حسن نصرالله الذي «بارك» الخطوات التي تقوم بها الجماعة ميدانياً وسياسياً، هذا ما كشف عنه رئيس الوفد والمتحدث باسم الحركة محمد عبد السلام، في حوار أجرته معه «السفير» اللبنانية .
وبعد إعلان الأمم المتحدة، أمس الأول، عن احتمال استئناف مفاوضات السلام بين الأطراف اليمنيين قبل نهاية الشهر الحالي، أكَّد عبد السلام هذه المعلومات، مضيفاً، خلال حديثه لـ «السفير» أنَّ الحوار اليمني ـ اليمني لم ينقطع، في إشارة إلى مفاوضات مسقط المتواصلة برعاية سلطنة عُمان.

وقال في هذا الإطار، إنَّ المفاوضات ستستأنف في نهاية الشهر الحالي «على الأرجح في جنيف»، برعاية المنظمة الدولية.
عبد السلام أوضح أنَّ ما حصل في الجنوب اليمني، بعد انتزاع قوات الغزو البرّي السيطرة على مناطقه، «لا يمثّل انتصاراً للعدوان»، مشيراً إلى أنَّه تحوَّل «إلى ساحة للفوضى والانقسامات وتصفية الحسابات».
وقال خلال الحديث معه، إنَّ 80 في المئة من أراضي الجنوب اليمني تقع تحت سيطرة تنظيم «القاعدة» الذي عزَّز وجوده خصوصاً في محافظتي عدن وأبين. وأضاف: «هم يعرفون أنَّ انسحابنا من الجنوب كان لمصلحتنا عسكرياً لجهة الاستفادة من الكوادر، وسياسياً لأنَّنا أوضحنا للرأي العام العربي والدولي أن البديل هو تنظيم القاعدة، وجعلنا الطرف الآخر يغرق في مستنقع جديد».
وكشف رئيس وفد الحركة، أنَّه خلال اللقاء الذي استمر خمس ساعات مع الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، «تبلغنا مباركة الحزب للخطوات التي نقوم بها، وشجعنا على المضي في الحوار بنفس عزيمة المواجهة في الميدان، لأنَّ الشعب اليمني هو المنتصر في النهاية».
واعتبر أنَّ معركة الحدود مع السعودية «منفصلة عسكرياً وسياسياً»، مؤكداً أنَّ «الخيارات فيها واسعة جداً، وحتى الآن نسيطر على الحدود بطول 70 كيلومتراً وعمق خمسة كيلومترات في محافظة جيزان، وهــو عمق آمن جداً». وأوضح، في الإطار ذاته، أنَّ «الدخول إلى عمق أكبر بكثير داخل السعودية هو قرار سياسي وليس عسكرياً».
وفيما لفت إلى أنَّ «أنصار الله على اتصال مع كل الأطراف الدولية ولم نقطع التواصل حتى مع المسؤولين السعوديين»، أكَّد أنَّ «القيادة السعودية منقسمة حول الملف اليمني، فولي العهد محمد بن نايف ومعه الاستخبارات مع الحل، بينما التيار الآخر الذي يمثله ولي ولي العهد محمد بن سلمان مع الحرب». وذكر أنَّ «المؤسسة الدينية السعودية خاضعة لسيطرة محمد بن سلمان، والتوجه الغالب هو للأخير، لأنَّ ما هو موجود على الطاولة الآن ليس نيات حلّ سياسي إنما استمرار الحرب».
وفي إشارة إلى عمق الخلاف السعودي ـ الإماراتي حول الشأن اليمني، وهما جناحا الحرب المتواصلة منذ سبعة أشهر، قال عبد السلام، إنَّ السعودية أقفلت على الرئيس السابق علي عبد الله صالح «نهائياً، بينما تواصله مفتوح مع الإمارات التي تقفل علينا (أنصار الله) نهائياً في المقابل، فيما تسعى لمقايضة الروسي بتأييد تدخله في سوريا، مقابل تأييد الروس للتدخل السعودي في اليمن».
وأشار إلى أنَّ الورقة التي سيحملونها إلى جنيف تتضمن خطة النقاط السبع التي جرى التوصل إليها في مسقط، وتتضمن الآتي: «الالتزام بقرارات مجلس الأمن المتصلة باليمن بما فيها القرار 2216 من ضمن آلية يجب التوافق عليها من جميع الأطراف بما لا يخل بالسيادة اليمنية مع تحفظنا على بند العقوبات، وقف دائم وشامل للحرب وانسحاب كل الجماعات المسلحة بلا استثناء من المدن التي تشهد نزاعاً مع سد الفراغ الأمني والإداري وفق لجان مشتركة متوافق عليها من كل الأطراف مع رفع الحصار، احترام القانون الإنساني الدولي والإفراج عن جميع المعتقلين، نشر الأمم المتحدة مراقبين للإشراف على الآليات المتوافق عليها، عودة الحكومة المشكلة وفق اتفاق السلم والشراكة لفترة 60 يوماً لتصريف الأعمال يتم بعدها تشكيل حكومة وحدة وطنية، استئناف العمليات السياسية بإشراف الأمم المتحدة، وتسليم الاسلحة الثقيلة».

مقالات ذات صلة