شهر رمضان منحة الرحمن
بقلم /فيصل الهطفي
يعيش الانسان أحدى عشر شهرا في عالم المادة والمسارعة وراء المال والبحث عن الرزق بعيدا عن القرأن والدعاء الا القليل ممن عبدوا أنفسهم لله
ومن رحمة الله بعبادة شرع لهم هذه الفريضة العظيمة التي تعتبر محطة أيمانية يتزود منها الانسان المؤمن من خلال تلاوة القرأن والدعاء والصلاة حيث أن الأعمال في هذا الشهر مضاعفة والدعاء فيه مستجاب
والانسان يكون أكثر أستجابة في شهر رمضان لأن النفوس تكون قريبة من حضيرة الملكوت الالهي
فتتأثر بهدى الله .
الصيام يذكر الانسان بالفقراء والمساكين واصحاب الحاجة وذلك من خلال الجوع والعطش لانه ربما طوال العام لايتذكر فهنا يحس بغيره من الناس فيبادر بالصدقة للمحتاجين خصوصا مثل هذه الايام والشعب يعيش ظروف أقتصادية صعبة نتيجة للحصار البري والبحري والجوي من قبل العدوان السعودي الامريكي وايضا الكثير من أسر المرابطين والشهداء لاشك أن الصيام يذكرنا بهم فننطلق لمواساتهم والانتباه لهم
كما أن الصيام له الأثر الصحي لتقوية النفوس والاجسام لأن الإسلام يحتاج إلي الأجسام السليمة وكما يقولون العقل السليم في الجسم السليم والصوم كما روي في الأثر عن الرسول الاكرم صلوات ربي عليه واله قال :(صوموا تصحوا)فالجسم السليم يكون ذهن صاحبه صافي وقريحته متفتحة ويستطيع أن يستوعب ويفهم ويستشعر المسئولية فينطلق لأداء واجبه الذي أراده الله منه
وفي ميادين الجهاد نحتاج الي أناس أصحاء يتحملون الشدائد والصعاب
كما أن الصيام يقوي النفوس ويشدها نحو الله من خلال الاستجابة لتوجيهات الله فيكون الله قريبا من عباده قال سبحانه وتعالى:(واذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )صدق الله العظيم ومن رشاد الأمة أن يستجاب لها الدعاء
وشهر رمضان هو شهر الدعاء والأنابة الي الله وشهر الذكر وتلاوة القرآن
وهذه التهيئة الإلهية لعباده تعتبر منحة عظيمة لهم وفرصة كبيرة للتخلص من الشوائب وادران الذنوب والمعاصي والرجوع الي الله واستشعار عظمته مطلب مهم وأساسي لنحظى بقربه منا وعونه لنا ونصره وتأييده
ولنتذكر بجوعنا وعطشنا عطش يوم القيامة وجوعه لنربي أنفسنا تربية أيمانية قائمة الخوف منه ومن بطشه وعقابه وفي نفس الوقت يكون عندنا رجاء لثوابه ورحمته وغفرانه وجنته فعمل في سبيله بجد وأخلاص وكل تطلعنا الي الله العظيم فهو من يملك الجنة ومن يملك النار
فأشد عذاب واليم بيده وأعظم عطاء ونعيم بيده ومن عنده فلنغتنم هذه المحطة الايمانية لنتزود منها الإيمان والوعي ونشكر الله عليها لأنها نعمة عظيمة.