#الأقباط في دائرة الإجرام #الداعشي مجدداً: #مصر تلاحق الإرهاب في #ليبيا و #سوريا

[28/مايو/2017م]

متابعات – تهامة نيوز

نفَذَ الإرهاب «الداعشي» أمس باتجاه خاصرة رخوة، ذات بعدين؛ الأول جغرافي، وتمثل في اختيار منطقة صحراوية لتنفيذ جريمة قتل بدم بارد، والثاني يتمثل في اختياره الأقباط مجدداً، كهدف لـ«إسقاط الدولة المصرية». الجريمة الإرهابية يبدو أنها ستشكل مرحلة جديدة في الحرب على الإرهاب، بعدما تعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بملاحقته خارج حدود مصر، والبداية كانت ليلاً من ليبيا، فيما تشير تقديرات إلى أنّ القاهرة قد تلاحق جماعات في الشمال السوري
بدت المواجهة المفتوحة بين مصر والإرهاب، يوم أمس، على مفترق طرق؛ فالهجوم الإرهابي الذي استهدف الأقباط في محافظة المنيا، في الصعيد، والذي أعاد إلى الأذهان، في أسلوبه، العمليات الإرهابية التي هزّت البلاد في التسعينيات، دفعت، على ما يبدو، نحو مقاربة مضادة مختلفة، أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليل أمس، وعنوانها العريض: «لن نتردد في ضرب الإرهابيين داخل مصر… وخارجها».
هذا التحوّل، سواء في أسلوب العمل الإرهابي، أو في الخطوات العابرة لحدود مصر، والتي تعهد بها السيسي «لحماية الأمن القومي المصري»، لا يمكن، بطبيعة الحال، فصلها عن التطوّرات المتسارعة على الساحة الإقليمية، ولا سيما بعد قمة الرياض، وما شهده اليومان الماضيان من توتر على خط الرياض ــ الدوحة، والذي لا يبدو أن تداعياته ستقتصر على حجب مواقع الكترونية، أو العبارات النارية التي نزعت، منذ صباح الأربعاء، عن الصحف الخليجية رداءها الباهت.
وبعد أقل من 50 يوماً على تفجيري كنيستي طنطا والاسكندرية، نفذت القوى التكفيرية، أمس، هجوماً إرهابياً جديداً استهدف حافلات أقباط كانت في طريقها إلى زيارة دير الأنبا صموئيل في المنيا، في منطقة صحراوية تبعد عن الطريق السريع نحو 30 كيلومتراً في عمق الصحراء، في حادث تم تنفيذه عبر مجموعة ملثمين كانوا يرتدون ملابس تشبه ملابس الجيش، وقاموا بإيقاف الحافلات التي كانت متجهة إلى الدير، وسارعوا إلى إطلاق النار على الموجودين بداخلها، بعد سرقة الذهب والأموال الموجودة في حوزة السيدات.
وإذ لاذ الإرهابيون بالفرار في الدروب الصحراوية، كان لافتاً أن عملية تعقّبهم جواً لم تبدأ إلا بعد أكثر من ثلاث ساعات، فيما لم تصل قوة الشرطة إلى مكان الحادث إلا بعد أكثر من 30 دقيقة، بالرغم من أن أقرب نقطة إلى موقع الحادث لا تبعد سوى بضعة كيلومترات، ما قد يجدد الانتقادات إزاء المقاربة التي تنتهجها وزارة الداخلية تجاه العمليات الإرهابية المماثلة، على غرار ما حدث في التفجير الماضي، الذي سعى وزير الداخلية إلى احتوائه عبر إقالة مدير أمن طنطا.
واللافت للانتباه، في سياق الحديث عن المقاربة الأمنية لوزارة الداخلية، أن الهجوم الدامي، أمس، جاء بعد أقل من 48 ساعة على إطلاق السفارة الأميركية في القاهرة تحذيراً لرعاياها من هجوم إرهابي محتمل، طالب الأميركيين الموجودين في مصر بضرورة الحذر من الوجود في الأماكن المزدحمة. ونُشر التحذير عبر الموقع الرسمي للسفارة، من دون أن يصدر أي تعليق من المسؤولين الأمنيين حوله.
في غضون ذلك، فإنّ تعليمات واضحة صدرت للشاشات المصرية أمس بالتوقف عن بث مشاهد تظهر احتقان الأهالي، على غرار ما حدث خلال تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة (كانون الأول 2016)، وكنيسة مار جرجس في طنطا، والكاتدرائية المرقسية في الإسكندرية (نيسان 2017).
غضب المصريين، الأقباط بصورة خاصة، واتهام الدولة بالتقصير الأمني الذي وجّهه عشرات الأقباط يوم أمس، لم يشاهدهما المصريون على الشاشات المحلية، ولكن على الشاشات العربية فحسب، إذ إن المحطات المصرية اكتفت بتغطية سطحية لا تليق بخطورة الحادث وتداعياته.
ولعلّ المتابع لما يحدث للمصريين الأقباط، الذين تمثّل فئة رئيسية بينهم كتلة مؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، يرصد استهدافهم بشكل متزايد خلال الشهور الستة الماضية؛ فبعد تفجير استهدف الكنيسة البطرسية، وتهجيرهم من العريش وتفجيري طنطا والإسكندرية، قُتل أكثر من مئة قبطي في حوادث إرهابية. ولم تفلح الإجراءات التي اتخذتها الدولة، في أعقاب كل حادثة، في وقف عمليات استهداف الأقباط. وصحيح أن قوات الأمن أحبطت عمليات عدة على فترات، من بينها محاولتا اغتيال الأنبا كرليس أسقف المنيا، إلا أن المحافظة التي شهدت الحادث أمس تُعدُّ أكثر بؤرة احتقان طائفي بين المسلمين والأقباط، ويشكل الأقباط نحو نصف سكانها. وشهدت هذه المحافظة أكثر من حادثة عنف طائفي منذ أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك حتى الآن، وتعرضت غالبية كنائسها للتدمير على أيدي إسلاميين متشددين، خلال فضّ اعتصامَي رابعة والنهضة لأنصار جماعة «الإخوان المسلمين» وجماعات أخرى في 2013.
وانتهت غالبية قضايا الفتن الطائفية في المنيا بجلسات صلح ودية أجبر فيها الأقباط على التنازل أو أغلقت قضائياً لعدم كفاية الأدلة،

