مجددآ،،،،الورقه الدينيه في مهمه تحقيق ما عجزت عنه السياسه السعوديه
بقلم الكاتب / مروان حليصي
بشكل لا يخفى على احد يعاود النظام السعودي وبغض النظر عن اختلاف القياده في تسعينيات القرن الماضي وبين اليوم ، يعاود استخدام ورقه الدين لتحقيق ما لم تستطيع السياسه والديبلوماسيه ولغه التهديد تحقيقه وتحديدآ بخصوص الوضع السوري الذي يبدوا انه فشل فشلآ ذريعآ بعد خمس سنوات انفق خلالها مليارات الدولارات في سوريا ، واصبحت هباء منثورا بعد التدخل الروسي السريع وبعد ايام معدوده من حديث عادل الجبير وزير الخارجية السعودي وتهديده للأسد بالرحيل سلميآ أو بالقوه..
ففي تسعينات القرن الماضي جيشت السعوديه المشاعر الدينية لدى غالبيه الجماعات الاسلاميه وحرضتهم على الجهاد في افغانستان عبر المنابر الدينية وعلماء السلطه ، لقتال القوات السوفيتيه هناك ايعازآ من واشطن لعده اسباب تطرق لبعضها ابووليد المصري منظر الأفغان العرب وصهر سيف العدل القائد العسكري للقاعده في كتابه ثرثره فوق سقف العالم وسنذكرها في مقال لاحق. وتحولت افغانستان إلى القبله الأولى بدلآ عن فلسطين لكل الجماعات الجهاديه من مختلف اصقاع الارض للجهاد المقدس ، وما إن انتهى الغزو السوفيتي وغادر الجيش الاحمر حتى اضحى المجاهدون العرب فريسه سهله لبعض المخابرات الاسلاميه والعربيه بتصفيتهم ومطاردتهم وتلفيق التهم لهم بالتنسيق مع الامريكان .
واليوم يحاول النظام السعودي تكرار التجربه الأفغانية في سوريا ضد التدخل الروسي فيها بعد فشل مليارات الدولارات التي انفقها على تسليح الجماعات المتطرفه داخل سوريا في إزاحه الرئيس الاسد عن السلطه بالقوه وتمزيق سوريا وتحويلها الى كنتونات صغيره جاعلين منها ليبيا أخرى بعد أكثر من ربع مليون قتيل من الطرفين وأكثر من تسعه ملايين سوري نازح كما أكدته احصاءات الامم المتحده ، وذلك في استهداف ممنهج لدول الممانعه والمقاومه ضد الاحتلال للاراضي المقدسه ، وللأنظمه العربيه القوميه الرافضه للصهيونيه وتواجدها على اراضي المسلمين تطبيقآ لسياسات الصهاينه.
ولكن أن يخرج علينا ٥٥عالم دين سعودي ببيان أو فتوى تدعوا للجهاد في سوريا نصره لأهل السنه حسب زعمهم ضد التدخل الروسي الذي أتى بطلب رسمي من النظام القائم الشرعي في البلاد ، يثبت الارتباط الوثيق بين الجماعات الارهابيه التي تقاتل في سوريا وبين علماء السعودية المعبرين عن سياسات المملكه وعن النظام وعن الوهابيه المرجعيه الرسميه لكل أولئك،
وحسب اعتقادي لم يكن ذلك البيان إيمانآ من أولئك العلماء بواجبهم الديني والاخلاقي وإلا لرأينا بياناتهم عن العدوان في اليمن تتصدر حديث وسائل الإعلام المرئيه والمسموعه إنتقادآ ورفضآ لجرائم دول العدوان بحق أبنائه .
فحتمآ ينزعجون ويرفضون ان يقتل طلابهم من الدواعش والقاعديين في سوريا لاسيما وامراء دولتهم من من أوفدهم تحت اشرافهم – وما تلك البيانات إلا متوقعه وغير مستغربه بعد أن شاهدنا مفتي المملكه في خطبه عيد الاضحى وهو يحرض على قتل أناس مثله يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، ولم يكتفى بما تفعله طائرات بلاده من سفك دماء الابرياء في اليمن دون إدنى احترام لموقعة وبياض لحيته.
وذلك البيان يؤكد بأن المملكه لم تكتفي بصناعه الإرهاب وتصديره إلى البلدان الأخرى بل انها تجاوزت ذلك بتوفير الحمايه والدعم الديني في حال تعرضهم للمخاطر من خلال المنابر الدينية والمساجد والمعاهد و اصدار البيانات والفتاوى التي ستلقى من يستمع إليها ويؤمن بها ويعمل بها من الأوليين ممن تخرجوا من مدارس وجامعات ومعاهد مرجعيتها الوهابيه.
وما شدني للكتابه حول الموضوع هما امران وإن كان من الصعب القول ولكن لابد من القول بأن ذلك النفاق الذي أضهره أولئك العلماء والازدواجيه في التعامل مع وضعين من منظور ديني في آان واحد يؤكد مدى تسخير الدين لخدمه السياسه. وأولهما : الوضع في سوريا الذي مر على التدخل الروسي فيها اقل من اسبوع ، حتى خرج أولئك العلماء منددين بذلك التدخل وداعيين لوحده الصف في مواجهه ذلك ، بالتحرك الجهادي نصره للاسلام وصد للكفره اعداء الله – عندما أغضبتهم السوخوي الروسيه وهي تقتل وتدمر أدواتهم في سوريا ، بينما وإلى الأن لم ينددوا و لم يزعجهم التحالف الستيني الذي تقوده واشنطن في سوريا والعراق ضد الدواعش الذي نفذ أكثر من سته الالاف غاره إلى الأن ، وأنهم على الأقل ، و كواجب ديني عليهم بحكم عملهم ، لم يصدروا حتى نصف بيان يدعون فيه أمراء الخليج التخفيف من معاناه الشعب السوري من خلال فتح حدود بلدانهم لهم واستقبالهم وإيوائهم باعتبارهم أخوتهم في الدين -بل بعضهم سخر من أولئك اللاجئون الذين يعدوا بمثابه عابرين السبيل واصفآ اياهم بالمرضى ولا يستحقون العيش ولو مؤقتآ في اراضيهم .
اما الوضع الثاني : وهو الوضع في اليمن ، والذي لم يتطرق حتى عالم واحد من أولئك للمأسي الذي عيشوها شعبه امرائهم من ال سعود ، ولم يذكره احد او يتعاطف مع شعبه ولو حتى بتغريده واحده ، وكأن جرائم الإباده و الفضاعات التي ترتكب بحق الارض والانسان والتاريخ على مدار الساعه ماهي إلا واجب ديني وتنفيذآ لشرع الله من قبل امراء أل سعود الأوغاد .
على الرغم من أن كل انظار ابناء الشعب كانت تتجه صوب العلماء وتحديدآ علماء السعوديه ودعاتها و أءئمتها ، لعلهم يسمعوا منهم كلمه تنديد او عباره تستنكر وترفض جرائم دول العدوان بحقهم ، وكل مواطن يمني كل يوم يمر وهو على أمل ان يسمع كلمه حق تقال تجاه معاناته تنسيه مأسيه وجروحه-ولكن لا شيء من ذلك فكل أولئك المعول عليهم وأمثالهم في أذانهم وقر ، و مشغولون بتسبيح والتهليل بحمد الملك وسمو عشيرته وكأننا ليسوا بمسلمين ولا بمؤمنين مما يزعزع ثقه الكثيرين بأولئك العلماء ويثبت مدى ارتهانهم للنظام السعودي الراعي الرسمي للفكر المتطرف في ارجاء المعموره.