وكالة مرصد للأنباء:
محافظة إدلب، وهما مخصّصان لتصدير إرهابيين إلى مصر»، وهي معطيات ليست بجديدة، ولكن السلطات المصرية تتعامل معها بحساسية شديدة، بالنظر إلى تعقيدات الأزمة السورية. ولكن ما حدث أمس ربما يمهّد لاندفاعة مصرية جديدة في مجال الإرهاب تتجاوز حدود مصر نفسها.
على صعيد آخر، ووفق مصدر أمني تحدث إلى «الأخبار»، فإن السيسي كان قد طلب تقريراً موسّعاً من وزير الداخلية ليُعرض خلال الاجتماع الأمني المصغر، يتضمن تفاصيل الحادث وكيفية ارتكابه ونوعية الأسلحة المستخدمة فيه، وهو التقرير الذي تم إعداده بالفعل وعرضه الوزير خلال الاجتماع. وكُلّف الوزير «بتشكيل عشر فرق أمنية لملاحقة المتورطين وتمشيط المنطقة الجبلية في محاولة للوصول إلى الجناة». ويحاول المصدر تبرير ما وقع أمس، بالقول إنّه «في العادة لا تقوم الداخلية بتأمين الرحلات الأهلية التي تنظم إلى الدير بشكل فردي، ولكن التأمين يقتصر على الرحلات السياحية التي يتم الإبلاغ بها مسبقاً»، مشيراً إلى أن «ارتفاع عدد الشهداء يرجع إلى تصادف مرور أكثر من حافلة في وقت الهجوم نفسه، منها حافلة العمال الذين لم ينجُ منهم أحد بعد إطلاق النار بشكل مكثف عليهم».
طهران: الهجوم أتى بعد زيارة ترامب

أدانت معظم الدول الإقليمية، أمس، الهجوم الإرهابي الذي وقع في المنيا، بما فيها قطر وتركيا اللتان تتخذان موقفاً سلبياً من نظام القاهرة. ورغم تصاعد حدة الهجمات الإرهابية في مصر في العام الأخير، فإنّ الدوحة وأنقرة لم تصدر عنهما مواقف إدانة إلا في المدة التي بدأت فيها تلك الأعمال الإجرامية تنتقل إلى وادي النيل، وتستهدف مباشرة المكوّن القبطي.
وبينما وقع الهجوم في ظل ظرف إقليمي شديد التوتر، فإنّ الموقف الإيراني بدا لافتاً بدوره، إذ رأت وزارة الخارجية أن «اعتداءات كتفجير مانشستر، واعتداءات داعش وأبو سياف في الفيليبين، والاعتداء في إندونيسيا، وإطلاق النار الدموي في مصر (أمس)، حدثت جميعها في الأيام التي تلت زيارة الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) الداعمة للسعودية». وقالت الخارجية الإيرانية أنّ «التحركات الاستعراضية الأخيرة في الرياض التي تمت تحت عنوان وهمي هو محاربة الارهاب والتطرف، عملياً لم يكن لديها معنى ونتيجة سوى دعم مصدر إنتاج الفكر التكفيري الوهابي والمصدر المالي واللوجيستي للإرهاب المسلح في جميع نقاط العالم». في المقابل، أدان ترامب الهجوم، قائلاً في بيان إنّ «سفك دماء المسيحيين يجب أن يتوقف، ويجب معاقبة جميع من يساعدون القتلة».
جدير بالذكر أنّ حركتي المقاومة، «حماس» و«حزب الله»، أدانا الهجوم بدورهما.

مقالات ذات صلة